حماية السلام العالمي وتعزيز التطوير المستمرّ للعلاقات بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني للدخول في العصر الجديد معاً
جريدة البناء اللبنانية-
العميد تشنغ يوتشونغ:
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 95 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني .(PLA) وفي الوقت نفسه في الأول من أب، احتفل الجيش اللبناني بالذكرى الـ 77 لتأسيسه. واليوم، يسعدني جدا أن أكتب مقالاً بعنوان «حماية السلام العالمي وتعزيز التطوير المستمرّ للعلاقات بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني للدخول في العصر الجديد معاً للاحتفال بالذكرى السنوية المجيدة معاً».
منذ تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، وخاصة منذ المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني، وتحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ، عمق الجيش الصيني عملية الإصلاح في الدفاع الوطني والقوات المسلحة من جميع النواحي، وقطع خطوات قوية في تعزيز القوات المسلحة ذات الخصائص الصينية. وقد حققت القوات المسلحة الصينية إعادة هيكلة ثورية ودخلت العصر الجديد.
تحت إرشاد واستراتيجية الرئيس شي جين بينغ بشأن تعزيز الجيش، تتحمّل القوات المسلحة الصينية المهام لتقديم الدعم الاستراتيجي في أربعة جوانب.
الرئيس شي جين بينغ يتبنّى وينسق استراتيجية التجديد الوطنية الصينية في سياق أوسع للتغيّرات التي تحدث للمرة الأولى في العالم.
يطرح الحجة الرئيسية القائلة بأنّ «البلد القوي يجب أن يكون لديه جيش قوي، لأنه عندئذ فقط يمكنه ضمان أمن الأمة»؛ ويشدّد على أنّ الجيش يجب أن يتولى المهام الموكلة إليه من قبل الحزب والشعب وذلك في ما يتعلق بتقديم الدعم الاستراتيجي لأربعة جوانب؛ ويوجه ببناء «دفاع وطني محصّن وجيش قوي يتناسب مع مكانة البلاد الدولية ومصالحها الأمنية والتنموية».
تحافظ القوات المسلحة الصينية على الطابع الثوري المتمثل في «البقاء مخلصين لطموحنا الأصلي ومهمتنا التأسيسية»؛ ينفذ بعمق استراتيجية شي جين بينغ بشأن تعزيز الأفكار الاستراتيجية العسكرية للعصر الجديد.
تطوير بشكل شامل عملية تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة؛ والتنفيذ الحازم للمهام الموكلة من قبل الحزب الشيوعي الصيني والشعب، والسعي إلى توفير الدعم الاستراتيجي لتعزيز قيادة الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي، وحماية السيادة الوطنية والوحدة وسلامة أراضيها، وحماية مصالح الصين في الخارج، وتعزيز السلام والتنمية العالميين.
في السنوات الأخيرة، وتحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعلى رأسها أمينها العام شي جين بينغ، كان ولا يزال جيش التحرير الشعبي الصيني يحمي الوحدة الوطنية بقدرة أكبر ووسائل أكثر مصداقية ويحرز تقدماً مطرداً في بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وقد أنجزت مهام كبيرة مثل حماية حقوق الصين ومصالحها البحرية، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الاستقرار، والاستجابة لحالات الطوارئ، والإغاثة في حالات الكوارث، وحفظ السلام الدولي، ومرافقة السفن التجارية في خليج عدن، والمساعدة الإنسانية.
كلّ ما سبق كان يضخ زخماً قوياً في حماية السيادة الوطنية للصين وأمنها ومصالحها التنموية، وحماية الدولة الاشتراكية الصينية، والحفاظ على الكرامة الوطنية الصينية، وحماية السلام والاستقرار العالميين، وتعزيز بناء مجتمع سلام مشترك للبشرية.
ثانياً: يتميّز الدفاع الوطني الصيني بأنه «لا يسعى أبداً إلى الهيمنة أو التوسّع أو خلق مناطق نفوذ»، وفي الوقت نفسه، تحمي القوات المسلحة الصينية بحزم سلامة الصين ووحدتها.
لقد مرّ جيش التحرير الشعبي الصيني بمسار مجيد وحقق إنجازات استثنائية في السنوات الـ 95 الماضية منذ تأسيسه.
في عام 2019، أصدرت الحكومة الصينية الكتاب الأبيض «الدفاع الوطني الصيني في العصر الجديد»، والذي أشار الى أنّ الصين ملتزمة بطريق التنمية السلمية.
تتبع الصين سياسة السلام الخارجية المستقلة؛ وتتبع سياسة الدفاع الوطنية ذات طبيعة دفاعية؛ والصين هي العمود الفقري لحماية السلام العالمي.
إنّ النظام الاشتراكي في الصين، والقرار الاستراتيجي باتباع مسار التنمية السلمية، والسياسة الخارجية المستقلة للسلام، واعتماد أفضل التقاليد الثقافية التي تعتبر السلام والوئام أساسيين وعلى أساسهما تحدّد أنّ الصين سوف تتبع سياسة دفاعية وطنية ذات طبيعة دفاعية.
إنّ الهدف الأساسي للدفاع الوطني الصيني في العصر الجديد يتلخص في حماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها الإنمائية بحزم.
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 25 لعودة هونغ كونغ إلى وطنها الأم. وهو يبيّن أنّ مبدأ «بلد واحد ونظامان» قد تمّ اختباره ونجح مراراً وتكراراً في الممارسة العملية. إنه يخدم المصالح الأساسية ليس فقط لهونغ كونغ وماكاو، ولكن أيضاً للوطن والأمة بأكملها. وقد اكتسبت هذه التجربة دعماً واسعاً من الشعب الصيني الذي يزيد عن 1.4 مليار نسمة بما في ذلك سكان هونغ كونغ وماكاو. كما أنه مقبول على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي. وليس هناك ما يدعو الصين إلى تغيير مثل هذه السياسة الجيدة، ويتعيّن على الصين أن تلتزم بها على المدى البعيد.
إنّ حلّ مسألة تايوان وتحقيق إعادة توحيد الصين بالكامل يتناسبان مع المصلحة الأساسية للأمة الصينية وهما ضروريان لتحقيق النهضة الوطنية الصينية. إنّ تنمية الصين لا يمكن وقفها وتصميمها على اتباع طريق التنمية السلمية ثابت.
إنّ تنمية الصين ليست تهديداً، بل هي إسهام كبير في السلام والتنمية العالميين. إنّ إعادة التوحيد السلمي هي أكبر طموح للشعب الصيني، ونحن على استعداد لبذل قصارى جهدنا. ومع ذلك، ان يجرأ شخص ما او دولة على دعم استقلال تايوان، فلن ندّخر بالتأكيد أيّ جهد أو بأيّ ثمن لخوض حرب. ولا ينبغي لأحد أن يقلل من شأن عزم الجيش الصيني وإرادته وقدرته القوية.
ثالثاً: تلعب القوات المسلحة الصينية دوراً نشطاً في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين والدوليين، وتستمرّ العلاقة بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني في العمق للدخول في العصر الجديد.
وما فتئت القوات المسلحة الصينية تقدم مساهمات جديدة للسلام والهدوء العالميين. وستواصل الصين العمل مع جميع البلدان والشعوب المحبة للسلام لتكريس القيم الإنسانية المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. وسنواصل الدفاع عن التعاون بدلاً من المواجهة، والانفتاح بدلاً من إغلاق الأبواب، والتركيز على المنافع المتبادلة بدلاً من المناورات ذات المحصلة الصفرية. سنعارض اتجاهات الهيمنة وسياسة القوة ونسعى جاهدين للحفاظ على عجلات التاريخ تدور نحو آفاق مشرقة.
وفي 25 تموز/ يوليو 2006، أدّى دو جاويو، وهو مراقب عسكري صيني مرسل إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في جنوب لبنان بواجبه، وقدّم التضحية القصوى من أجل السلام. وبعد الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت في لبنان عام 2020، توجهت قوة حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفيل إلى مكان الحادث لتنفيذ عمليات إنقاذ في إطار الأمم المتحدة.
في 1 تموز/ يوليو من ذلك العام، حضرت أنا والسيد تشيان مينجيان، سفير الصين المعتمد لدى لبنان، حفل تقديم الميداليات لقوة حفظ السلام الصينية الـ 20 لدى اليونيفيل. في هذا الحفل، يتمّ منح جميع أعضاء قوة حفظ السلام الصينية الـ 410 في اليونيفيل، الذين قدّموا مساهمات بارزة للسلام والاستقرار في جنوب لبنان، ميداليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وقد أشاد اللواء أرولدو لازارو ساينز، رئيس اليونيفيل باالقوات المسلحة الصينية قائلاً:
«أنتم سفراء عظماء لبلدكم وللقوات المسلحة الصينية!» وأكد أنّ قوة حفظ السلام الصينية الـ 20 التابعة لليونيفيل قد أكملت بنجاح مهامّ مثل إزالة الألغام والبناء الهندسي والمساعدة الطبية، ولعبت دوراً رئيسياً في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان وحياة السكان المحليين، مع أداء ممتاز. وتفيد التقارير بأنه منذ نشر قوة حفظ السلام الصينية الـ 20 في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، تمّ تطهير ما مجموعه أكثر من 7000 متر مربع من حقول الألغام، وتفجير أكثر من 2000 لغم مضاد للأفراد، وصيانة 28 برميلاً أزرق، وعلاج أكثر من 4000 مريض، والتبرّع بالإمدادات الطبية التي تكلّف أكثر من 40000 دولار، وتمّ إنجاز أكثر من 60 مهمة بناء هندسية. كلّ ما سبق أشاد به السكان المحليون على نطاق واسع.
تعتبر العلاقة بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني عنصراً حاسماً في تطوير العلاقة بين البلدين. ويعتقد أنه بفضل الجهود المشتركة للجانبين، ستستمرّ عملية التبادل والتعاون بين الجيشين في تحقيق نتائج جديدة وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز التقدّم الجديد في العلاقات الصينية اللبنانية.
في المعركة غير المسبوقة ضدّ كوفيد-19، تدعم الصين ولبنان بعضهما البعض، وتعملان معاً لتعزيز التعاون الدولي ضدّ الوباء للمساهمة في بناء مجتمع صحي مشترك للجميع.
وقد قدّمت الحكومة الصينية للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني دفعات عديدة من المساعدات الطبية ودفعتين من اللقاحات الصينية، بلغ مجموعها 390 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19، مما يدلّ على الصداقة العميقة بين الصين ولبنان حكومة وجيشاً وشعباً. وتبرّعت قوة حفظ السلام الصينية العشرين التابعة لليونيفيل بالإمدادات الطبية والحاجات الضرورية اليومية واللوازم المدرسية للمجتمعات المحلية والمدارس أكثر من 10 مرات، ونفذت أكثر من 20 نشاطاً للمساعدة مثل إصلاح الإمدادات الكهربائية وصيانة الطرق، وقدّمت استشارات طبية مجانية لأكثر من 500 من السكان المحليين، وشاركت بنشاط في أنشطة الرفاه العام مثل تنظيف البيئة، محاضرات الثقافة التقليدية الصينية ومحاضرات الطب الصيني.
ستواصل الصين المشاركة بنشاط في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان وتقديم مساهمات أكبر للحفاظ على السلام في لبنان والمنطقة الإقليمية. ونحن على استعداد لتعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين والجيشين في مختلف المجالات لتعزيز المزيد من تطوير العلاقات الثنائية.
إنّ العالم يمرّ بتغيّرات عميقة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، ويواجه أمن البشرية وتنميتها أيضاً تهديدات وتحديات. وفقط من خلال الاتحاد الوثيق يمكن للناس من جميع البلدان اغتنام الفرص ونزع فتيل المخاطر وبناء مجتمع سلام ذا مصير مشترك للبشرية. والصين مستعدة لزيادة تعميق التبادلات الودية والتعاون بين الجيشين ودفع العلاقات العسكرية إلى مستوى جديد.
وأخيراً، أودّ أيضاً أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص شكري للأصدقاء اللبنانيين الذين يدعمون الصين وتطوير علاقة التعاون بين الجيشين وأتمنى للتعاون بين الجيشين تحقيق إنجازات أكبر.
* ملحق الدفاع في سفارة جمهورية الصين الشعبية في الجمهورية اللبنانية