حزب الله يغلق 30 من معابر الموت
يخوض الجيش السوري معارك عنيفة في ريف دمشق على جبهتين، في القلمون من جهة، والغوطة الشرقية من جهة أخرى. وأحرز الجيش ومقاتلو حزب الله «تقدماً مهماً» بعد السيطرة على سلسلة المرتفعات الشرقية المطلّة على سهل رنكوس، والمحاذية للحدود اللبنانية. وبحسب قادة عسكريين ميدانيين، فإن هذا التقدم الذي وصفوه بـ«الإنجاز» سيؤثر على «حسم معركة القلمون بشكل أسرع من المتوقّع، فضلاً عن إغلاق معابر غير شرعية إضافية مع الحدود اللبنانية».
وسيطر مقاتلو الجيش وحزب الله على تلة رأس طاحون الهوى ومحمية الطيور والمرتفعات الشرقية، الكاشفة لسهل رنكوس كاملاً. وهذه السلسلة التي تمّت السيطرة عليها، ترتفع 1850 متراً عن سطح البحر، ما يعني أنها تشرف بشكل كامل على سهل رنكوس والحدود اللبنانية. قائد ميداني قال لـ«الأخبار» إن هذا التقدّم «سيؤثّر على حسم معركة القلمون بشكل تام، من خلال تحرير بلدات الجبة والصرخة وحوش عرب وعسال الورد وتلفيتا، وصولاً إلى بلدة معلولا التاريخية ومرتفعاتها». ولفت إلى أن الحصار يضيق على المسلحين المنتشرين في هذه البلدات، بعد سيطرة الجيش وحزب الله على يبرود ورنكوس، فضلاً عن وجود طريق حمص ـــ دمشق تحت سيطرة الجيش.
وبالسيطرة على هذه المرتفعات، أقفل حزب الله والجيش السوري 8 معابر بين الأراضي السورية واللبنانية، متفرعة من سهل رنكوس، أبرزها معبر الطفيل ومعبر وادي الصهريج ومعبر الجوزة. وبذلك يكون حزب الله قد أقفل 30 من معابر الموت التي كانت تُستخدم من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على القلمون، لنقل السيارات المفخخة إلى لبنان.
هذا التقدّم دفع المسلّحين الى الهروب، إذ «شاهدنا سياراتهم تنسحب في اتجاه الجبة وعسال الورد ومنطقة الزبداني، إضافة إلى بلدة الطفيل اللبنانية»، بحسب مصادر ميدانية.
على صعيد آخر، يخوض الجيش اشتباكات عنيفة في الغوطة الشرقية في دمشق، في كل من المليحة وجوبر، مكثّفاً غاراته الجوية على دوما في الريف الشمالي. وأعلن مقتل عشرات المسلحين المعارضين، وتدمير مقرين من أكبر المقار العسكرية للمعارضة المسلحة في دوما خلال غارتين شنهما الجيش في ساعات الصباح الأولى أمس. أما في جوبر، فسيطر الجيش على تجمّع المدارس في الحي، في وقت تدور فيه مواجهات عنيفة في المليحة. مصدر ميداني قال لـ«الأخبار»: «نخوض معركتنا مع المسلحين للوصول إلى برج المعلمين في جوبر. سيكون لهذه المعركة ارتداداتها السلبية على سيطرة المسلحين في عموم المدينة، إذ إن المسافة الجغرافية الفاصلة بين برج المعلمين ودوار البرلمان، هي المساحة التي يتحصن بداخلها أكثر من 90% من مسلحي جوبر، ومنها تنطلق اعتداءاتهم المسلحة بما فيها قذائف الهاون». أما في المليحة، فيعلّق المصدر بأن «الحسم العسكري لن يكون سهلاً»، مؤكّداً أن «الصعوبة في الحسم ليست نابعة من ضعف الجيش، لكننا عندما نقاتل فنحن نقاتل بعقيدة الجيش الذي يعرف أن هناك أعداداً ضخمة من المدنيين في المليحة.
يعتمد المسلحون هناك على الاختباء بين المدنيين بشكلٍ أساسي. وما يؤكد كلامي أن السيطرة على البساتين، التي لا يوجد فيها مدنيون، جاءت سريعة جداً.
أما العقدة فهي الوسط السكني للمدينة». المصدر ذاته كشف لـ«الأخبار» أن «ما تحقق حتى الآن في المليحة على الصعيد الأمني سيدهش الجميع لاحقاً، إذ ألقى الجيش القبض على أعداد ضخمة من المسلحين الأجانب والخليجيين».
وفي ظل هذه الاشتباكات، لا تزال أحياء العاصمة السورية تتعرّض لقذائف الهاون، إذ استشهدت فتاة أمس وأصيب 22 آخرون، خلال سقوط قذيفتين على شارع بيروت، بالقرب من فندق « الداما روز». فيما أدى سقوط أربع قذائف على حي القريات في مدينة جرمانا إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح.
صحيفة الأخبار اللبنانية