حزب الله انتصر بلغة الأرقام أيضاً!!
موقع الخنادق-
علي نور الدين:
لقد صدق استنتاج البعض حينما قالوا، بأن حزب الله حينما يُواجه بأي نوع من الحروب، يستطيع دائماً تحويل تهديدها الى فرصة، بحيث يخال المرء أن أعداء الحزب هم حلفاؤه في الحقيقة. فالانتخابات النيابية التي حصلت مؤخراً، والتي كان يُراد لها من قبل المعسكر الأمريكي والدول العربية التابعة له، أن تكون اختباراً ودليلاً دامغاً، على مدى تراجع شعبية حزب الله في بيئته الحاضنة، ومدى تخلي هذه البيئة عن ثقافة وعقيدة المقاومة. أظهرت نتائجها العكس تماماً، حينما سجلت الحاضنة الشعبية للحزب نصراً إلهياً جديداً، في حرب تموز السياسية بالأرقام، اللغة الوحيدة التي يفهمها الغرب جيداً.
فعلى هذا الصعيد، يُذكر أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، قد سُأل خلال إحدى زياراته الى لبنان، كيف يقابل أحد مسؤولي حزب الله الذي تعتبره أمريكا ومن يتبعها من دول العالم، حزباً إرهابياً. فأجابهم الرئيس ماكرون حينها، بأن هذا الحزب قد حقق في العام 2018، أعلى نسبة في الأصوات التفضيلية، بما لم يستطع تحقيقه أي حزب آخر.
فماذا ستكون ردة فعل ماكرون وهؤلاء، بالإضافة الى كلّ أعداء الحزب في العالم، حينما يكتشفوا أن 3 سنوات من الهجمات الممنهجة ضد الحزب، وبكافة الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، لم تستطع المسّ مقدار ذرّة في الاحتضان الشعبي للمقاومة، بل زادته أكثر من 22 ألف صوت، ليسجل نوابه أعلى نسبة في الأصوات التفضيلية لا يمكن لأي حزب لبناني آخر تحقيقها، بحوالي أكثر من 365 ألف صوت، وأن الحاج محمد رعد الذي التقى به ماكرون قد حقق أكثر من 48 ألف صوت تفضيلي، بما يفوق ما حققه أحد الأحزاب التي تدّعي التغيير!! مع الإشارة الى أن الأصوات التفضيلية التي حققها الحزب، لم يُحتسب معها ما قد جُيّر للحلفاء، لا سيما في الدوائر التي لم يكن للحزب فيها مرشحين، فنالوا على إثرها أيضاً نسبةً عاليةً من هذه الأصوات.
أبرز الإنجازات
ولا تقتصر هذه الإنجازات على نسب الأصوات التفضيلية، بالرغم من أهميتها، فهناك نتائج تماثلها أهمية، إن لم يكن أكثر منها. وأبرز هذه الإنجازات الأخرى:
_ إفشال مخططات زرع الشقاق ما بين المقاومة ومجتمعها، ما فتح المجال أمام تطوير هذه العلاقة مستقبلاً، بشكل أكبر وأمتن. فقد أفادت بعض المصادر لموقع الخنادق، أن هناك ورشة تنظيمية في الحزب منذ ما قبل الانتخابات بأشهر، تهدف إلى تعبئة الطاقات والقدرات لا سيما البشرية منها، من أجل مواكبة جهود بناء الدولة وإصلاحها، عبر تنفيذ الخطط والمشاريع الاستراتيجية.
وكان من أبرز مخططات زرع الشقاق، تخفيض نسبة المشاركة الشعبية في الاقتراع لفريق المقاومة، خصوصاً في مركز ثقلها أي دائرة بعلبك الهرمل. إلّا أن أهل هذه المنطقة، أثبتوا أن هذه المنطقة بالرغم مما تعانيه من حرمان (هو من صنيعة الدولة منذ عقود لا المقاومة)، هي وفية ومخلصة لهذا الخط والنهج، بحيث بلغت نسبة الاقتراع فيها 96% لدى الطائفة الشيعية.
_ تكريس حيثية حلفاء الحزب الاستراتيجيين، على صعيد كل الساحات الوطنية، بحيث بات للحزب امتداد واسع في كل المناطق اللبنانية، بعكس ما روّج له المعسكر الأمريكي، من أن الحزب معزول في مناطق معينة في البلد، بما يمكّنهم (أي واشنطن وحلفاؤها) من تقسيم البلد الى كانتونات طائفية. فقد بات للحزب حلفاء على امتداد لبنان، من الجنوب الى الشمال (حيث أمّ المفاجأت).
_ التأكيد على أن شعبية الحزب وحلفائه، ما زالت في أعلى نسبها، رغم ما تعرضت له من ضغوط وحصار خلال السنوات الماضية. وبالتالي فإن من حقها بل ومن واجبها، المشاركة في صنع القرار، بأي موضوع يتعلق في مستقبل لبنان، دون استفراد الدول الخارجية ومن يتبعها من قوى محلية في ذلك.