جوبر الخاصرة الرخوة
ماري سويد –
بانوراما الشرق الأوسط:
طيلة العامين الأخيرين من الحرب على سورية وحتى اللحظة ظلّت منطقة “جوبر” هي الخاصرة الرخوة لدمشق وعلى الأخص مناطق العباسيين , التجارة , القصور , القصاع وباب توما, حيث يتحصن في منطقة جوبر التي تبعد أقل من كيلو متر واحد عن ساحة العباسيين مجموعات كبيرة من العصابات الارهابية المسلحة , وقد قام الجيش العربي السوري باقتحامها مرات عدّة , لكن سرعان مايعود اليها الارهابيون بعد خروج الجيش وخصوصا أن سكان المنطقة مع الأسف يشكلون حاضنة شعبية لارهابي النصرة وسواها, وقد تريث الجيش كثيراً في سحق المنطقة حقناً لدماء المدنيين وأعطى الفرصة تلو الأخرى لأهالي جوبر لاخراج هؤلاء الارهابيين من بلدتهم والعمل على العودة الى حضن الوطن من خلال المصالحات التي باركتها الحكومة السورية ودعمتها , لكن مع الأسف ظلت “جوبر” تراوغ وتحتضن المسلحين ما جعل أهل منطقة العباسيين عرضة بشكل شبه يومي لقذائف الهاون الغادرة فضلاً عن رصاص القنص والصواريخ وسواها , امس مثلاً كانت هناك محاولة اقتحام للعباسيين من محور “مزرعة نصري” المتاخمة لجوبر ولساحة العباسيين وتم احباطها وسحق المهاجمين, بعض أهالي منطقة العباسيي وشارع فارس الخوري تركوا بيوتهم والتجأوا الى مناطق اخرى وفي أنفسهم حسرة وسؤال دائم:
“لماذا لايقتحم الجيش جوبر ويطهرها من الارهاب”
طبعاً هو سؤال مشروع , لكن القيادة العسكرية السورية تخوض معركة على مساحة الوطن السوري كله وبالتالي لها حسابات عسكرية وتكتيكية يجهلها المواطن العادي والذي بدوره من حقه المطالبة بقطع رأس الأفعى القاطنة بالقرب منه.
الأنباء والمعطيات الميدانية وأصوات القصف والاشتباكات التي تسمع منذ ليلة أمس في منطقة العباسيين القصاع تشير الى أن الجيش العربي السوري بمساندة قوات الدفاع الوطني اتخذ قرار الحسم العسكري في هذه المنطقة اضافة لمنطقة “المليحة” التي تشكل أيضاً مصدر الارهاب والقتل الذي يصيب بلدة “جرمانا” بشكل يومي.
هل فعلاً تم اتخاذ هذا القرار الضروري ؟
هل سنسمع في الأيام القليلة القادمة عن تحرير “جوبر والمليحة” من رجس الارهابيين التكفيريين المجرمين؟
كلنا أمل بهذا وكل قلوبنا ودعواتنا وصلواتنا لحماة الديار البواسل بانجاز هذه المهمة العظيمة.
وكما حرر جيشنا البطل الكثير من المناطق الحيوية وليس آخرها “يبرود والفليطة” كلنا ثقة بأن بواسلنا سيسحقون الارهاب ويعيدون الأمن والأمان لجوبر وغيرها من مدن سوريتنا الحبيبة.
الجيش العربي السوري قادم , وخبطة قدمه على الأرض هدّارة يدعس بها رؤوس الارهابيين وداعميهم من خلف الحدود.