جهاز أمن الضاحية: سنحميكم بأشفار عيوننا
أهل الضاحية: الحواجز الأمنية تمثّلنا
موقع العهد الإخباري ـ
لطيفة الحسيني:
تشهد الضاحية منذ تفجيري بئر العبد والرويس وما قبلهما إجراءات أمنية احترازية مع تلقي الأجهزة اللبنانية الرسمية معلومات جدية حول نية الجماعات التكفيرية تنفيذ هجمات على بعض المناطق والأحياء.. حملة تحصين الضاحية من أي خرق يهدّد أمنها، كما باقي المناطق، لاقت استحساناً شعبياً واسعاً .. أهلها الذين لا يخشون الحروب ولا يهابون المخاطر، يتفهمونها جيداً وبعقلانية، لذلك يحتضنون “رجال أمن الضاحية”، كما يسموّنهم، فعلى هؤلاء تقع مسؤولية حماية منطقتهم بأشفار عيونهم.
عشرات الشبان المتطوّعين تحت عنوان “اللجان الأهلية” ينتشرون عند مداخل الضاحية وبين أحيائها وطرقاتها، يفتّشون كلّ سيارة ومارٍّ فيها، المهمة الاساس “حفظ المنطقة وعدم التهاون مع أي شبهة أمنية مهما كان نوعها”. يؤازر هذه اللجان انتشار مكثف لجنود الجيش اللبناني في أكثر من نقطة ومكان في الضاحية، يحرصون بكل ما أوتوا من إمكانات على منع أي خرق للضاحية، وللغاية ينسّقون مع الأجهزة الأمنية من قوى أمن وأمن عام وأمن دولة لحظة بلحظة، بحسب ما تؤكد مصادر خاصة.
واكب أهالي الضاحية بدء تنفيذ هذه الخطة الاستثنائية برحابة صدر، تمنّوا “لو تُكثّف بشكل أكبر، فالخطر التكفيري يستدعي ذلك”. عندما تتجوّل في شوارع الرويس وبئر العبد وحارة حريك وأوتوستراد السيد هادي نصر الله وصفير وتصل الى أحد الحواجز المزدحم بالسيارات والناس، تجد تعاوناً لافتاً من المواطنين مع المكلّفين بتفتيشهم. وبينما تسير عملية التحقق من سلامة مرورهم “يباغتونك” بنسبة إدراك مرتفعة لخبث مطلقي الشائعات حول استيائهم من إجراءات حماية منطقتهم. فيسمع عناصر أمن الضاحية عبارة “تكرم عينك” تتكرر في اليوم مئات المرات. لدى سؤالهم عن رأيهم حول تشهده الضاحية اليوم، يُجمع الأهالي على قولٍ مشترك “من حقهم فعل ذلك ونحن مطمئنون بعد السير بها وبدء تطبيقها”.
برأي لمى (طالبة جامعية) “هذه الاجراءات كان يجب أن تحدث “من زمان”، بنظر خديجة (مدرسة) يفترض أن “تتشدّد أكثر وأن تقفل كلّ المداخل حتى يدقق مع كلّ شخص منعاً لتسرّب أي مندسّ”. وفاء (ناظرة مدرسة) ترى أن “على كلّ المواطنين والغيارى على أمن منطقتهم أن يتحوّلوا الى مفتّشين وحراس يسهرون على سلامة الضاحية”. أزهار (ربة منزل) تؤمن بصوابية تلك الاجراءات لأنها “تشعرنا بالأمان، قبل وبعد وعطول الزمان “. سعد ( موظف في شركة) يقول بشكل عفوي “منيحة واللي مش عاجبو يدق راسو بالحيط”. جنان (موظفة) تدعو من ناحيتها الى “التحلّي بالصبر وعدم إعاقة عمل رجال الأمن حتى لو انتظروا أكثر من خمس ساعات في زحمة السير”. ريان تطلب من الله “إعطاء القوة لشباب الأمن المنتشرين في كلّ زاوية”، وتشدّد على “أهميّة إمدادهم بيد العون”. أما رندلى (صحافية) التي تتردّد الى الضاحية من وقت الى آخر، فتعتقد أنها “يجب أن تكون حتى تثبت الدولة العكس”.
الاحتضان الشعبي هذا امتدّ أيضاً الى عالم الفيسبوك.. هنا حيث المساحة أوسع والتعبير يصل الى أبعد مدى، انطلقت حملة التأييد لـ “جهاز أمن الضاحية”، شعار موازٍ أطلق تحت عنوان “الحواجز تمثلني..”. الفيسبوكيين ردّوا من خلال تضامنهم هذا على الانتقادات التي ساقها إعلام المستقبل وحلفائه الآذاريين للحملة الأمنية.
الناشط حسن حيدر كتب “حزب الليكود أيضا لم تعجبه التدابير الأمنية لكنه كان أكثر حياء من تيار المستقبل”.
بدوره كتب الناشط أسامة نور الدين الموسوي: “مختصر مفيد: شباب امن حزب الله لا هني قوى امن ولا جهاز فاسد تابع للدولة، هيدا جهاز امني شريف لا يباع ولا يشترى يحمينا من 30 سنة. شباب الامن عم يوقفو ساعات تحت الشمس ليحمونا، حلو نبادلهم التحية والابتسامة والشكر”.
أحمد ياسين كتب أيضاً: “تيّار المستقبل يرفض إجراءات حزب الله الأمنية على مداخل الضّاحية…لا عجب من ذلك، فالحواجز تعيق عملهم ومشغّلهم بندر بن سلطان”.
محمد قليط سخر من تصريح النائب الأزرق فكتب “أحمد فتفت: إجراءات الحزب الأمنية غير مقبولة و هي إعتداء على الدولة.. عأساس سهران كل ليلة عند أبو عساف وبتاكل حلو من عند السلطان…”.
فاطمة شقير كتبت: “من القلب وبلا فلسفة حكي، يسلم إيدين وراس كل شاب واقف بالشارع يفتش ويراقب تا يحفظ أمن الناس”.
يوسف وهبي كتب: “#حزب_السعودية_في_لبنان يندد بالإجراءات الأمنية في الضاحية. طبعا لأنها عرقلت وصول المتفجرة الثالثة التي أرسلتها”.
مراسلة قناة “NBN” رشا الزين كتبت: “بخصوص بيان كتلة المستقبل :الإجراءات الأمنية المتخذة في الضاحية مرفوضة ويجب أن تتوقف يلا بركي منحكي شوي عاجراءات بيت الوسط و قريطم كرمال بس المصداقية.. ولوووو عالقليلة -بالضاحية – مسموح المرور و التفتيش حرصا على السلامة العامة مش متل هونيك مطرح ممنوع المرور كانتونات خاصة”.
الناشط الملقب بأحمد الجنوب كتب: “جهز قنينة ماء في الثلاجة، اتركها حتى تصبح ثلجاً جامداً، خذها معك .. وحين تصل إلى ذلك المجاهد
الذي احرقته الشمس واقفاً يبحث عن أيادي الإجرام التي تترصدك ناوله اياها .. بعض عرفان بالجميل”.
خليل نصر الله كتب: “صدق، مواطنون يفاخرون بأن شباب الانضباط فتشوا سياراتهم. احدهم فرحا ينظر الى صديقه وقول له بابتسامة فرح: صاروا مفتشين سيارتي ست مرات . . وكل ما يفتشوها بفرح بنبسط . . يا زلمي انا آعد هون وهني بالشمس واقفين كرمالي وكرمالك. شو هالوفا الى عندهم . . الله يحميهم”.
مراسل قناة “الجديد” رامي الأمين كتب: “تيار المستقبل مزعوج من الإجراءات الأمنية في الضاحية، لأنو سعد الحريري كان كل يوم يتروق الصبح مناقيش زعتر عند “خباز” ع الرويس، ويتغدى عند حرقوص تشيكن ع اوتوستراد هادي نصرالله، ويشرب عصير مسويات عند رمضان ع الغبيري. هزلت!”.
فاطمة بريدي كتبت: “من شدة حذرنا على أمن بالضاحية صرنا اذا مرقنا على حاجز منقلو دخيلك فتشني”.
محمد الأمين كتب: “متل كل الناس، علقت بالعجقة بسبب الإجراءات الأمنية، انا و للصراحة ما شفت حدن عالاقل من السيارات المحيطة، ما شفت حدن عميتأفف و هيدا بعبر عن تفهم و وعي. يلي بدي قولو هون هو انو متل ما كلنا منعرف، مراكز الحزب محمية من زمان ضمن المنظومة الأمنية التابعة للحزب، إذن هالاجراءات هي مش لحماية مراكز الحزب و إنما لحماية الناس و امن الناس و أرزاق الناس…بس لفتة نظر لا غير…”.
بالموازاة، أطلق مجموعة من الناشطين صفحة “الحركة المدنية لمكافحة الإرهاب في لبنان” المتخصصة للتبليغ عن الشبهات الأمنية المتعلقة بالإرهاب. ترفع شعاراً وحيدا “بلغ عن أي سيارة، شخص، مكان، مواد خطرة، اتصالات .. قم بمراسلتنا فوراً ! لا تتردد”.
الإخلاص الذي يبديه هؤلاء تتلقّفه مصادر معنية بالحملة الاحترازية باهتمام وتقدير، فتعبّر عن امتنانها لمشاعر التضامن والتعاون والتفهم، وتشير الى أن “جهاز أمن الضاحية المنتشر على الطرقات ليلاً نهاراً لا يضمّ فقط عناصر حزبية كما يعتقد البعض، بل يشمل متطّوعين كثر شكّلوا “لجاناً أهلية” وأحبوا المساندة في إحباط أي خرق أو محاولة تسلل مشبوهة من شأنها العبث بأمن الضاحية”.
تتحدّث المصادر عن مستوى عالٍ من الجهوزية والتنسيق الدائر مع مؤسسات الدولة ولاسيّما الجيش، بالنسبة لها “ممارسة الأمن مكلفة مادياً ومعنوياً وسياسياً”، غير أن انعكاساتها وأصداءها تبدو حتى الآن “إيجابية جداً”.
المصادر تخلص الى القول إن “نتائج الحملة الأمنية الأخيرة في الضاحية تدفع البلاء بشكل كبير”، لكنّها في الوقت نفسه تؤمن بأن “أمن الضاحية يتحقق فعلياً بالسيطرة التامة على المداخل الرئيسية مع إقامة حواجز دائمة فيها”.