“جند أنصار الله” ينتقلون من غزّة إلى سوريا
غضبت عليهم حركة حماس، وبعد أن أعلن زعيمهم أبو النور المقدسي في آب العام ٢٠٠٩ عن تأسيسه إمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس، قامت حماس بمحاصرتهم، واقتحمت عليهم مسجد ابن تيمية حيث مقرهم الرئيسي، ووقعت اشتباكات عنيفة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، واعتقلت حماس من تمكنت من اعتقاله، وهرب من قبضتها من هرب.
كان من بين قتلى “أنصار الله”في اشتباكات مسجد ابن تيمية، زعيمها ومؤسسها أبو النور المقدسي “الدكتور عبداللطيف موسى” ومساعده والقائد العسكري لأنصار الله في نفس الوقت، أبو عبدالله السوري “خالد بنات” وهو من أصل فلسطيني ولكن كان يقيم في سوريا قبل انتقاله إلى غزة.
بعد هذه الحادثة انتقل “أنصار الله” إلى العمل السري، واتخذوا إجراءات تتيح لهم الاختفاء عن عيون أجهزة الأمن التابعة لحماس (حلق اللحى والإقلاع عن اللباس بالنمط الأفغاني) وعدم عقد اجتماعات علنية، والحرص واتخاذ تدابير خاصة أثناء التنقل، وإجراءات أخرى من هذا القبيل.
الجديد في موضوع جماعة “جند أنصار الله”، وبعد مرور حوالي أربع سنوات ونيف على حادثة مسجد ابن تيمية، أن قسماً كبيراً من عناصر الجماعة هاجر من غزّة وحط رحاله على الأراضي السورية حيث معسكرات التنظيمات الجهادية كانت باستقبالهم كي تعيد تأهيلهم عسكرياً وتصقل مهاراتهم القتالية.
فقد كشف مصدر قريب من جماعة جند أنصار الله لـوكالة أنباء آسيا أن معظم عناصر الجماعة الذين كانوا متواجدين في مسجد ابن تيمية أثناء هجوم حماس عليه، قد تمكنوا من الخروج من غزّة، وفي حين وصل قسم منهم فعلاً إلى سوريا، فإن القسم الآخر سوف يصل خلال وقت قصير.
وأكّد المصدر أن أبرز الأسماء التي وصلت إلى سوريا خلال الأسبوع الماضي: أبو كرم وأبو مسلم، مشيراً إلى أن أبو كرم يعتبر من القيادات البارزة في الجماعة وكان المرافق الشخصي ومحل ثقة زعيم الجماعة الراحل أبو النور المقدسي. حتى أن المقدسي كان يقول عنه: “ويل أمه مسعر حرب لو تواجد معه رجال”.
وبحسب المصدر فإن أبو كرم وأبو مسلم كانا ممن جرحوا في حادثة مسجد ابن تيمية واعتقلتهما حماس، وبعد إطلاق سراحهما جاءا إلى سوريا على رأس من أتى من عناصر الجماعة خلال الفترة الماضية.
وقال المصدر أن جميع عناصر الجماعة الذين وصلوا، التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبايعوا أميرها أبي بكر البغدادي، وأن الباقين سوف يفعلون نفس الأمر عند وصولهم.
يشار إلى أن حركة حماس عمدت إلى إتباع سياسة التساهل مع تيار السلفية الجهادية بعد الخسارة التي مني بها الإخوان المسلمون في مصر وعزل الرئيس محمد مرسي في ٣٠ حزيران الماضي، حيث تحولت حماس بشكل واضح إلى تنظيم مغضوب عليه مصرياً شعبياً وحكومياً، بل وإلى خصم للجيش المصري الذي يتحكم بإدارة البلاد. وهذا ما دفعها إلى التقارب مع تيار السلفية الجهادية، واتخاذ إجراءات تشير إلى بداية سياسة جديدة تتسم بالتساهل ومنها وقف ملاحقة كبار المطلوبين من التيار السلفي الجهادي وعلى رأسهم المهندس عبدالله الأشقر. وقد يكون هذا التساهل أو التقارب بين حماس وبين الجهادية أحد الأسباب التي مكّنت جماعة أنصار الله من الانتقال إلى سوريا والانضمام إلى معسكرات داعش.
المصدر: وكالة أنباء آسيا