جلسـة وصـية عربيـة
موقع إنباء الإخباري ـ
أنس محمد الطراونه:
للرقم (3) ثلاثة: عنوان في مدلول التوازن والاتزان وحفظ الأمان، فإذا كان وعاء الطهي لا يستند إلا على ثلاثة أضلع فوعاء الوطن العربي لا يستند إلا على ثلاث دول عربية، فـالأهم من كل جينيفـاتهم هو شامُنا وعِراقـنا ومِصرُنا الإبـاء.
والأهم من كل مؤتمراتهم، هو البوط العسكري الذي ينشد ألحان تطهير البلاد والعباد من إرهاب النفط والرجس والبغاء والبلاء..
والأهم من حبر محاضر جلساتهم هو دماء جرحانا من الأطفال والنساء والشيوخ ودماء شهدائنا ودموع الشجر والحجر والطير في السماء..
والأهم من أوراق دولارهم هو أوراق أشجار قيمنا وعُروبتنا وكرامتنا وشرفنا وسيادتنا وحاضرنا ومستقبلنا وجيل الأمل والرجاء..
والأهم من كل مُنظماتهم هو إنساننا وإنسانيتنا واِرث حضورنا والوفاء لما بُذِل من أجله الغالي من المُهَج من الأجداد والآباء..
نحن أحفاد من صنع أول أبجدية وأول من وضع الشرائع والقوانين للقضيـة وأول من صنع في الحياة ألوان بهـيّة
نحن أحفاد الأنبياء والرسل والأولياء والأوصياء…
فمنا حطين ومنا المقاومون الشرفاء ومنا الملكة الزبَّاء ومنا ابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش ومنا ميسلون ومنا المتنبي وأبو فراس.. هنا دمشق الفيحاء وهنا حلب الشهباء ولاذقية الأسود وطرطوس الشهداء ..
ومنا عراقة العراق وحضارات السومريين والبابليين والأشوريين والعباسيين، فأسألوا يا هوامش التاريخ والخراب أبو جعفر المنصور من هي مدينة السلام واسألوا أيضاً الرشيد والمأمون عن الدولة المنصورة الزوراء. اسألوا عن عقول عُلمـائهم وأدوا لها التحية
ماذا أقول فيكِ يا مصر.. وقد قال الله عزّوجل: اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتم، وقال رسوله الكريم : “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”.. واليوم ندخُلها خائفين!! وهي الأم التي أول من علمتنا الكتابة على ورق البردى ومكنت البشرية من تسجيل الحضارة وهي التي صدّرت العلوم والثقافه، وأمام مدارس فنونها وأداب نيلها ينحني العـود والقيثاره خجلاً ووقاراً.
هُنا الحق والحقيقة، هنا المقاومة، هنا العُروبـة، هُنا القرآن الكريم والتاريخ والمجد يذكُرنا يا أحفاد النفاق والدجال وعجول صهيون الطلقاء
هُنا تعلن الشمس والقمر والنجوم والسحاب والبرق والرعد الولاء ..
فما ضرّنا نباح الكلاب ولا عواء الذئاب ولا فحيح الأفاعي الرقطاء ..
هُنا الجيش العربي، هنا الشعب العربي الأبي، هنا المقاومة والبناء ..
هُنا حُكمي وقراري .. وهُنا أُوقِع.. رُفعت الجلسـة