جريمة سيهات الارهابية: إسالوا عنها رأس السلطة
موقع العهد الإخباري ـ
محمد محمود مرتضى:
فيما كان الإعلام السعودي يتباهى بقيام الأمن بتفكيك شبكات لداعش قام الاخير بالضرب في سيهات شرق المملكة السعودية حيث استهدف احدى الحسينيات ما ادى إلى استشهاد خمسة مواطنين.
في احدى المقالات في صحيفة “الوطن” كتب علي عبدي عن عملية سيهات الارهابية وعن المسافة التي قطعها الارهابي قبل أن تقوم القوى الامنية بإردائه قتيلا: “تسع دقائق استطاع الإرهابي خلالها السير والتنقل بين شوارع حيّ الكوثر، في حين ترجل على قدميه مسافة 700 متر طاف فيها بعض المواقع واستهدف المارة والعابرين والموجودين أمام الحسينية”.
ويتابع عبدي “وبدأت الحادثة مساء أول من أمس عندما أطلق الإرهابي النار على عامل باكستاني يعمل سائق لموزين وقام بسرقة المركبة من حي العنود وانتقل إلى حي الكوثر المجاور للعنود خلال تسع دقائق، ثم جاء مترجلا من مدخل الحي المطل على طريق الخليج ومر ناحية المدرسة الثامنة للبنات بسيهات عند الساعة الـ7:15 مساء، فيما لاحظ المتطوعون حزام الذخيرة وتم إطلاق العبارات التحذيرية”.
بعدها قام بإطلاق النيران بشكل عشوائي على المواطنين وهرب من محيط الحسينية إلى مسافة 200 متر، حتى وصل إلى شارع سيهات العام “شارع الخليج” وأطلق النار على أحد المارة ثم تبادل إطلاق النيران مع الجهات الأمنية لحظة هروبه “بالقرب من أسواق المتنزه”، ثم اتجه إلى المسار الآخر المؤدي إلى الدمام وأطلق النيران على الجهات الأمنية بعد محاصرته وقام بالاختباء خلف براميل النفايات للاحتماء ورفض الاستسلام وتم الرد عليه بالنيران من رجال الأمن حتى هلاكه على مسافة 700 متر تقريبا من موقع المسجد”.
هذه الارقام ان دلت على شيء فانها تدل على حجم الاستهتار لدى القوى الامنية، ليس في التعامل مع الارهابي بل في اتخاذ الاجراءات لحماية اماكن اقامة مجالس العزاء. فقبل انطلاق شهر محرم كانت الاجهزة الامنية السعودية مشغولة باطلاق التهديدات بانها لن تسمح لمراسم عاشوراء ان تخرج من الحسينيات بدل ان تكون مشغولة في اتخاذ الاجراءات الامنية المناسبة لحماية هذه الاماكن، خاصة وان اماكن الاحياء مهددة من قبل داعش والفكر التكفيري.
لكن المفارقات لم تقتصر على هذا الامر، فالمتابع للصحافة السعودية يلاحظ حجم الازدراء الذي شاب التعاطي مع الحادثة، بين صحافة وصفت سقوط الشهداء بكلمة “وفاة” فيما آخرون قاموا بكتابة عشرات المقالات تشيد بالجهود الامنية وتكيل لها عبارات الشكر والثناء.
ان من يقرأ الصحافة السعودية يشعر وكأن البعض “يمن” على المواطن السعودي في كون ضحايا العمل الارهابي اقتصر على خمسة شهداء فقط، فيما كان بالامكان تلافي هذا الامر من اساسه لو قام الامن بواجباته في حماية هذه الاماكن. صحيح ان العمل كان من “انغماسي”، بمعنى ان إرهابيا كان يقوم بعمل انتحاري، لكن المسافات التي قطعها والمدة التي امضاها وهو يطلق النار كان بالامكان تقليصها الى ثوان معدودة .
ان مقارنة بسيطة بين الاجراءات التي اتخذتها القوى الامنية الكويتية بعد العملية الارهابية في مسجد الامام الصادق، ثم الخطابات المسؤولة التي اتسمت بها الصحافة الكويتية والشارع الكويتي، وبين ما هو حاصل داخل المملكة، سوف توصل الى نتيجة واحدة فقط: ان مشكلة الارهاب في المملكة السعودية تنبع من رأس الهرم الحاكم ومن رأس المؤسسة الدينية الوهابية.
[ad_2]