جريمة بئر العبد
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
التفجير الإجرامي الذي استهدف منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية جاء بعد سلسلة من التهديدات المعلنة التي وجهتها عصابات الإرهاب السورية الموجودة في لبنان تحت حماية تيار المستقبل وقيادته والمرتبطين به.
أولا: إن المسؤولية المباشرة عن ملاحقة الفاعلين وعن منع تكرار مثل هذه الجرائم وعن ردع العصابات الإرهابية المتواجدة في لبنان ومحاسبة من يقدمون لها التغطية السياسية والأمنية ويدعمون أنشطتها الإجرامية هي أولا وأخيرا مسؤولية الدولة اللبنانية وبالتحديد هي مسؤولية رئيس الجمهورية اللبنانية وحكومة تصريف الأعمال.
إن وضع حد لفلتان الأمن في مناطق ومربعات تتواجد فيها عصابات ما يسمى بالجيش الحر وجبهة النصرة في حضن المستقبل والجماعة الإسلامية هو مسؤولية الدولة وهذا الوضع الشاذ الذي ينبغي حسمه والتخلص منه ناتج أصلا عن تراخي السلطة الإجرائية وعن رضوخها لابتزاز المستقبل و 14 آذار طيلة العامين الماضيين فتفاقمت البؤرة الإرهابية والتكفيرية الموجودة في لبنان ضمن المخطط الأميركي الإسرائيلي لاستهداف سوريا وهي ترتد خطرا على الأمن اللبناني بعد الهزائم التي مني بها المخطط الإجرامي على الأرض السورية.
ثانيا: إن الحملة السياسية ضد الجيش اللبناني وللدفاع عن عصابة أحمد الأسير والتي شنها كل من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري وأركان 14 آذار مؤخرا تشكل حلقة من مسلسل تغطية مخطط القتل والإرهاب الذي يستهدف لبنان لأن الجيش اللبناني هو المؤسسة الوطنية الوحيدة التي ثابرت على القيام بواجباتها وعلى حمل مسؤولياتها في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب والضغط على قائد الجيش والتطاول على سمعة المؤسسة وتزوير الحقائق بالكلام عن مظلومية أحمد الأسير الذي أوعز بقتل الضباط والجنود في وضح النهار ليس إلا كذبا ودجلا وتزويرا يستكمل احتضان المجرمين وتغطيتهم في كل مكان تتواجد فيه مناطق نفوذ للمستقبل وشركاه من قوى 14 آذار والجماعة الإسلامية.
المسؤولية الوطنية تفترض ردع مثل هذه الحملات وتحصين الجيش وقطع الطريق على جميع محاولات التطاول عليه والمس بهيبته لأنه أولا وأخيرا القوة الحامية للاستقرار وللسلم الأهلي.
ثالثا: الضاحية مستهدفة من أميركا وإسرائيل منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 لأنها من منابع المقاومة والبطولة التي حررت أرض لبنان وألحقت الهزيمة بالعدو ومن استهدفها اليوم هم خدم أميركا وإسرائيل ومعهما حكومات عربية وإقليمية خسرت رهانها على تدمير الدولة السورية وخسرت أكثر من مرة رهانها على إضعاف المقاومة اللبنانية واستنزاف جمهورها.
المقاومة صامدة وقوية وقادرة والضاحية وغيرها من المناطق اللبنانية ملتفة حول الجيش اللبناني لحفظ أمنها واستقرارها وهي قادرة كما كانت دائما على تحمل التضحيات من أجل الأهداف الوطنية الكبرى ولم تفلح جميع الجرائم والاعتداءات في فك تلك اللحمة بين الناس والمقاومة وهذا هو سر الانتصارات التي صنعت وانتزعت في أحلك الظروف واليوم يقف على المحك جميع المسؤولين في السلطات اللبنانية ولا بد من محاسبة مستحقة عن الدماء والخسائر إذا استمر التهاون في التعامل مع عصابات القتل والإجرام التي تهدد علنا وترسل السيارات الملغومة لقتل الآمنين و الأبرياء.