جدلية “جيل التيك توك”: جيل مقاومة بإحدى وجوهه!
موقع الخنادق:
أشار الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، خلال لقاء داخلي، إلى العمليات الفدائية الأخيرة في فلسطين، والتي باتت تشكل خطراً وجودياً على الكيان المؤقت بالتزامن مع الأزمات المتتالية التي يتعرض لها. إلا ان المفارقة التي تحدث عنها السيد نصرالله، تكمن بأعمار الشباب المنفّذين، ومنهم مَن لم يُكملوا عقدَهم الثاني بعد، كالطفل الأسير محمد عليوات -ابن الـ 13 عاماً- منفذ عميلة إطلاق نار في حي سلوان، والشهيد مهند الحلبي، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً عندما أشعل ثورة السكاكين.
أثار تطبيق تيك توك الصيني، منذ انطلاقته عام 2016، جدلاً واسعاً نسبةً لطريقة استعماله من قبل المستخدمين. اذ ان طريقة عرضه للمحتوى، المحصور بمقاطع فيديو محدودة المدة والتي تفرض في كثير من الأحيان المشاركة في الترندات العالمية لجلب مزيد من التفاعل، دفعت المؤثرين إلى اعتماد طرق دون المستوى الثقافي والفكري والأخلاقي أيضاً في بعض الأحيان. إلا ان الواقع في فلسطين المحتلة وعدداً من دول المنطقة، كان مختلفاً.
ثمة من يقول ان هناك اجماعاً لدى المراقبين على ان “جيل التيك توك”، سيكون من أسوأ الأجيال على الإطلاق. وهذا ما خطّأه السيد نصرالله في حديثه الداخلي مع الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين. مؤكداً على ان “ما يسموّه جيل التيك توك، أبناء الـ 12 و13 عاماً، هم من ينفذون العمليات في فلسطين المحتلة”. مشدداً على انهم يلمسون رغبة لدى الشبان في القتال وهي ناتجة عن وعي وقراءة دقيقة للأحداث ومعرفة بالقضية.
كان ما قاله السيد نصرالله، قد تلمّسه قادة الاحتلال واقعياً. ويقول الصحفي في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، روي بن يشاي، ان تطبيق التيك توك بات يؤثر بشكل مباشر على الواقع الأمني في الكيان. ويقول ان “العملية في شعفاط تتطابق مع ما يمكن تسميته بـ “تصعيد التيك توك” أو “انتفاضة التيك توك”، في الأسابيع القليلة الماضية يتم تنفيذ العمليات في الغالب من قبل أشخاص دون سن الثلاثين، وهي موجهة بشكل أساسي ضد قوات الأمن عند نقاط الاحتكاك، وأثناء مواجهة مكثفة بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي وحرس الحدود. لقد عرفنا بالفعل جذور “تصعيد التيك توك” في الضفة الغربية وخاصة في شرق القدس قبل عملية “حارس الأسوار” في عام 2021، عندما اعتاد الشباب الفلسطينيون على توثيق الإساءة لليهود وتحميلها على الإنترنت، منذ ذلك الحين اتخذت هذه الظاهرة خطوة كبيرة وعنيفة إلى الأمام”.متوجهاً الى بعض المسؤولين الذين يرون أن الوقت قد حان من أجل “عملية السور الواقي 2″، “أنصحهم بالتفكير مرة أخرى: الاحتكاك المتصاعد يؤدي إلى العديد من الضحايا على الجانب الفلسطيني، وهذا يؤجج النار، وهذا لا يردع ويقلل من موجة التيك توك فحسب، بل في الواقع يزيدها ويحمل في طياته خطرًا أن ينضم إليها غالبية الفلسطينيين في الضفة ومن ثم يتحول الأمر لانتفاضة”.
بدورها أشارت الصحفية كسينيا سفيتلوفا، في صحيفة زمن إسرائيل العبرية، إلى “اقتحام التوأم محمد ومنى الكرد من الشيخ جراح ضمير العالم عندما أبلغا من القدس الشرقية في الوقت الحقيقي عن نية إخلاء عدة عائلات لصالح المستوطنين. وتمكنوا من إنتاج حملة عالمية للشيخ جراح بإمكانيات محدودة وحققوا ما عجزت القيادة الفلسطينية عن تحقيقه لفترة طويلة – باهتمام العالم. في غضون عقد من الزمان، سيشكل هذا الجيل من الشباب – المتحدثون باللغات والعولمة ووسطاء وسائل التواصل الاجتماعي – وجه المجتمع الفلسطيني وربما يقودونه”. مضيفة ان شبكات التواصل الاجتماعي تعرض العالم وخاصة الشباب للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بطريقة مباشرة وفورية. ويبدو أن مستخدمي تيك توك الفلسطينيين والمؤيدين للفلسطينيين ينجحون في إعادة تشكيل جبهة عربية ودولية. كل هذا يحدق بينما إسرائيل تغلق عيونها وتشتم رائحة “اتفاقات إبراهيم”.