تكامل دور الحزب والقوى الأمنيّة يُسقط «الدويلات الإرهابيّة»
صحيفة الديار اللبنانية ـ
حسن سلامه:
يصرّ رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في كل مرة يتحدث فيه عن الوضع اللبناني ومعه بيانات كتلته النيابية على توجيه انتقادات حادة لما قام ويقوم به حزب الله من دور مركزي في تحرير المناطق السورية المتاخمة للحدود مع لبنان من المجموعات الارهابية المسلحة بحيث يحاول الحريري وكتلته عكس الوقائع من خلال تحميل الحزب مسؤولية ما تعرض ويتعرض له لبنان من ارهاب وتهديدات من قبل الجماعات المتطرفة لانه ساهم في ضرب المسلحين وتطهير المناطق المحاذية للبنان.
يجمع اكثرية الشعب اللبناني ومعه جهات عسكرية ومخابراتية معنية بدءا من جهات امنية لبنانية وكذلك بعض تقارير المخابرات الغربية خاصة الاميركية على ان لبنان كان يمكن ان يتحول الى سوريا اخرى او عراق اخر لو لم تتعامل المشاركة الميدانية لحزب الله في تحرير المناطق المحاذية للبنان من المجموعات الارهابية مع جهود الاجهزة الامنية اللبنانية وفي مقدمها جهود الجيش اللبناني لاستئصال الارهاب بكل تنوعاته الذي حاول جعل مناطق لبنانية واسعة ما يسمى «ارضا للجهاد» وايضا استهداف الاستقرار اللبناني عبر عشرات السيارات المفخخة التي تمكن الارهابيون من تفجيرها في عدد من المناطق وتلك التي تمكن الجيش من اكتشافها قبل تفجيرها في الاماكن المحددة لها من قبل الارهابيين.
وتؤكد تقارير امنية لبنانية بالاضافة الى تقارير استخبارية غربية – اطلعت جهات معنية على بعضها انه لولا تكامل هذا الجهد بين القوى الامنية اللبناينة وحزب الله خلال الفترة الماضية لكانت اوضاع لبنان اليوم مختلفة عن الاستقرار النسبي والمعقول الذي تأمن من خلال هذا الجهد المشترك. وتتحدث بعض هذه التقارير عما يمكن ان تكون وصلت اليه الامور من دون هذا الجهد وفق الآتي:
1- ان معظم المناطق اللبنانية كانت ستشهد تحرك الاعمال الارهابية بالتفجيرات والعمليات الانتحارية وما شابه، واعترافات الرؤوس الارهابية مصيره بما كان يحضر له من اعمال ارهابية يؤكد على ذلك.
2- لقد كانت التنظيمات الارهابية تمكنت من اقامة «دويلات» متطرفة في غير منطقة خاصة في الشمال والبقاع الشمالي وربما حتى في البقاع الغربي وصيدا وتشير بعض هذه التقارير الى ما كان يعده الارهابي احمد الاسير لمنطقة صيدا واعترافات وظروف بما كان يخطط للشمال والبقاع الشمالي، سواء ما اعترض به الارهابي نعيم او الارهابي عمر بكري فستق من تحضيرات لاقامة «دويلة» تابعة «لجبهة النصرة» في الشمال.
3- حصول مجازر ذات بعد طائفي ومذهبي في غير منطقة ما كان يعد لبعض قرى البقاع الشمالي المسيحية والشيعية لو تمكن الارهاب من دخولها بهدف اشعال الفتنة.
لذلك يبقى السؤال الاخر، هل ان خطر الارهاب ما زال يتهدد لبنان ام انه بات عاجزا عن تحقيق اهدافه او حتى محاولة السعي لضرب الاستقرار الداخلي؟
مصادر امنية لبنانية تؤكد انه نتيجة تكامل اجراءات القوى الامنية مع حزب الله تراجع خطر الارهاب الى حدود كبيرة وبات خطر حصول تفجيرات او عمليات ارهابية اقل من عشرة بالمئة عما كانت عليه قبل عام او اكثر ورأت ايضاً ان القرار الدولي يمنع ضرب الاستقرار في لبنان ساهم بدوره في توجيه ضربات حاسمة لتجمعات الارهابيين خاصة في الشمال. الا ان المصادر تلاحظ ان خطر الارهاب لم يسقط كلياً، بل ان بعض الخلايا النائمة او التي قد يصار انشائها، بالاضافة الى اجواء ما يحيط بالوضع اللبناني من مخاطر نتيجة ما يحصل في سوريا اولاً وفي العراق ثانياً يبقى خطر الارهاب قائماً ويتطلب بالتالي استمرار العين الساهرة من قبل الجميع بدءاً من الاجهزة الامنية. اضافت ان عمليات توقيف عناصر ارهابية التي تتم بشكل يومي تكشف مدى الخطر الذي ما زال يحيط بالوضع الداخلي.
بدورها تقول مصادر حزبية معينة ان الضربات القاسية التي تعرضت لها التنظيمات الارهابية لم يلغ خطر هذا الارهاب، وتعيد المصادر استمرار خطر الارهاب الى مجموعة عوامل واسباب اهمها:
1- لا زال هناك خلايا نائمة في غير منطقة لبنانية بما في ذلك بعض المناطق الحساسة في بيروت ومحيطها، وهذه الخلايا قد يسعى القيمون عليها الى تحريكها او محاولة القيام باعمال تفجيرية، والامر نفسه في بعض المخيمات الفلسطينية خاصة عين الحلوة والمية ومية.
2- هناك رصد لحراك يجري لخلايا ارهابية في بعض مناطق البقاع الغربي وعكار، وترى المصادر الحزبية ان الخلل السياسي الداخلي يساهم في تقويتها من جهة واضعاف امكانية رصدها.
3- عدم معالجة مخيمات النازحين السوريين يزيد من خطر الارهاب بعد ان تبين ان كثيرا من الخلايا تعمل بين النازحين السوريين، وفي الدرجة الاولى في المخيمات الموجودة في محيط بلدة عرسال، وبقاء المسلحين في جرودها، لذلك تؤكد المصادر ان هناك ضرورات ملحة لقيام الدولة بوضع خطة واضحة لاعادة النازحين الى سوريا وفي الدرجة الاولى معالجة المخيمات القريبة من عرسال.
– ان المجموعات الارهابية لا تزال تراهن على احتلال والمناطق السورية المتاخمة للحدود مع لبنان او بعضها على الاقل خاصة من جهة تل كلخ والقصير للتخلص من اعادة بناء الخلايا الارهابية في شمال لبنان، كما تشير المصادر الى ان سعي الجماعات الارهابية لاسقاط القنيطرة والخطر السوريين قد يكون احد اهدافه تمدد هذه الجماعات باتجاه العرقوب وشبعا والبقاع الغربي.
ازاء كل ذلك، تؤكد المصادر الحزبية ان مساهمة حزب الله في ضرب الارهاب من الداخل السوري وقبل تمكنه من تحويل لبنان مكاناً لما يسمى «الجهاد» له دور اساسي ومحوري في حماية لبنان .