تفجير دمشق: ستر العجز وتفعيل الصراخ
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
التفجير الذي استهدف مبنى الأركان العامة في دمشق جاء في واقعه متزامنا مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث تحول الموضوع السوري إلى بند رئيسي في الخطابات والمداولات بينما تشهد الوقائع الميدانية تقدما كبيرا وحاسما للقوات العربية السورية في جميع المحافظات وخصوصا في حلب ودير الزور حيث تركزت الهجمات الإرهابية خلال الشهرين الماضيين.
أولا: الهدف الرئيسي لهذا التفجير هو الإيحاء بأن العصابات الإرهابية باتت في موقع هجومي أفضل عبر استهداف العاصمة وقيادة الجيش والقوات المسلحة بالذات والحقيقة اللافتة هي أن التفجير قد شكل حلقة في خطة أكبر تضمنت تحريك مجموعات مسلحة جيء بها إلى دمشق حاولت التقدم في اتجاه مباني الأركان العامة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ولكن الذي حصل هو أن قوات الجيش العربي السوري أبادت المهاجمين وسيطرت على الموقف كليا وأطلقت عملية تطهير شاملة في بعض الأحياء التي يعتقد أن المجموعات الإرهابية تتواجد فيها وان بعض المشاركين في العملية قد فروا إليها.
ثانيا: من الواضح أن توقيت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة مرتبط بتدبير تفجير دمشق وهذه ليست المرة الأولى فدائما يتم توقيت التصعيد الإرهابي في سوريا على ساعة الضغوط السياسية ومن الواضح أن العملية هذه المرة تكشف تراجع قدرات وإمكانات المخابرات الأميركية وأعوانها من أجهزة الاستخبارات الغربية والخليجية والتركية فلا مجال للمقارنة بين عملية اليوم والضربة المؤلمة التي تمثلت باغتيال كبار القادة العسكريين والأمنيين في مكتب الأمن القومي وتحريك ألاف المقاتلين إلى أطراف العاصمة في الوقت عينه.
ثالثا: الهجوم على سورية كان محور خطاب باراك أوباما وظهر تابعه “قفة” يردد من ورائه تعابير الهجوم العدواني على الرئيس بشار السد و يزيد مقترحا إرسال قوات عربية إلى سورية وكأن دولته إمارة قطر هي قوة عظمى لديها جيوش جرارة قد ترعب الجيش العربي السوري الذي تراجع أمامه مذعورا الحلف الأطلسي برمته والجيش التركي عن بكرة أبيه والجيش الإسرائيلي بات يجري حسابات لتوقعات بسقوط مئات آلاف المصابين من الصهاينة إذا ما غامر بالعدوان على سورية.
رابعا الحملة على سورية من نيويورك كشفت جوهر الحرب العالمية فالصراع الدائر هو بين سورية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى ، ولكل منهما شركاء وحلفاء ومضمون هذا الصراع يتصل بمستقبل المنطقة والعالم ، هكذا هي الحال وبينما يطبق الإفلاس على القوى المعتدية ويتقدم الجيش السوري في جميع الاتجاهات يفتش المخططون في غرف عمليات واشنطن عن ضربات يحشد فيها ما تبقى من إمكانات ومن مقاتلين في صفوف العصابات على الأرض ، لإثارة ضجيج سياسي قد يخدم تصعيد الضغوط وتحسين الشروط في ربع الساعة الأخير.
سوف تتوالى المحاولات الإرهابية خلال الأسابيع المقبلة ولكن الأكيد أن الدولة الوطنية السورية أكثر حصانة مما سبق بفعل اتساع موجة التأييد الشعبي للجيش ولمؤسسات الدولة الوطنية وهذا بذاته يختصر اتجاه ميزان القوى ويحدد هوية الكفة الرابحة في نهاية المطاف مهما كانت التضحيات فواشنطن قادرة على إطالة أمد المواجهة وعاجزة عن كسبها ودمشق قادرة على الصمود والاحتمال ويضحك كثيرا من يضحك أخيرا.