تفجير بئر حسن: الرسالة وصلت
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
“ابتلينا بقوم ظنوا أن الله لم يهدِ سواهم”، هذا ما قاله ابن سينا… ولكننا اليوم نقول أكثر من ذلك، ابتلينا بقوم ظنوا أن الله لم يخلق سواهم، وكل من لا يتبعهم في الارض، قتله واجب ودمه محلل…
إنها الساعة التاسعة والنصف صباحاً، وها أنا أتلقى الاتصال الاول، أين انت؟؟ هل أنت بخير؟؟ فلم أسأل عن سبب السؤال لأنني عرفت مباشرة أنه قد وقع تفجير جديد أودى بحياة مدنيين عزل، فأجبت: نعم أنا بخير!! ولكن وطني ينزف، إذاً أنا لست بخير!!!!!!
ومن منا بخير في وطننا هذا؟! والمشهد يتكرر كل فترة، ولكن المكان يختلف، وعدد الشهداء يزيد؟
من منا يشعر أنه بخير اليوم؟! وبصمات القتل ورائحة الموت تفوح كعبق الورود الميتة، التي لا يمكن ألا تشتمها لأنها تحيط بك من كل جانب. لقد أصبحنا اليوم ننتظر التفجير القادم، والمنطقة المستهدفة، وإن كنا ننتمي إلى جهة معينة، تمر في أذهاننا فكرة الاستشهاد في سبيل هذا الانتماء، وأننا قد نكون من ضحايا العملية القادمة.
كل ذلك هو نتيجة الخطابات السياسية الفتنوية المشحونة التي يسمعها العامة كل يوم، والتي تدعو إلى القتل والقتال، وتعمل على تغذية الحقد والإجرام، واليوم ذهبوا إلى ما هو أبعد من الخطابات، ذهبوا إلى الدفاع عن وجود الجماعات المتطرفة في لبنان، من أجل استهداف الأمن الوطني برمته، وجعل لبنان ساحة لتوجيه الرسائل، وأي رسائل؟؟ وما الذي ينتظرونه؟؟ ولمن يوجهونها؟؟ للمواطن الذي تتناثر أشلائه ويزف شهيداً إلى عائلته، فقط لأنه يعيش في هذا الوطن؟!!
إن من ارتكب هذا الفعل الإجرامي بالأمس، قد أصبح معروفاً، وانتماؤه معروف، والجهة التي تموله معروفة أيضاً، فهذه الجماعات المتطرفة التي تدعمونها في سوريا هي نفسها التي تدعمونها لتقتل في لبنان، وكل هذا بسبب الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على أرض سوريا بوجه هذه الجماعات التكفيرية، حتى أضحت تعمل بكل السبل لتوجيه رسائلها إلى حلفاء هذه الدولة القومية العربية المقاومة. فميزان القوة اليوم أصبح يميل إلى سوريا بفضل صمود جيشها وشعبها وقيادتها، وبفضل حلفائها، ودول البريكس، التي أصبحت قادرة اليوم على الحد من السلطة الأميركية والصهيونية على المنطقة.
إن الاعتداء على السفارة الإيرانية بالأمس هو رسالة، وقد وصلت، ولكن ما لم يعرفه هذا المعتدي، أن إيران ستدعم محور المقاومة والممانعة، أكثر من ذي قبل، وأن موقفها مما يجري في سوريا لن يتغير، وأن موقفها من المقاومة لن يتغير، وأن موقفها من القضية الفلسطينية لن يتغير.
وما غفل عنه المعتدي أن المتهم الأول بهذا العمل الإجرامي ـ بالنسبة للايراني ـ هو الكيان الصهيوني الغاصب، الذي له المصلحة الكبرى فيما يجري في وطننا العرب. وإن كانت ايران سترد، فإنها سترد على هذا الأساس، ومن يراهن من خلال محاولة الاصطياد في المياه العكرة على استجرار محور المقاومة والممانعة إلى الحرب الطائفية، هو خاسر لا محالة. إن أصابع الاتهام ـ التي من المفترض أن توجه إلى من يمول هذا الإرهاب، كالسعودي مثلا ـ يقوم الإيراني بتوجيهها إلى المستفيد الأكبر، وهو الصهيوني، لأن الفرق بيننا وبينكم باختصار: أنكم تجيدون القتل ونحن نجيد تقديم الشهداء، وأنكم تفتخرون بعلاقتكم بمن يحمي الصهيوني، ونحن نفتخر بعلاقتنا بالشرفاء، وأنكم تدعون للفتنة ونحن ندعو للوطن ووحدته، وأنكم تشوهون الدين بقذارتكم ونحن نحمي الدين بإيماننا بالله، وأنكم تبيعون الوطن للغرب ونحن نشتري الوطن بانتمائنا. وشتان شتان… ما بيننا وبينكم