تركيا تفاقم أزمة قد تكون الأخطر على السوريين !
وكالة أنباء آسيا-
رزان الحاج:
أصبح الجفاف خلال السنوات الماضية من المشكلات التي تؤرق السوريين، لا سيما مع موجات نقص المياه التي ضربت مناطق عدة، وتعد الأسوأ منذ عقود.
ويوصل الجانب التركي حبس حصة سوريا من مياه نهر الفرات، للعام الثاني على التوالي، حيث كان يمنح الجانب التركي سوريا 200 متر مكعب أو أقل في بعض الأيام والأشهر بدلا من إعطاء سوريا 500 متر مكعب بحسب ما هو متفق عليه بين الجانبين السوري والتركي، ونظرا لانخفاض المياه دعت هيئة الزراعة في الرقة المزارعين إلى اللجوء لخطة زراعية جديدة وهي أن يتم زراعة ما نسبته 25 بالمائة من مساحات الأراضي من الذرة الصفراء ، وتسبب انخفاض المياه إلى تدهور الثروة الحيوانية والزراعية على ضفاف نهر الفرات.
وينذر المرصد السوري المعارض بكارثة بيئة تهدد الأمن الغذائي في الجزيرة السورية، بالإضافة إلى الكارثة الإنسانية التي تهدد نحو مليونين ونصف المليون من السكان المستفيدين من نهر الفرات في مناطق متفرقة من الرقة والحسكة ودير الزور وريف حلب.
ويعتبر نهر الفرات مصدر رئيسي لمياه الري والشرب بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية، حيث أدى انقطاع وجفاف مياه نهر الفرات في دير الزور وباقي مناطق شمال وشرق سوريا تلوث مياه النهر وانتشار النفايات على مساحات واسعة منه الأمر وسط مخاوف لدى الأهالي ممن يقطنون في المناطق القريبة من نهر الفرات وعلى ضفافه،
ووجه مسؤول المياه بدير الزور رسالة إلى الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية بوضع حد للدولة التركية المسؤولة عن انخفاض منسوب نهر الفرات والعمل الجاد على حل المشكلة لأنها مشكلة اجتماعية ومشكلة إنسانية واقتصادية
مدير التخطيط في وزارة المياه السورية بسام أبو حرب، أعلن في وقت سابق أن: “أسعار مياه الشرب في سوريا رمزية ومدعومة، ولا تغطي تكاليف الإنتاج“.
وأشار أبو حرب في تصريحات سابق لبرنامج “المختار” الذي يبث عبر “تلفزيون الخبر” المحلي، إلى الخطر على الأمن المائي في سوريا، وقال: “نسعى لضمان الأمن المائي لبلادنا، رغم أن حصة الفرد سنويا من المياه لا تتعدى 700 متر مكعب وهي أقل ب300 متر مكعب من خط الفقر المائي“.
ولفت أبو حرب إلى أن حكومة دمشق تعمل على مشروع، يهدف إلى تحلية مياه البحر، لكنه لن يبصر النور قبل العام 2030 إلى 2035، لأنه يحتاج ميزانية ضخمة وعملا متأنيا مع الدول الصديقة لإنجازه.
وأضاف: “نسعى لتنفيذ مشروع للاستفادة من مياه الينابيع التي تذهب مياهها سدى في عرض البحر، في المنطقة الساحلية، وربطها بمسار خط ضخ من الساحل، للمنطقة الجنوبية بما فيه من كل المحافظات على طول الخط“.
كما أطلق الخبير الزراعي الدولي أحمد قاديش تحذيراً هاماً حول ما وصفه بأنه “تهديد حقيقي للزراعة السورية”.
وقال قاديش إن سورية لديها أكثر من تهديد بيئي ومناخي يأتي في مقدمتها المياه والموارد المائية المتاحة التي تشكل أقل من المستهلك وبالتالي هناك عجز سنوي يبلغ 3 مليار متر مكعب في ظل احتياج سنوي يبلغ 16 مليار متر مكعب من المياه بينما ما يتم تأمينه من خلال الأنهار والينابيع والآبار 13 مليار ما يتطلب إدارة مستدامة للمياه والأراضي.
وبيّن الخبير الزراعي أن حدوث انخفاض في المحاصيل نتيجة الجفاف والتغيرات المناخية أدى لتهديد الأمن الغذائي وظهرت الأمراض الفطرية بشكل كبير وبعض النباتات الضارة المتأقلمة مع الجفاف والتي لم تكن متواجدة، كما أن ذوبان الثلوج في المناطق القطبية سيؤدي لارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وغمر بعض المناطق في العالم وخاصة في هولندا لانخفاض أرضها، وعند دخول المياه المالحة بالينابيع ما سيؤثر على ملوحة المياه العذبة في بعض المناطق، موضحاً أن الجفاف في سورية كان في بداية القرن يضرب البلاد كل ٢٧ سنة حيث تأتي سنة جفاف وعجاف , أما في العقدين الأخيرين أصبح الجفاف كل ٧ سنوات تأتي سنة جفاف اما حالياً أصبح متتالية في عام (2007- 2009-2012-2014-2018-2021).