تخوّف من اختفاء 12 شاب من “بقاعصفرين” و”الحروف” في “الضنية” وتوقيف فلسطينييْن يحضران لعمل أمني
صحيفة الثبات اللبنانية ـ
حسان الحسن:
لاريب أن شبح الإرهاب لا يزال يتهدد الاستقرار اللبناني، خصوصاً في منطقة الشمال، وأخطر ما آلت إليه الأوضاع الأمنية راهناً هو تزايد أعداد الشباب الملتحقين بالتنظيمات المتطرفة الناشطة في “جرود عرسال” و سورية والعراق، وجديد المعلومات عن هذه الظاهرة المريبة، اختفاء اثني عشر شاباً من قريتي “بقاعصفرين” و”الحروف” في قضاء “المنية – الضنية”، تُرجِّح مصادر إسلامية متابعة انضمامهم إلى الجماعات التكفيرية، مبدية في الوقت عينه تخوُّفها من تجنيد هؤلاء الشباب لتنفيذ عمليات أمنية على الأراضي اللبنانية، قد تكون انتحارية؛ مماثلة لتفجير “جبل محسن”.
وتعتبر المصادر أن الدافع الرئيسي لانخراط بعض الشباب “السُّني” في التيارات المتشددة هو الواقع المأزوم الذي تعاني منه دول المنطقة، ووصول تردداته إلى البلد، ما أدى إلى خلق حالة إحباط لديهم أسهمت فيه الخطب التحريضية، علّهم بذلك يحاولون “رفع الظلم عن أهل السُّنة”؛ وفقاً اعتباراتهم.
وترى المصادر أن هناك سبباً آخراً لتهوُّر هؤلاء الشباب وتحوُّلهم إلى “قنابل موقوتة”، هو غياب “إدارة سُنية” ناجحة تحتضنهم وتتابع أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية.
بالتأكيد، العلة الاساس لاستمرار الحركات التكفيرية هو عدم انتفاء الحاجة إليها، لاسيما في ضوء تسوية الصراع الدولي والإقليمي المستعر في المنطقة، وما يدعو إلى القلق وجديّة عودة مسلسل التفجيرات، إلقاء الجيش القبض على فلسطينييْن في أحد المكاتب التابعة للشيخ كنعان ناجي في محلة “الزاهرية” في طرابلس، في حوزتهم موادّ متفجرة وأسلحة وذخائر، كانا في صدد التحضير لعمل أمني، بحسب مصدر حزبي طرابلسي لفت إلى أن هذين الموقوفين حاولا التقرُّب من ناجي وزيارة مكتبه باستمرار، للتمويه على دورهم التخريبي الحقيقي.
وفي سياق متصل، يحذر المصدر من استهداف “صقور المستقبل” بعد الحوار بين حزب الله و”التيار الأزرق”، مؤكداً أن ذلك يسهم في تأمين مظلة للأعمال الارهابية.
من ناحية ثانية، يبدو أن الأوضاع السياسية هي على عكس الأوضاع الأمنية، فهي آيلة إلى بعض الانفراجات، وقد يكون سبب ذلك تحسُّب القوى الطرابلسية لاحتمال نجاح أي تسوية للصراع في المنطقة، وانعكاسها على الوضع الداخلي، وتجلّى ذلك بعقد بعض اللقاءات بين الشخصيات الفاعلة في “الفيحاء”، آخرها اجتماع كل من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي الى مائدة عشاء رجل الأعمال طارق فخر الدين، الذي كان جمع النائب محمد الصفدي بالأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري في وقت سابق.
لاريب أن هذه اللقاءات تؤشر إلى إمكان تفاهم هذه القوى على كيفية مواكبة التطورات الإقليمية، والعمل على حماية المناطق السُّنية، وليس بعيداً أن ينسحب هذا التفاهم على الانتخابات النيابية المقبلة، في حال إجرائها، فقد تؤدي إلى حفظ مواقع الشخصيات الثلاث المذكورة، وتحدّ من نفوذ “المستقبل” في الشارع الطرابلسي، خصوصاً بعد وصول الأمير محمد بن نايف إلى موقع ولي ولي العهد في المملكة السعودية، وكما هو معروف فإن علاقة الأخير ليست على ما يرام مع الرئيس سعد الحريري.