بيكسوز: حكومة أردوغان تقدم الدعم اللوجستي والمادي والعسكري للمجموعات المتطرفة في سورية
شدد الباحث التركي مصطفى بيكسوز المختص في العلوم السياسية والاجتماعية أن سورية نقطة التوازن السياسي الإقليمي في العلاقات الجيواستراتيجية وهي تميزت في العالم العربي بمواقفها المقاومة للاحتلال الإسرائيلي لذلك كانت قوة مؤثرة في الجامعة العربية، ولفت في حديث لموقع “ت 24” التركي الى وجود مجموعات إرهابية متطرفة ضمن المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وعلى رأسها تنظيم القاعدة كاشفاً عن أن حكومة حزب العدالة والتنمية خططت وشجعت بشكل متعمد قدوم عناصر تنظيم القاعدة الى سورية وقدمت لهم الدعم اللوجستي والمادي والعسكري حيث جندت المجموعات السلفية المعروفة بتنظيم القاعدة لتقاتل في سورية.
وأكد بيكسوز، والذي ألف العديد من الأبحاث حول الجغرافيا الإسلامية والأكراد، أن التوازنات السياسية الداخلية في سورية ستؤثر ليس على سورية فقط بل على المنطقة برمتها مستبعداً في الوقت نفسه احتمال نجاح مشروع الشرق الأوسط الكبير في المنطقة الذي تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية اليوم وفق بعض التغييرات الاستراتيجية وما حدث في مصر وليبيا وتونس يعتبر جزءاً من هذه العملية.
وقال: إن السياسة التي تمارسها حكومة أردوغان إزاء سورية هي سياسة إسرائيلية في الأساس حيث لم تلجأ إسرائيل التي تعتبر العدو الاستراتيجي لسورية للحديث عن الموضوع السوري إلا قليلاً لأن السياسة التي يتبعها أردوغان خططت بشكل يتناسب مع المصالح الإسرائيلية الإقليمية وتم توكيل أردوغان بمهمة تنفيذ السياسات الإسرائيلية في المنطقة ولاسيما سورية.
ودحض الكاتب التركي ما يحاول تصويره أردوغان وحكومته حول صراع إسرائيلي تركي وقال: إن البعض يظن أن أردوغان سيدخل التاريخ كرجل تحدي إسرائيل ولكن الواقع عكس ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح باتباع تركيا سياسة من شأنها أن تؤذي المصالح الإسرائيلية إضافة الى علاقات حكومة حزب العدالة والتنمية بالجماعات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف: إن سياسة الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان إزاء سورية فشلت وهي الآن تتخبط للخروج من المستنقع الذي غرقت فيه كما انهارت سياساتها في الشرق الأوسط لافتاً الى أن الجيش العربي السوري يسيطر على أغلب المناطق في حلب التي تعتبر مدينة استراتيجية وأنه هزم مجموعات ميلشيا المرتزقة الإرهابية المسماة بـ “الجيش الحر” .
وأكد الباحث التركي أن الغرب لا يهدف الى تحقيق الديمقراطية في سورية وهو يسعى لإشعال فتنة وحرب أهلية محذراً من الوقوع في مثل هذا الفخ، وقال: إن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أنها غير قادرة على إسقاط سورية وحدها وتعلم أن فشل سياستها المتبعة في المنطقة سيؤثر على مصالحها الإقليمية بشكل كبير مشيراً الى احتمال نشوء فوضى سياسية في دول الخليج المصطنعة وسقوط الأنظمة فيها، الأمر الذي يشكل خطراً على النفوذ الأمريكي بدءاً من آسيا ووصولاً الى إفريقيا.
من جانب آخر بين الكاتب والباحث التركي أن تركيا لا تملك القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية للتأثير على إسرائيل، لذلك فإن كلام أردوغان حول وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني في غزة لا معنى ولا قيمة له سياسياً مضيفاً إن أردوغان الذي قدم الدعم العسكري والمادي وأمن السلاح لعناصر تنظيم القاعدة التي تأتي من دول مختلفة لتقاتل في سورية لايتجرأ على تقديم هذا الدعم للفلسطينيين خوفاً من الولايات المتحدة الأمركية وإسرائيل.