بلا سياسة: إدام الشهيد…
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
مش هينة إنك توقف إدام الشهيد، مش هينة أبداً، لإنك إدام الشهيد بتوقف بخجل، وبيخلص كل الحكي، بتجمد الكلمات وبتصير الحروف عبء تقيل واقف عكتافك.
عن جد مش هينة إنك توقف بحضرة شهيد، وقتها بتحس أديش إنت مقصر وأديش إنتَ ملتهي بشغلات ما إلها قيمة، ملتهي بحياتك بينما في ناس وهبت حياتها للأرض وللوطن.
بتوقف بخجل، بتحاول إنك تكتب كلمتين عن الشهيد بس ما بيطلعوا معك، من الطبيعي إنو ما يطلعوا معك وإنت يلي تعودت تنطر كلام الشهيد لحتى تعرف شو صاير بأرض المعركة، وبتحاول تنزلو صورتو، وكمان بتخجل من صورة شهيد عم يوجه التحية لتمثال العدرا، وهو ذاتو هيدا الشهيد يلي تعودنا عليه ينقلنا صورة الحقيقة المطلقة من ميدان البطولة،
بتحاول تكون تقني بشغلتك ككاتب وكمان بتوقف بخجل لما تجي بدك تكتب عن الشهيد التقني يلي بيوقف ورا كل شي عم تشوفو أو عم تسمعو، كرمال هيك، عن جد مش هينة إنك تكون بحضرة شهيد.
ما كنت متخايل أديش سلاح الكلمة والصورة رح يكون أقوى من الرصاص والبارود، وأديش كلمة الحقيقة رح تزلزل عروش الصهيونية الإسلامية وترعب أحفاد يهوه وتخليهن مسعورين بشكل مخيف.
ما كنت متخايل إنو الصورة والخبر رح يشكلوا أداة إنتصار بوجه القتل والذبح والتدمير، بس حمزة وحليم ومحمد كان إلن رأي تاني، حمزة وحليم ومحمد خاضوا الحرب على طريقتن هني، وبالشكل يلي هني بدن ياه، إختاروا الشهادة وراحوا على حد الخطر وقالوا كلمتن ونقلوا صورتن وسطّروا بالدم تاريخ الإنتصار يلي تعودنا عليه.
حمزة وحليم ومحمد، كان عندن حكاية مختلفة عن حكاياتنا نحن يلي قاعدين ببيوتنا وعم نحلل وننظر ونطق فلسفات سياسية من ورا التلفزيونات، هني كانت حكايتن حكاية مجد انكتب من الجبهة من كل مكان كان الخطر عم يطوقوا من كل مطرح، ما ترددوا ولا مرة إنن يدخلوا بالخطر كرمال ينقلولنا الصورة متل ما هي بدون أيا تشويه للحقيقة، ما ترددوا ولا مرة إنن يعرضوا حايتن للخطر كرمال نحن نعيش الحقيقة بلونها الطبيعي.
هودي هني حمزة وحليم ومحمد، هودي هني الشهدا يلي طبقوا القول بإنو كتار يلي بيموتوا بس قلال هني يلي بيموتوا كرمال عقيدة.
أقمار تلاتة ارتفعوا للسما، ليلتحقوا بكتير من الأقمار يلي سبقوهن ع درب الشهادة، أقمار تلاتة ابتعدوا عنا مبارح واختاروا يكونوا بمكام أفضل من مكاننا ومع ناس أفضل منا، هودي هني الشهدا، هيك تعودنا عليهن يمشوا بصمت ويشتغلوا بإيمان ويستشهدوا بعز،
ما رح نقول بكير، لإنو لما الأرض بتنادي ولادها بيبطل الزمن إلو قيمة، وما رح نبكي الشهدا، لإنو نحنا بنفرح بالشهادة، وإذا بكينا بنكون عم نبكي عحالنا لإنو تأخرنا عن الشهدا يلي سبقونا، بنبكي لإنو نحنا بنتسابق عالشهادة وبنتسابق عحب الأرض،
مش مهم شو إسم الشهيد ومش مهم لوين منتمي، يمكن يكون من الجيش الشامي إو من حزب الله أو من الحزب القومي أو الدفاع الوطني، يمكن يكون إعلامي أو من الجسم الطبي أو مدني، مش مهم من أيا ضيعة وشو عنوانو وشو لهجتو، كل هيدا مش مهم لإنو بالنهاية كلنا ولاد الوطن وكل الشهدا هني شهدا الوطن، وكل شهيد بيرتفع بيمثل كل مقاوم شريف بغض النظر لمين بينتمي، هيدي معركتنا كلنا، معركة كل الوطن ومعركة كل مقاوم، ولما البلاد بتطلب رجالها واجبنا كلنا نلبي وواجبنا كلنا نكون رصاصة بصدر العدو ، إن كان بالسلاح أو بالقلم أو بالكلمة أو بالصورة.
وبالنهاية، وبكل خجل من دم الشهدا يلي سبقونا، لا بد من توجيه تحية خاصة لكل إعلامي واقف عالجبهة ولكل بطل عم يناضل كرمال يحمي بلادنا، وتحية حب واحترام وتقدير لقناة المنار، قناة المقاومة والشهادة والإنتصار، وهالمرة عن جد بلا سياسة .