بتنسيق فرنسي ودفع أميركي.. السعودية ترسم “بروفايل” الرئيس اللبناني الجديد
وكالة انباء آسيا-
زينة أرزوني:
مع كل استحقاق دستوري في لبنان، يخرج السفير السعودي وليد البخاري من سفارته ويبدأ بجولاته على “المحظيين”، فبعد جولاته الانتخابية قبل الانتخابات النيابية في ايار الماضي، انطلقت جولاته الرئاسية لرسم “بروفايل” الرئيس المقبل للبنان.
فبعد مرحلة من الإنكفاء الكامل، قررت السعودية الانتقال الى مربع التشاور بالشأن الرئاسي في لبنان، بتنسيق مع الإدارة الفرنسية، وبدفع أميركي، وهذا ما تترجمه جولات السفير السعودي على المسؤولين اللبنانيين، وافتتاح تلك الجولات بزيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
هذا الإعلان الأوليّ لعودة السعودية الى الساحة السياسية اللبنانية يفترض أن يُستكمل الشهر المقبل في لقاء ثنائي فرنسي- سعودي لخلية الأزمة الخاصة بلبنان، بعدما كان قد ترجم البخاري الاتفاق الذي جرى في اجتماع باريس بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي اثنى خلاله الفرنسي على اعادة تفعيل المملكة لدورها في لبنان، وهذا الحراك سيتوج بحسب مصادر بلقاء مع الرؤساء الثلاثة.
ورغم ان المصادر تشير الى ان جولات البخاري الاستطلاعية، لا تتضمن كلاماً في الأسماء والترشيحات، وإنما في مواصفات الاستحقاق، الا ان السعودية ترفض ان يكون رئيس الجمهورية المقبل من 8 اذار، وهذه الرسالة حملها البخاري على الصعيد الحكومي، لا سيما وان المملكة واضحة بضرورة تطبيق نفس المعايير على رئيس الحكومة .
الاجتماع الفرنسي السعودي حول لبنان، والذي حضرته الاستخبارات، عبر رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية برنار إيمييه، وممثل عن المخابرات السعودية، أصرت خلاله باريس على التوافق بين الأطراف في البرلمان لانتخاب رئيس للبنان، لما يمثل ذلك من أهمية المحافظة على الدولة اللبنانية، تمهيدا لإعادة وضع لبنان على سكة النهوض عبر إنجاز الإصلاحات المطلوبة”.
وخلال الاجتماع أبلغت الرياض باريس أنها ستعود لممارسة دورها في إدارة الملف السني في لبنان، بحسب ما كشفت المصادر، وأن اللقاء الذي دعا له مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، للنواب السنة هو جزء من المشروع السعودي لإعادة هيكلة السنة في لبنان بعد الفراغ الذي سببه غياب تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري.