باسيل ترأس جلسة تقييمية للتغيير والإصلاح: النزوح السوري أولوية والوضع الاقتصادي يحتاج إلى معالجة في أي حكومة مقبلة
عقد تكتل “التغيير والإصلاح” برئاسة رئيسه رئيس “التيار الوطني الحر” وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي، جلسة تقييمية في الرابية.
بعد اللقاء، قال الوزير باسيل: “عقدنا اليوم لقاء وداعيا عاطفيا وجدانيا للتكتل بصيغته القديمة، لأننا سنكون قد بلغنا الولاية الجديدة لمجلس النواب الثلثاء المقبل، إضافة إلى حديثنا كيف سنكمل كرفاق معا في أطر عدة، جزء منها معني بالتيار الوطني الحر، وآخر معني به الشباب في لجاننا الاستشارية التي تتابع ملفات محددة أو في جبهة لبنان القوي التي نعمل على إنشائها. وفي كل الأحوال، هذه صيغ وأطر لنتمكن فيها من متابعة عمل قيمناه معا خلال السنوات ال13 المنصرمة مع البعض، وخلال 9 سنوات مضت مع البعض الآخر. كما خلال سنة ونصف سنة مع الوزراء الجدد”.
أضاف: “أجرينا تقييما لها على أنها رفقة درب لرفاق أعطوا مثالا يحتذى هو جديد في الحياة السياسية في لبنان، وهو الإلتزام. وفي النهاية، ترافقنا مع أشخاص واجهوا كل أنواع المغريات والإغراءات والضغوط فبقيوا وبقينا معا في خندق سياسي واحد، واجهنا وصمدنا وقاومنا وتحملنا ونجحنا. لقد واجهنا سويا ضغوطا أتت من دول كبيرة، تهديدية إبان حرب تموز 2006 وفي مرحلة ال2007 وال2008، بالرئاسة إغرائية، وإغرائية في النيابة في عام 2009 أيضا. وواجهنا أيضا وبقينا معا، وهذا التكتل لم يهتز يوما ولم ينقص منه شخص ممن التزموا بهذا الخط السياسي، فهذا نمط جديد في الحياة السياسية اللبنانية نأمل أن يكمل في تكتلنا بصيغته الجديدة، ويتعمم أيضا كنموذج سياسي عن الإلتزام”.
وتابع: “في الإنتخابات الأخيرة، يهمني أيضا أن أشير الى هذا الأمر، هناك رفاق تركوا التكتل لأنهم أرادوا أن يستمروا في تجربة حظهم، رغما أننا نصحناهم بأن الإرادة الشعبية تغيرت، ولا تريد أن يحدث ذلك. كنا نود هذا، ولكن ذلك أمثولة لنا أيضا ولرفاقنا في التيار وفي التكتل المقبل أن يدرك كل فرد أن المجموعة هي من تحفظه، فلا احد أكبر من المجموعة، ولا أحد أكبر من التيار، والجماعة تحتاج إلى تضامنها مع بعضها، لكي تستطيع أن تحقق. ونحن اللبنانيين فرديون، إفراديون في تصرفاتنا، وحتى الذي حصد عدد أصوات أكثر من زملائه في الإنتخابات الأخيرة يظن أنه بات أقوى من اللائحة التي وصل من خلالها”.
وأردف: “إن لم نكن معا، وإن لم يكن التضامن في ما بيننا لا نستطيع فعل شيء. في النهاية، كنا في الحكومة 9 وأيضا 10، ولم نتمكن من فعل شيء، فالجمعة تصنع القوة، وإن العصر السياسي هو على هذا النحو في لبنان، ونحن فخورون بأننا نرسمه ونؤسسه منذ عام 2005، جاعلين منه مدرسة كي يتجمع الناس في تكتلات سياسية. لماذا؟ لأنه بتقييمنا حققنا أمورا عدة من قوانين ومشاريع وإقتراحات أو قرارات من مجلس الوزراء، ولم نتمكن من اتخاذها، منها قضية النازحين السوريين، فكنا 10 في الحكومة، ولم نستطع فعل شيء لأننا كنا 10 من 30، ولم نكن أكثرية قادرة على منع التدفق بالشكل الذي حصل فيه. لقد ورثنا المشكلة وأورثناها لمن بعدنا، وربما نورثها لأولادنا، لأننا نحن الآن 9 في الحكومة ولم نتمكن من فرض اعتماد سياسة وطنية جديدة لمسألة النزوح السوري”.
وقال: “أنا آت حديثا من بروكسل، ورأيت أنه عندما يواجه المجتمع الدولي بقرار لبناني حاسم، لا يستطيع هذا المجتمع القفز من فوقه، لأن هذا بلدنا وهذه سيادتنا، ولا يمكن لأحد فرض ما هو خارج القانون الدولي. وآمل أن يعتمد في الحكومة المقبلة مبدأ أساسي، كي لا نسميه شرطا، لنجاحها أو تكوينها، يقضي بأن نتفق على مسألة النزوح السوري وعلى أننا لا نستطيع الاستمرار فيها على هذا النحو”.
أضاف: “لم يناقشنا المجتمعان الأوروبي والدولي بالأمس لأن المنطق هكذا يقتضي، فلا حل إلا بعودة النازحين. وباتت الأوضاع في سوريا تسمح ببدء العودة، والأموال والمساعدات ينبغي أن تدفع لإعادة النازح الى أرضه وإبقاء المواطن في أرضه، وليس لتمويل بقائه في أرض مستضيفيه. هذا مبدأ أساسي والتزام مع رفاقنا الذين عملنا معهم في التكتل السابق، ونحن مستمرون في هذه القضية، التي ستنجح وتنتصر، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا في أي حكومة مقبلة ان يكون موضوع النزوح السوري أولوية الاولويات، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يحتاج أيضا إلى معالجة”.
وتابع: “أمس في بروكسل، حضر أمامنا المشهد نفسه القدس والنزوح، كما في عام 2014. في الوقت نفسه، حصلت المجزرة الجماعية في سهل نينوى والموصل في العراق ضد المسيحيين واليزيديين وغيرهم، والتي كانت جريمة ضد الانسانية نفذتها مجموعات تكفيرية. وفي الوقت عينه، مارست إسرائيل إرهاب الدولة، وارتكبت جريمة حرب في غزة، وآنذاك تقدم لبنان بموافقة مجلس الوزراء بشكوى إلى محكمة العدل الدولية لملاحقة المرتكبين ومحاسبتهم”.
وقال باسيل: “لقد مرت 4 سنوات على ذلك. وأمس، خلال اجتماعنا في بروكسل حضرت المصابة ناديا مراد اليزيدية لتقدم شهادتها عما حل بها والصعوبة التي تواجههم للعودة الى بلادهم، بعدما انتهى داعش في العراق. وهنا، تكمن الصعوبة. وفي الوقت نفسه، وصلتنا أخبار عما يحصل في غزة والقتل المتعمد الوحشي من قبل رجال شرطة وجيش ودولة تتعمد قتل الناس العزل بكل برودة أعصاب، دولة قامت على الباطل منذ سبعين سنة. ومنذ حصول النكبة الفلسطينية، تتعمد ارتكاب باطل آخر بأن تمس بمقدساتنا جميعا مسلمين ومسيحيين ويهودا، وتتحدى مشاعر العالم كله وتحت رعاية دولة عظمى تفتتح السفارة الاميركية في القدس”.
أضاف: “هناك إمعان بتحدي شعور الناس وارتكاب الباطل والتعدي على الحقوق، ففي وقت يعتقد شخص ما أن في لحظة قوة يمكنه ممارسة هذه الغطرسة، يكتشف لاحقا أن اصحاب الحق سينتصرون عليه. نحن أصحاب حق في هذه القضية ومتمسكون بها، ولنا الفخر كتكتل تغيير وإصلاح وكتكتل لبنان القوي أن نكون رأس حربة في الدفاع عن قدس أقداسنا، وهي القدس. وبقدر ما يكبرون بعظمتهم وجبروتهم يبقى للحق أصحاب، والحق سيعود إلى أصحابه، وهذا عهد أيضا نقطعه على بعضنا تجاه شعبنا في أن نستمر حاملين هذه القضية التي هي قضيتنا جميعا”.
وختم باسيل: “نشكر كل رفاقنا، ولن نودعهم، لأن مشوارنا مستمر وطويل بأشكال أخرى من العمل السياسي والنضال السياسي والمقاومة السياسية أولها مقاومة الفساد، ونتمنى أن نكون أهلا لهذه المهمة”.