اليوان يصبح العملة الثالثة عالمياً
صحيفة البعث السورية-
هيفاء علي:
أفاد خبراء الاقتصاد والمالية مؤخراً أن تدويل اليوان الصيني تسارع منذ عام 2020 بفضل الإجراءات السياسية الصينية المتخذة، على الرغم من تفشي الوباء العالمي المدمّر، والعقوبات الأمريكية الجائرة الرامية لعرقلة النمو الصيني.
ويتوقع الخبراء أن هناك إمكانية كبيرة لتدويل أكثر وضوحاً للعملة الصينية مع تزايد تدفقات اليوان حول العالم والتوسّع في الاستثمارات عبر الحدود في العملة الصينية. وبحسب هؤلاء الخبراء، فقد وصل مؤشر تدويل اليوان إلى 5.02 في نهاية عام 2020، بزيادة قوية بلغت 54.2٪ عن العام 2019، مما يضع العملة في المرتبة الثالثة بين العملات العالمية، حيث جاء النمو مدفوعاً بشكل رئيسي بالانتعاش المطرد للاقتصاد الصيني، وانفتاح القطاع المالي، والسياسة النقدية المستقرة، وتكثيف التعاون النقدي الدولي.
ومنذ أن سمح المسؤولون الصينيون لليوان بالوصول إلى المزيد من المؤسّسات المالية الأجنبية، كان المستثمرون الأجانب يسارعون إلى شق طريقهم إلى الصين، بحثاً عن عائدات محتملة أعلى. وبعد إزالة القيود المفروضة على حصص الاستثمار من خلال برنامج المستثمر المؤسّسي الأجنبي، قام المنظمون الماليون الصينيون بتخفيض متطلبات الدخول وتوسيع نطاق الاستثمار لهذا البرنامج لتسهيل الاستثمار من قبل غير الصينيين.
في عام 2020، قفزت الأصول المالية المقومة باليوان التي تحتفظ بها المؤسسات والأفراد في الخارج بنسبة 40.11٪ على أساس سنوي إلى 8.98 مليارات يوان أي ما يعادل 1.39 مليار دولار. وفي الوقت عينه، تعزّز دور اليوان كعملة احتياطية، حيث تبنّته البنوك المركزية في أكثر من 70 دولة بالكامل في أصولها الاحتياطية.
وفي نهاية عام 2020، مثلت العملة 2.25٪ من أصول العملات العالمية، بزيادة قدرها 14.8٪ على أساس سنوي، وفقاً للخبراء. في السياق، قال وانغ فانغ، نائب عميد كلية المالية في جامعة “رينمين” الصينية ونائب مدير المعهد الدولي لإدارة الفنادق، إن إنشاء نموذج تطوير “تداول مزدوج” جديد سيوفر فرصة تاريخية لرفع تدويل اليوان إلى مستوى جديد، لافتاً إلى أنه يجب استغلال دور مبادرة الحزام والطريق، وكذلك مراكز معاملات اليوان الخارجية بشكل كامل في تعزيز التداول المحلي والدولي من أجل تعزيز الاستخدام العالمي لليوان.
وكمثال على ذلك، تمّ إنشاء منصة تداول السلع بالجملة لبنك التسويات الدولية مع الابتكارات وتكامل العقود الآجلة والسلع الفورية لتعزيز تجارة السلع بالجملة واستخدام اليوان. بالإضافة إلى ذلك، قال وانغ إنه ينبغي تشجيع التجارة الرقمية لمبادرة الحزام والطريق لإعطاء الصين رأياً في قواعد التجارة الرقمية العالمية.
من جهته، أشار شي جونيانغ، الأستاذ في جامعة شنغهاي لصحيفة “غلوبال تايمز” إنه لا يزال هناك مكان رائع للاستخدام الدولي لليوان، وخاصة في التجارة المالية وكأصل احتياطي عالمي. ودعا إلى زيادة توسيع القنوات أمام المستثمرين الأجانب لدخول السوق الصينية، كما دعا المستثمرين المحليين إلى إصدار منتجات مالية مقومة باليوان في الخارج، وقال: “يمكننا التفكير في تشجيع الاستثمار الأجنبي في سوق رأس المال الصيني من خلال برنامج ربط الأسهم بين شنغهاي ولندن، بالإضافة إلى الروابط المحتملة مع بورصتي طوكيو وسنغافورة”.