اليمنُ في مرمى الاستهداف
صحيفة المسيرة اليمنية-
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي:
حقّقت اليمنُ خلال الثماني السنوات الماضية انتصاراتٍ كبيرةً في مختلف المجالات، وآخرُ هذه الانتصارات موافقةُ السعوديّة على نقل حُجَّاج المناطق الحرة من مطار صنعاء مباشرة إلى مطار جدة بدون مقابل، وكما يعلمُ الجميعُ أن أمريكا تعارِضُ تقديمَ أي تنازُلٍ لصنعاءَ من قبل العدوان.
وما حقّقته صنعاء -في ظل قرار مستقل لا يخضع لأي ضغط- جعلها في مرمى الاستهداف من قبل أمريكا وحلفائها في الشرق والغرب، خَاصَّة بعد فشل الاستهداف العسكري، وسوف تتنوع أشكال الاستهدافات التي سوف تتعرَّضُ لها اليمن، ومن المتوقع أن يتركِّزَ الاستهدافُ الأمريكي على الجانب الأخلاقي والجانب الاقتصادي.
فالاستهداف في الجانب الاقتصادي سيشمل عرقلة صرف المرتبات التي تطالب حكومة الإنقاذ بصرفها من ثروات الشعب، وستعمل أمريكا -بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام- على وضع شروط تعجيزية للموافقة على صرفها، والهدف من ذلك أن يبقى موضوعُ المرتبات ورقةَ ضغط تستخدمُها أمريكا ضد حكومة الإنقاذ؛ لتمريرِ بعضِ شروطِها.
وسوف تعمل أمريكا على عرقلة رفع الحصار البري والبحري بشكل كامل، ومن المتوقع أَيْـضاً أن تستخدمَ أمريكا سلاحَ العقوبات على صنعاء، وعلى بعض الشخصيات في حكومة الإنقاذ؛ بهَدفِ زيادة الضغط على الشعب اليمني؛ حتَّى يعلنَ استسلامَه، ولكن القيادة واعية للأهداف الأمريكية ولن تسمح بتمريرها.
وأما الاستهدافُ الأخلاقي فهو جارٍ ويتم العملُ فيه، من خلال مسارين:-
المسار الأول: هو استهدافُ المجتمع وأفراده، عن طريق الحرب الناعمة؛ بهَدفِ خلخلة تماسكه والتأثير على التفافه حول قيادته، ونشر الأمراض الاجتماعية، مثل الفساد الأخلاقي واللهث وراء المادة؛ مما يتسبب في تجاهل القضايا الدينية والوطنية الكبرى.
المسار الثاني: بَثُّ الشائعات؛ لتشويه قيادات الدولة، من خلال اتّهامهم بتُهَمٍ أخلاقية وقضايا فساد ليست حقيقية، ولكن الهدف من ذلك هو محاولةُ إقناع العامة بأن المسؤولين في صنعاء متساوون مع المسؤولين في عدن في موضوع الفساد الأخلاقي والإداري، وأن الجميعَ يبحَثُ عن مصالحه؛ وذلك حتى يفقدَ الشعبُ الثقةَ في حكومةِ صنعاء..، وهذا يكذِّبُه الواقعُ والوقائع، ويكفي أن تعملَ مقارنةً بين الواقع في المناطق المحرّرة والواقع في المناطق المحتلّة، لتعرف الحقيقة، ولن يؤثِّرَ ذلك على الشعب اليمني الذي أصبح على عِلْمٍ بالأهداف الأمريكية، ولن يسمحَ بتمريرها في أوساط المجتمع.