النضال الشبابي بين اليمن وفلسطين
موقع الخنادق-
ماجد الوشلي:
خلال العقدين الأخيرين، وبسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية تعكس تحالف القوى الرأسمالية العالمية العملاقة؛ تفاقمت أزمات الشباب أكثر فأكثر في البلدان الفقيرة،؛ حيث بات الشباب يعاني من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة، والمركبة القائمة أصلاً وأخرى ناتجة عن التأثيرات القادمة عبر الإنترنت والفضائيات، والتي تعكس ثقافة ومفاهيم مجتمعات أخرى غريبة، وتتحدث عن رفاهية خيالية نسبة لشباب البلدان الفقيرة؛ ما يهدد الشباب في هذه البلدان بأزمات جديدة جراء هذا المد العولمي وخصوصاً شباب اليمن وفلسطين.
الصفات المميزة للنضال الشبابي:
– طاقة إنسانية تتميز بالحماسة، الحساسية، الجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق، والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط.
– فضول وحب استطلاع، فهو يبدو دائم السؤال والاستفسار في محاولة لإدراك ما يدور من حوله والإلمام بأكبر قدر من المعرفة المكتسبة مجتمعياً.
– بروز معالم استقلالية الشخصية، والنزوع نحو تأكيد الذات.
– دائما ناقد، لأنه ينطلق من مثاليات أقرب إلى الطوباوية، ونقده يقوم على أساس أن الواقع يجب أن يتطابق مع تفكيره المثالي.
– لا يقبل بالضغط والقهر مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليه سواء كانت سلطة أو أسرة، وهذا السلوك جزء من العنفوان الداخلي للشباب والاعتداد بالنفس وعدم الامتثال للسلطة كتوجه تقدمي.
– قدرة على الاستجابة للمتغيرات من حوله وسرعة في استيعاب وتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه، وهذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبته في تغيير الواقع الذي وجد فيه وإن لم يشارك في صنعه.
القيم المركزية للنضال الشبابي:
أولاً: خلق أجواء للثقة والمصداقية بين الشباب ووضعهم على سُلّم الأولويات.
ثانياً: توطيد العلاقات بين الشباب، وخاصّة مع شباب فلسطين واليمن، وتوسيع هذه العلاقات على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والحضارية.
ثالثاً: الاستفادة الكاملة من طاقات وابداعات الشباب واستثمارها في الواقع الاجتماعي.
رابعاً: العمل على رفع المستوى العلمي والفكري والأكاديمي في أوساط الشباب وعدم الاكتفاء بالمستويات البسيطة والمتواضعة.
خامساً: النضال الحقيقي للشباب عبر وحدة الفكر والموقف والنشاط.
الأهداف المشتركة بين شباب اليمن وفلسطين:
1-وحدة القضية والنضال، ووحدة الموقف والثبات في خضمّ الأزمة والعدوان على اليمن وفلسطين .
2-حالة الحصار والإغلاق الكامل للبلدين والتي تجلعنا نعيش أجواء الابداع وكسر الحصار، رغم كل عدوان القوى الاستكبارية والاستعمارية، والتي لازالت تفرض الحصار والحرب على اليمن وفلسطين .
3-المظلومية المشتركة والأزمة الإنسانية التي ظهرت للعالم، والتي تستدّعي أن يقف العالم معها، وإلى جانبها رغم كل الظروف القاسية والأجواء الصعبة.
4-المصير المشترك في التحرير والنضال، واستمرارية المقاومة لدى شباب اليمن وفلسطين .
5-التحدّي الحقيقي الذي فرض علينا أن نقاومه بكل ما لدينا من امكانيات، وهنا المعركة الحقيقية التي نعيشها والتي لابدّ أن نخرج منها بانتصار كامل.
مسؤولية ودور النضال الشبابي:
دور القادة في المنظمات الشبابية يتراوح بين قادة مفروضين بطريقة التعيين الفوقي وبقرار سياسي من الحزب الحاكم أو السلطة التنفيذية، وآخرين قادة منتخبين من المنظمات نفسها بقرار ديمقراطي ووفقاً لمعايير الكفاءة القيادية والقدرات والخبرات، والفارق كبير بين الحالتين، ولا يتوقف عند حدود اختيار القائد أو المجموعة القيادية، بل يعكس نفسه على كل البنية للمنظمة ذاتها، فمنظمة ديمقراطية يعني أن تتشكل هيكلتها ومبناها القيادي بطريقة الانتخاب الحر من القاعدة إلى القمة، خلافاً للمنظمة التي يتم اختيار قيادتها بشكل مسبق وتقدم للأعضاء للتزكية، أو بالقائمة المركزية التي غالباً ما تضم الحزبيين أو ممثلي السلطة التنفيذية دون سواهم، بما يشير إلى أن مفهوم الديمقراطية في هذه المنظمات منتهك لدرجة خطيرة.
لذلك ما سنعرضه هنا، هو الدور المفترض للقادة الشباب وفقاً للمعايير الديمقراطية:
1- العمل على تنمية الروح الجماعية لدى الشباب من خلال الإيمان بمفهوم العمل الواحد، وبما يخلص الشباب من النزعات الفردية،شريطة أن يتلمس الأعضاء الشباب قيمة العمل الجماعي ومردوده عليهم.
2- العمل في المنظمات على أساس المأسسة بالاستناد إلى اللوائح والنظم، واختيار الكفاءات المؤهلة بالخبرة والعلم وأساليب الإدارة الحديثة، بما يعزز لدى الأعضاء روح الانتماء للمؤسسة والانضباط الواعي للأنظمة والقوانين.
3- تعزيز روح المبادرة لدى الشباب، وإطلاق الطاقات للمنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار، من خلال الحوافز المعنوية والمكافآت التشجيعية.
4- تطوير الطاقات الإبداعية والمواهب والملكات الكامنة لدى الشباب في مختلف وشتى الميادين العملية والعلمية والفنية وغيرها، وتبنيها واعطاؤها فرصتها الكاملة لكي تعطي وتبدع وتطور.
5- تعزيز قيم التسامح والتآخي وقبول الآخر من موقع الاختلاف والإقرار بوجوده. وتعددية الأفكار والقناعات في المجتمع كجزء من قيم الديمقراطية ومبادئها التي يشكل العنصر الشاب صمام أمان لتعزيزها في عموم المجتمع والبيئة السياسية الرسمية.
ولهذا أرى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأمور الآتية:
أ. توحيد الجهود المشتركة بين الشباب وبناء جسور تواصل ووئام مستمر لهذه الأجواء النضالية.
ب. استمرارية الندوات والفعالية والمؤتمرات الدولية والتي تعزز من قيم نضال الشباب وجعلها مركزية واولوية في سلم البرامج.
ت. تحقيق التصورات الاولية التي تبني اللبنة الاساسية للشباب وتجعله في بناء دائم للفكر والرؤية والنضال.
ث. بناء شبكات وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعكس الصورة الحقيقية للنضال الشبابي وتوحيدها مع قضايا الشباب الحرة والتي لابد من وضعها في راس القائمة.
ج. تشجيع الشباب المناضل ودعمه ورفده بما يمكن من امكانيات يستفاد منها في برامج التطور والابداع.