المقداد: تيار المستقبل متورّط حتى أذنيه في كل الاعمال الارهابية بسوريا
أعرب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن اعتقاده أن “تيار المستقبل متورط حتى أذنيه في كل الاعمال الإرهابية التي تحصل في سوريا، وهو خصص أموالاً تأتيه من السعودية لتخريب الاوضاع في سوريا وعيّن أشخاصاً يتابعون أعمال القتل وتنفيذ الاعمال الارهابية، كما شجع كل هذه التنظيمات التكفيرية داخل لبنان لخلق فتنة طائفية في هذا البلد، وهي الفتنة التي عملت سوريا على وأدها في زمن الوجود السوري في لبنان”.
واعتبر المقداد، في حديث لصحيفة “الاخبار”، أن “القدرة على ترتيب الارهاب لا تحتاج الى قوة خارقة. هم يتلقون الاموال ويشترون الأنفس وينظمونها ويزودونها بالسلاح والمال ويرسلونها الى سوريا، وعندما يفشلون في سوريا يحوّلونها الى الداخل اللبناني لخلق وقائع جديدة في وجه المقاومة. وهذا يظهر بكل وضوح من خلال ممارسات عقاب (صقر) و(رئيس الحكومة الاسبق سعد) الحريري والأدوات الأخرى”.
ورداً على سؤال عن علاقة مشاركة حزب الله في سوريا بالتفجيرات في لبنان، قال المقداد: “لا أريد التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. كفى لبنان ما مرّ به وما سيمر به. إذا لم يتوقف تيار المستقبل عن الممارسات التي تشجع الإرهاب، فسيكونون أول من يعاني من تأثيراته، كما سيعاني الشعب اللبناني نتيجة هذه السياسات البائسة، ونحن واثقون من أن تيار المستقبل الذي بدأ يفقد تأثيره الكبير على الساحة اللبنانية سيشعر في نهاية المطاف أنه أصبح أداة من أدوات الارهاب وعليه التوقف عن ذلك”. وأصاف: “لا أتمنى للبنان إلا كل خير، وأن يكون على أطيب العلاقات مع سوريا التي ضحّت بـ15 ألف جندي من أجل حماية أرواح اللبنانيين، ولكن يبدو أن البعض ذاكرتهم قصيرة. حين نتوجه الى كل اللبنانيين لمحاربة هذه التوجهات، فذلك حفاظاً على لبنان وعلى العلاقة التي خلقها الله بين لبنان وسوريا”.
من جهة ثانية، وصف المقداد طرح التوازي في مناقشة بندي وقف العنف وتشكيل الهيئة الانتقالية في مفاوضات جنيف بأنه “تلاعب بالكلام” و”محاولة للالتفاف” على بيان “جنيف 1”. واعتبر أن هذا الاقتراح الذي قدّمه الموفد الأممي ــ العربي الى سوريا الأخضر الابراهيمي “يراد به باطل، وهو لإمرار أجندة الطرف الآخر”، مؤكداً انه لا يوجد في “جنيف 1” مثل هذه الافكار، وعلى الابراهيمي العودة الى البيان “ليحدد جدول أعمال صالحاً والعمل بطريقة منهجية ومنطقية”.
وقال: هذا تلاعب بالكلام، لماذا طرح هذا التزامن؟ هل يطرح بيان جنيف التزامن؟ هذه الفكرة أتت للالتفاف على هذه الوثيقة، وتعبّر عن الضغط الاميركي والاسرائيلي والسعودي. هذا التزامن يراد به باطل، وهو لإمرار أجندة الطرف الآخر. لا يوجد في “جنيف 1” مثل هذه الافكار، ويجب أن يعود السيد الاخضر الابراهيمي الى البيان لكي نحدد جدول أعمال صالحاً للعمل بطريقة منهجية ومنطقي.
وشدّد على ان روسيا “تدعم وجهة نظرنا في ما يتعلق بمناقشة هذه الوثيقة بنداً بنداً”، وأن “لطرف الأميركي والغربي والائتلاف هم من يعرقلون بدء تحقيق إنجازات”.
واشار الى اننا “قدِمنا منذ البداية لإنجاح هذا المؤتمر، وذلك انعكاساً لرغبة الشعب السوري في عودة الأمن والسلام والاستقرار الى هذا البلد. لكن هذه الرغبة اصطدمت بالأجندات الأميركية والإسرائيلية والغربية والإقليمية التي لا تريد الأمن والخير لسوريا، والتي مارست طيلة السنوات الماضية التضليل والكذب وتشويه صورة الحكومة السورية وشيطنة القيادة السورية. لكن في الجولة الاولى، وبسبب وجود وسائل الاعلام العالمي في جنيف واضطرارها إلى التواصل معنا، قمنا بتوضيح هذه الصورة، وعدنا الى الجولة الثانية بالنفس الإيجابي نفسه الذي عبّرنا عنه في الجولة السابقة. لكن “الائتلاف” أتى مهووساً باقتراح نقل السلطة، علماً بأن نقل السلطة مقيّد بقضايا دقيقة جداً في بيان “جنيف 1″. كيف يمكن أن نتحدث عن حكومة انتقالية ونحن لم نوقف سفك الدم ونكافح الإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري؟ لذلك نعتبر كل من يدعو الى أي شيء آخر يتناقض مع وقف العنف والإرهاب إرهابياً ويدعم الإرهاب. ونحن رددنا على هؤلاء بأننا مع وثيقة جنيف كما هي من دون أي تحليل أو تعديل أو إعطاء أولوية لهذا الموضوع أو ذاك. نحن مع مناقشة بيان جنيف بدءاً بعنوانه وانتقالاً الى الفقرة الاولى والثانية وصولاً الى آخر كلمة من البيان، وأؤكد مرة أخرى أننا لن نتردد في مناقشة موضوع الحكومة الانتقالية في إطار ما ورد في وثيقة جنيف”.
وأكد أن “الاتحاد الروسي يدعم المبادئ ويدعم وثيقة جنيف ويدعم وجهة نظرنا في ما يتعلق بمناقشة هذه الوثيقة بنداً بنداً، ولذلك تبنّوا وجهة النظر هذه. الطرف الأميركي والغربي والائتلاف هم من يعرقلون بدء تحقيق إنجازات في هذه العملية. ونحن لا يمكن أن نخالف إرادة الشعب السوري في البدء بطريقة منهجية تقضي على الارهاب وتسمح بإعادة الامن والسلم الى نفس كل مواطن سوري وتمنع أي تدخل خارجي”.
ورأى أن “أي عاقل في هذا العالم لا يمكن أن يقبل بهذا المنطق المنحرف والارهابي الذي يعبّر عنه ممثلو “الائتلاف”. وأمل أن يعبّر الاصدقاء الروس عن موقفهم بكل وضوح، لأنهم يعرفون وثيقة جنيف من ألِفها الى يائها، وهم شاركوا في صياغتها ويعرفون جيداً أن هناك محاولات لتمزيق وثيقة جنيف وإيجاد مرجعيات أخرى بديلاً لها، ونؤكد أن هذه الالعاب لا تنطلي على الاصدقاء الروس ولا علينا.
ورداً على سؤال عن تأثير غياب إيران عن بداية هذه المفاوضات في إعاقة المفاوضات وعدم تقدمها، قال المقداد: “بالتأكيد لا. أؤكد أن إيران موجودة في هذه المحادثات، وهي تتابع بنحو دقيق ويومي ما يجري في مفاوضات جنيف، وهنا أريد أن أوضح أن ما حدث في مونترو هو تظاهرة سياسية احتفالية، لكن الكلام الحقيقي لم يكن في مونترو، كنا نعرف مسبقاً ماذا سيقول كل وفد. رتّبوا حفلاً افتتاحياً على الطريقة الاميركية والغربية بالتعاون مع حلفائهم وأدواتهم ليظهروا أن هذا العالم كله موحد ضد سوريا. لكن عندما تكون هنالك دول مثل روسيا والصين وجنوب أفريقيا ولبنان وآخرين، فإن هذه الاصوات هي التي تعكس ضمير الانسانية وتعكس ضمير شعوب هذه البلدان. كلمات (جون) كيري و(لوران) فابيوس والسعودية وآخرين هي كلمات حرب في مؤتمر للسلام، لماذا أتوا إذن؟ إذا كانوا قد أتوا من أجل دعم الارهاب ولقتل المزيد من السوريين فلماذا جنيف؟”.
وقال: “يدعمون الارهاب معتقدين أنه لن يعود اليهم، لذلك لاحظنا في الاشهر القليلة الماضية صحوة شعبية على مستوى الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، وهي تعكس خوفاً حقيقياً من أن هؤلاء الجهاديين، الذين تموّلهم جهات إقليمية معروفة، بما في ذلك السعودية، سيعودون في يوم من الايام الى ممارسة القتل والإرهاب في بلادهم. لذلك اتخذت السعودية قراراً بمنع الارهابيين السعوديين من العودة اليها، وهذا ليس قرار رحمة بل قرار قتل. عندما يصدر قرار كهذا يهدد أي عائد من العمليات الارهابية في سوريا بالسجن من ثلاث الى عشر سنوات، فإنهم عملياً يقولون لهم: لا تعودوا. ابقوا هناك وموتوا هناك. من جهة أخرى، ما قيمة هذا القرار إذا لم تكن له انعكاسات مباشرة على تسليح الارهابيين ووقف تمويلهم بالمليارات أو الضغط على دولٍ أخرى كالأردن من أجل إمرارهم الى سوريا وتحويل هذا البلد مركزاً للتآمر على سوريا، إضافة الى توتير الاوضاع في لبنان الشقيق؟ الى ذلك، وهذا مهم جداً، فإن السعودية اعترفت في هذا القرار بأن السعوديين يقومون بأعمال الارهاب في سوريا. ثم إن الارهاب لم ينعكس فقط على لبنان، بل هناك عشرات العمليات الارهابية التي تنفّذ يومياً في العراق”.
وأكد اننا “لا نربط بين ما يجري في جنيف والاستحقاقات الوطنية كالانتخابات التي نؤكد أنها يجب أن تحصل في مواعيدها المحددة، لأننا نعكس إرادة الشعب السوري، وسنقوم بكل ما يخدم مصلحة هذا الشعب.
هل سيعود الرئيس السوري بشار الاسد رئيساً من جديد لسوريا؟”.
وعن ترشح الرئيس السوري بشار الاسد الى الانتخابات الرئاسية، قال: “أنا واثق من أنه إذا أراد الرئيس أن يرشح نفسه، وهذا حقه كأي مواطن سوري، فإنه سيلقى كل الدعم من الشعب”.
وعن موضوع ايصال الاغاثات الى حمص، قال المقداد: إذا كانت الاطراف التي ضغطت في هذا الاتجاه بحاجة الى رسالة فقد وصلتها، لكننا أكدنا أن هذا موضوع داخلي يناقش داخل سوريا، لأن هذه المسألة وغيرها جرت محاولات لإثارتها تعقّد المناقشات ولا توصل السوريين الى أي شيء. هذا يعكس حرص الحكومة السورية على إنجاح جنيف بينما الطرف الآخر، وخاصة الائتلاف كأدوات ومن يدعم هذا الائتلاف من الخلف، هو المشكلة الحقيقية في سوريا وهو الذي يعيق التوصل الى أي حل للمشاكل الانسانية وغيرها.