المقاومة الإلكترونية تضايق العدو.. وآخرين
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
في لبنان سياسيون وإعلاميون ومثقفون من تيارات سياسية وفكرية مختلفة، يكتبون ويصرحون معبرين عن آرائهم الشخصية التي لا مفر لك من احترامها سواء أعجبتك أم لا، وهم لا ينتظرون منك أن تعجبك آراؤهم لأنها تصدر عن ضمائر حرة، شريفة، مهما كانت مخالفة لآرائك ومعتقداتك.
وفي لبنان سياسيون وإعلاميون ومثقفون يكتبون ويصرّحون معبرين عن آراء وأفكار غيرهم، فهم مجرد نَقَلة عرفوا وعرف أسيادهم مهارتهم في النقل فكانت هذه المهارة فرصة لهم في الكسب المادي والمعنوي وفرصة لأسيادهم في إيصال آرائهم عند الضرورة. وفي أغلب الأحيان يكون هؤلاء السادة من خارج الوطن.
هذا الكلام تجد له في كل يوم مناسبة لتطرحه وتناقشه، ففي كل يوم تلاحظ هجوماً منسقاً على سياسيّ أو موقف أو قضية، يبدأ الهجوم من قرار تتخذه إدارة حكومية خليجية أو غير خليجية، أو من تصريح لسياسي خليجي أو غير خليجي، أو من صحيفة خليجية أو غير خليجية، ويتلقفه بعدها ببغاءات السياسة والإعلام في لبنان فيجري شن هجوم داخلي موازٍ له، مقتبسٍ منه، في مقادير من الحدّة قليلة أو كثيرة بحسب ما يُطلَب من المهاجم وبحسب موقعه على الجبهة. أما مقدار تقبّل ضمائر هؤلاء وقناعتهم بما يقومون به فلا مكان له في الحسابات، سيكتبون ويصرحون حتى من دون اقتناع. فسيدهم طلب وطلبه لا شكّ مجاب.
آخر هجوم جرى شنّه كان يوم أمس، في لحظة اشتداد هجوم المقاومة الإلكترونية العربية على مواقع الإنترنت التابعة للعدو الإسرائيلي، وفي لحظة الذروة من تفجّع العدو على ما حل به من كارثة اعتبرها أعظم كارثة الكترونية يشهدها العالم. ماذا فعل الأسياد وماذا فعل هؤلاء الببغاءات؟ طارد الأردن أحد المقاومين من الهاكرز، ثم طاردت السلطات السعودية مقاوماً آخر، ثم قامت السلطات التونسية بإلقاء القبض على أحد المقاومين الالكترونيين، ثم بدأ ببغاوات الخارج في لبنان بهجومهم المضاد. أحد الببغاءات رأى أن المقاومة الإلكترونية غير مفيدة, وأن الأخبار المنقولة عن قوة التأثير في كيان العدو غير صحيحة, ببغاء آخر, أو ببغاءة، رأت أن هذا الشكل من المقاومة شكل سخيف، وأن من الأفضل البحث عن نوع آخر من أنواع المقاومة، وبالتأكيد غير المقاومة المسلحة. ببغاء ثالث رأى أن في هجوم المقاومين الالكترونيين نوعاً من الغدر، لماذا يا حضرة الببغاء؟ لأن العمليات انطلقت يوم السبت، يوم عطلة العدو.
لا أدري لماذا جاء في بالي الآن أنه عندما كان العدو الإسرائيلي يتألم ويبكي في جنوب لبنان بسبب عمليات المقاومة كان بعض الببغاءات في لبنان يقولون: إنها عمليات وهمية وتافهة. واليوم يتألم العدو ويعترف بهزيمته بسبب عمليات المقاومة الالكترونية ويقول بعض الببغاءات: إنها أمور تافهة وسخيفة.
ربما يجب أن نقاوم العدو الإسرائيلي بالياسمين، فنصيبه ولا نجرحه، فهذا بالتأكيد يرضي زعماء الأمة من المحيط إلى الخليج، ويرضي ببغاءاتهم أيضاً، ولكِ الله يا فلسطين.