“اللواء” تروي كيف أوقفت مخابرات الجيش اللبناني ماجد الماجد وماذا كان يخطِّط في لبنان والمنطقة؟
إنجاز أمني كبير لمخابرات الجيش اللبناني التي ألقت القبض على أمير «كتائب عبد الله عزام» ماجد الماجد، منذ 5 أيام وتحديداً مساء الجمعة الماضي، على طريق الحازمية – الفياضية بعد عمليات رصد ومراقبة وملاحقة لتحركاته منذ دخوله لبنان عبر الحدود السورية من جهة البقاع، وتوجهه الى بيروت بمؤازرة مجموعة محلية تدور في فلك تنظيمه، إذ تلقى الماجد تعليمات من عناصر في «القاعدة» طلبت منه الإعداد للانتقال من لبنان إلى سوريا فالعراق.
وكان الماجد الذي دخل لبنان بهوية سورية واسم مزور غادر، وتوجه إلى منطقة صيدا، حيث حصل الاعتداء عند حاجز الأولي مساء الأحد 15 كانون الأول 2013، إثر محاولة 3 أشخاص مشاة العبور بالقرب من الحاجز، حيث بادر أحد عناصر الحاجز لسؤال أحد الأشخاص عن هويته، حيث شهر الأخير قنبلة، فأطلق أحد عناصر حامية الحاجز النار باتجاهه مما أدى إلى مقتله، وتبين أن هذا الشخص لم يكن إلا أبو أيوب الأنصاري، عراقي الجنسية، وهو من أبرز خبراء التفجيرات، وكان قد وصل من أجل تفخيخ سيارات لتفجيرها في لبنان (وهو ما كانت «اللـواء» قد انفردت بالإشارة إليه في حينها).
ولم يكن تضحية هذا المسؤول بنفسه، إلا لتغطية عبور الماجد الحاجز بسيارة كان بداخلها، حيث وصل إلى صيدا، ومنها انتقل إلى منطقة الطوارىء في مخيم عين الحلوة، حيث أقام فيها لعدة أيام.
وذكرت مصادر متابعة أن الماجد الذي كان يغسل الكلى، تمكن من مغادرة منطقة الطوارىء، حيث نقل إلى «مستشفى المقاصد» في بيروت لغسل الكلى بهوية مزورة، وكان مقرراً أن ينتقل بعد خروجه من المستشفى إلى البقاع، ومنها إلى سوريا، ثم العراق. إلا أن مخابرات الجيش اللبناني كانت تتابعه وترصده بدقة، فأوقفته في كمين محكم في طريق المغادرة في منطقة الفياضية.
وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ «اللـواء» «أن الماجد موقوف لدى مخابرات الجيش، وأن التحقيقات متواصلة معه رغم وضعه الصحي التردي».
وذكرت المعلومات المسربة عن التوقيف أن الماجد كان انتقل قبل فترة إلى سوريا، وبايع هناك أمير «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني بناء لتوجيهات زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري.
وأنه بعد ذلك عاد إلى لبنان، وتوجه يوم الأحد 15 كانون الأول الماضي إلى منطقة صيدا، وقد تأكدت مخابرات الجيش من وجود الماجد على الأراضي اللبنانية، حيث جمعت وقائع تتعلق بحركته وتقاطعها في التحقيقات المتعلقة ببعض الأحداث الأمنية التي حصلت مؤخراً، ومنها التحقيق بالتفجير الانتحاري الذي استهدف السفارة الإيرانية والذي تبنته «كتائب عبد الله عزام»، والتحركات التي يقوم بها بعض من بقي من مجموعة إمام «مسجد بلال بن رباح» الشيخ المتواري أحمد الأسير، الذين اجتذبتهم بعض التنظيمات الإسلامية، وكذلك الاعتداءين اللذين استهدفا حاجزين للجيش في منطقة الأولي وفي منطقة مجدليون، وأسفرا عن استشهاد جندي ومقتل أبو أيوب الأنصاري و3 من (جماعة الأسير)، وهم: محمد الظريف، بهاء السيد وإبراهيم المير، فضلاً عن التحقيقات في أحداث أمنية أخرى».
وتركزت أنظار مديرية المخابرات في الجيش على الماجد، بعدما أشارت بعض الاعترافات الى انه يتنقل بين لبنان وسوريا بعض الأحيان، خصوصاً أن لديها في أرشيفها العديد من المعطيات حول نشاطاته السابقة وأنه مطلوب للقضاء اللبناني، فضلاً عن أنه مطلوب في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، التي وضعت «كتائب عبد الله عزام» على قائمة المنظمات الإرهابية قبل سنوات.
من ناحيته، تكتم الجيش اللبناني عن تفاصيل التحقيق كون ماجد الماجد مطلوب بقضايا إرهابية عدة في لبنان وخارجه.
وأبلغ القضاء اللبناني المملكة العربية السعودية عن طريق سفارتها في بيروت، بتوقيف المطلوب رقم 70 في لائحة المطلوبين للسلطات السعودية بجرائم إرهابية، وهو ليس مطلوبا فقط على المستوى اللبناني إنما هو مطلوب من مصر والأردن ودول غربية إضافة إلى السعودية والولايات المتحدة.
ولقي إلقاء القبض على المطلوب الماجد إشادة لبنانية وعربية ودولية بجهود الأجهزة اللبنانية في كشف واعتقال العناصر الإرهابية.