الكشف عن التأثير الضخم لـ”سلوك رهيب” نمارسه في المطارات على تفشي الأمراض
كشفت دراسات إحصائية أن نحو 70% فقط من الناس يغسلون أيديهم بالماء والصابون بعد الذهاب إلى المرحاض، ما يعزز انتقال الأمراض المعدية التي تقضي على الكثيرين حول العالم.
ويقول كريستوس نيكولايدس، عالم الفيزياء والبيانات من جامعة قبرص وMIT: “يغسل 70% من الأفراد الذين يذهبون إلى المرحاض أيديهم بعد ذلك. بينما ينظف الـ30% الآخرين الأيدي، ومن بينهم 50% يفعلون ذلك بشكل صحيح”.
وتكشف دراسة جديدة أجراها نيكولايدس وفريقه، أن نتائج هذا السلوك رهيبة للغاية، خاصة فيما يتعلق بالطريقة التي يمكن أن تنتشر بها العدوى بسرعة في جميع أنحاء العالم بسبب السفر الجوي، الذي لديه القدرة على تحويل العدوى إلى أوبئة، وبسرعة مخيفة.
وتحاول السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم بشكل يائس منع هذا الحدث الكارثي الآن، في مركز تفشي “كورونا” الجديد القاتل بمدينة ووهان الصينية. ووجدت الدراسة الجديدة أنه يمكن منع ذلك عن طريق غسل الناس أيديهم بشكل أفضل في المطارات.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن واحدا بين كل 5 أشخاص في المطارات، يغسل يديه جيدا بالصابون والماء لمدة 15 ثانية على الأقل، وهذه مشكلة كبيرة جدا، نظرا للعدد الهائل من الأشياء التي يلمسها الناس بأيديهم في بيئات المطارات، بما في ذلك السور واللوحات اللمسية والأبواب، وغير ذلك.
وباستخدام النمذجة الوبائية ومحاكاة “مونت كارلو”، أكد الباحثون أن زيادة عدد الأشخاص ذوي الأيدي النظيفة في المطارات، من شأنه أن يقلل بشكل كبير من انتقال العدوى، ويقلل أيضا من احتمال تحول العدوى إلى وباء.
وكتب المعدون في دراستهم: “تشير نتائج المحاكاة إلى أن التمكن من زيادة مستوى نظافة الأيدي في جميع المطارات حول العالم، من 20 إلى 30%، يؤدي إلى تأثير عالمي أصغر بنحو 24% لأي مرض معد محتمل. كما أن رفع مستوى نظافة اليدين إلى 60% في جميع المطارات في العالم، سيؤدي إلى انخفاض تأثير انتشار المرض المحتمل بنسبة 69%”.
وعلى الرغم من أنه يجب علينا جميعا غسل أيدينا بالفعل (ويجب أن نعرف أهمية ذلك)، إلا أن الباحثين يقرون أنه نظرا لأسباب التطبيق العملي والتكلفة، فلن يكون من السهل زيادة ممارسة نظافة اليدين والوعي في جميع المطارات بسرعة.
ولكن الدراسة بحثت أيضا في الآثار الافتراضية لتحسين نظافة الأيدي في أكثر المطارات العشرة المحورية في العالم، لتقليل انتقال العدوى. حتى لو زاد غسل اليدين في هذه المواقع العشرة، فإن انتشار الأمراض سينخفض بشكل كبير، من 45% إلى 37%.
ويعترف الباحثون بأن تقديراتهم تتضمن العديد من القيود والافتراضات، التي قد لا تعكس بدقة انتقال العدوى في الحياة الواقعية، لكنهم يأملون في أن تشجع نتائجهم السلطات الصحية وصناع القرار على النظر في القضية ببساطة لزيادة الترويج لغسل اليدين في المطارات.
وأُبلغ عن النتائج في “تحليل المخاطر” (Risk Analysis).
المصدر: ساينس ألرت