“القطيع” الأمريكي يستعد لدخول “البيات الشتوي”… الخليج مقبل على أعاصير هوجاء
صحيفة المنار الصادرة في فلسطين عام 1948
قالت مصادر دبلوماسية مطلعة لـصحيفة المنار أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما مضطر اليوم لمرافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ان كاد الرئيس الامريكي يتسبب بوقوع الجيش الامريكي مرة اخرى في رمال الشرق الاوسط المتحركة، وترى المصادر نفسها أن بوتين حقق العديد من النقاط على حساب اوباما في الايام الاخيرة منذ بدء التلويح الامريكي بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا, وان هذه المكاسب والانجازات يمكن رؤية اثارها بوضوح من خلال حالة الارتياح التي تظهر ملامحها على رئيس الدبلوماسية الروسية في مؤتمره مع نظيره الامريكي جون كيري في جنيف. وأضافت المصادر أن الأزمة السورية ساهمت منذ بدايتها في اعادة روسيا بقوة الى أجواء المنطقة، وبادر الرئيس الروسي منذ اللحظة الاولى الى اتباع سياسة مستقلة عن اي مواقف امريكية وداعمة لعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى بدون تفويض دولي، هذه السياسة الخارجية الروسية حققت اولى مكاسبها العلنية من خلال القدرة الملفتة التي ابداها واظهرها بوتين في نزع فتيل الانفجار العسكري في الشرق الاوسط ومنع الضربة الامريكية ضد سوريا.
وتعتقد المصادر الغربية أن الولايات المتحدة مقبلة على تحد كبير في المرحلة المقبلة، فهي ستضطر الى ملاحقة “قطيع” الحلفاء المنتشر منذ بداية الازمة السورية في العديد من الساحات بهدف تحقيق الحلم الامريكي باخراج قطار التغيير الامريكي من محطته السورية بصورة مشرفة عنوانها سقوط النظام السوري. لكن ذلك لن يتحقق، وجاءت انتكاسة التلويح بالخيار العسكري امتداد للوقوع الرئاسي الامريكي في فخ الخطوط الحمراء، وبات من الضروري الان وبعد قرار واشنطن مع موسكو البدء في تحريك عجلة الحلول السياسية في سوريا، اعادة هذا “القطيع” الى “الحظيرة” الامريكية، وهذه المهمة لن تكون سهلة ، فذلك “القطيع” تورط كثيرا ضد سوريا، سواء من خلال الادوار التي منحت اليه امريكيا وحتى من خلال محاولاته تقديم اقصى ما يمكن من اجل اسعاد واشنطن. لكن من المؤكد أن عملية العودة الى الحظيرة او موسم ما يصفه البعض بالبيات الشتوي بعد انحسار الربيع العربي قد بدأت بالفعل، وأن تلك الانظمة التي تعاونت مع واشنطن وبشكل خاص في الخليج ستصحو قريبا على هزات ارتدادية وأعاصير هائجة ستعصف بها وترفع من نسبة عدم الاستقرار فيها.