الفلكلور الأرمني عريق وجماهيري
موقع إنباء الإخباري ـ
ترو باليان*:
في البدايات، كان الأرمن في بلادهم وفي مجتمعاتهم الكثيرة، التي هُجّروا إليها بالقوّة، يُعربون عن أنفسهم وهويتهم بالفنون والفلكلور التقليدي، وبمنتدياتهم الاجتماعية، التي تنشط في عرض ثقافتهم وحضارتهم القديمة، التي أنتجت فنوناً غاية في الروعة والاتقان، تنسجم مع التطلعات الإنسانية للشعوب الاخرى.
وفي الاردن، عُرضت الفنون الارمنية على اختلافها منذ تأسيس الامارة ومنذ إعلان المملكة، وهي تحوز على إعجاب الاردنيين، ونلاحظ كيف أنها جماهيرية، بمعنى ان أُلوفاً من الاردنيين يُشاهدونها في المسارح وقصور الثقافة الاردنية، ضمن الاتفاقات الثقافية التي تعقد بين ارمينيا والمملكة الاردنية الهاشمية، والتفاهمات التي يتم التوصل إليها بسرعة بين المنتديات الارمنية بالاردن، وبين وزارة الثقافة ومديرياتها خارج عمّان، والأطر الثقافية والفنية الارمنية الاردنية على اختلافها، والتي ترى أن ثقافتها هي جزء لا يتجزأ من ثقافة وحضارة الشعب الاردني والاردن الهاشمي.
والتراث الارمني يبقى حاضراَ في أفئدة الارمن وحِراكاتهم الثقافية اليومية، لكونها تراكمات تاريخية وقومية، رسخت في عقولهم عبر سنين طويلة ودهور. وفي الفنون الشعبية الارمنية، فقد أصبحت جزءاً رئيسياً في النسيج البلدان العربية.
وفي واحدٍ من تصريحاته، قال وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار: إن الشعب الارمني من الشعوب التي ناضلت من أجل الحفاظ على هويتها وثقافتها، واستطاع أن يقدم للبشرية نموذجاً للشعب المتمسّك بهويته والمُنفتح على العالم”، وذلك خلال حفل إفتتاحه فعاليات سابقة لأيام ثقافية أرمنية جرت في المركز الثقافي الملكي. بينما تحدث سفير ارمينيا لدى الاردن، آرشاك بولاديان عن “إن الفعاليات تقام في الأردن منذ اعلان استقلال ارمينيا عام 1991، هي ثمرة الماضي المشترك بين أرمينيا والعالم العربي عامة والأردن خاصة.
في الرقص الارمني تنوّع كبير في الحِركات الراقصة، فهو رقص يشمل إيقاعات كثيرة تحتفظ بروح الثقافة الأرمنية، مع امتزاجها بإيقاعات عصرية تحاكي روح الشعوب. وغالباً، يتضمن الرقص الارمني رقصات من التراث الاردني، كما تشير آني كزيريان، التي أخذت على عاتقها مسؤولية تدريب الأطفال من عائلات أرمنية على الرقص بالطريقة الأرمنية، وهي تقول ان فرقة “آراز” للرقص الشعبي الأرمني، على سبيل المِثال، قد تمكنت من إحراز شعبية طاغية، فهي مكوّنة من 47 راقصاً وراقصة، وتشارك في احتفالات مختلفة تعرض من خلالها لوحات رقص أرمنية، إضافة إلى لوحات رقص من التراث الأردني، التي تؤكد أنه جزء أساسي من ثقافة أطفال الأرمن الذين يعيشون في الأردن.
الفنون الارمنية انسانية التوجهات والمحتوى، وهي تنسجم مع الفنون الاردنية الاصيلة اليت تتلاقي معها. وفي تعليقه على هذا المحتوى يقول الدكتور صلاح جرار، أن الأردن حرص على أن تكون ثقافته منفتحة ومتفاعلة مع الثقافات الإنسانية، تستفيد من التجارب المتقدمة وتفيدها، ولذلك تفتح مدن الأردن أبوابها ومرافقها الثقافية لاستقبال الفعاليات الثقافية العالمية والدولية كالأسابيع الثقافية التي تقيمها الدول الصديقة في الأردن، والمهرجانات الكبرى التي تشكل ملتقى عالميا للإبداع والمبدعين والمثقفين، وأن من شأنه الاسابيع الثقافية الارمنية في الاردن، توفير فرصة حقيقية لتلاقي الخبرات في مجال الثقافة، وفرصة سانحة لإعطاء صورة عن التراث والفن الأرمنيين اللذين نحن في أمسّ الحاجة إلى التعرّف إليهما عن كثب..، إذ أننا ندرك تماماً أن أرمينيا دولة صديقة لها تاريخ حضاري وإنساني حافل، وأن الشعب الأرمني من الشعوب التي ناضلت من أجل الحفاظ على هويتها وثقافتها، واستطاع أن يقدم للبشرية نموذجا للشعب المتمسك بهويته، والمنفتح على العالم.
studiotro@hotmail.com
إعلامي أرمني مقيم في الأردن