الغوطة الشرقية على خطى حمص القديمة خلال ساعات
ليس القوي من يكسب الحرب دائماً وانما الضعيف هو من يخسر السلام، هكذا يقال في علم الحروب، ليصبح للنصر معيار جديد، لا تحسم فيه الحروب بالحل العسكري فقط انما بات للحل السياسي قيمة تحاكي النصر الميداني.
وفي حرب كتلك التي تشهدها سوريا، كان لا بد للقيادة السورية ان ترفع شعار النصر بمعياره الجديد وخصوصاً انها باتت على يقين بأن هذا هو المخرج الوحيد لحل الأزمة. وعلى اعتبار بان المعارضة المسلحة في سوريا كانت ولا تزال رافضة لأي حل سياسي، وأصرت على عسكرة الأزمة حتى اسقاط النظام، لذلك فان الدولة السورية ارتأت السير بخطين متوازيين: الحل العسكري على الاراضي السورية، والحل السياسي الّذي يتمثل في اجراء المصالحات الوطنية في المناطق التي فرض فيها الجيش السوري سيطرته.
ولعل ابرز مثال على ذلك، المصالحات التي شهدتها بعض المناطق في سوريا في الأشهر القليلة الماضية، والتي كان آخرها ما حصل في مدينة حمص القديمة حيث اعلنت مدينة آمنة بخروج المسلحين منها وعودة الجيش السوري لبسط الامن فيها عبر اتفاق سيشمل لاحقاً منطقة الوعر كآخر نقطة ساخنة في حمص.
وعند الحديث عن المناطق الساخنة، لا بد لنا من النظر لما حمله الميدان عما يجري في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفي هذا السياق اكدت مصادر لـ”النشرة” أنّ طائرات الاستطلاع الخاصة بحزب الله تلعب دوراً حاسمأ في المعركة الدائرة هناك، حيث تم بالأمس رصد احد المباني التي تحصن فيها مسلحو “جبهة النصرة” في محيط زبدين في الغوطة الشرقية ليتم تدميره بشكل كامل بعد استهدافه بصاروخ “ارض-ارض” من نوع “بركان”، مشيرة الى انه ايضاً تم استهداف مجموعات من المقاتلين التابعين لجيش الاسلام اثناء تحركهم بين منطقتي دوما وحرستا بريف دمشق بقذائف المدفعية.
كما اكدت المصادر أنّ “الطائرات الحربية السورية تشارك بشكل فاعل في معركة الغوطة حيث قامت باستهداف تحصينات مسلحي “جبهة النصرة” و”جيش الاسلام” في بساتين المليحة في ريف دمشق بأكثر من سبع غارات تزامن ذلك مع قصف مدفعي لاماكن تواجد المسلحين في دير العصافير، جسرين وكفربطنا وصولاً الى النشابية والبلالية، حيث تبع ذلك عمليات تمشيط لتلك المناطق ادت في المحصلة لقتل وجرح عشرات المسلحين في ضربات وصفت بالنوعية”.
وبعد ما شهدته الغوطة الشرقية، كشفت مصادر لـ”النشرة” أنّ “ملف المصالحة والتسوية السلمية بدأ يلوح في الأفق في المنطقة المذكورة على ان يتم اعلان ذلك في الأيام القليلة المقبلة”.
وعلى اعتبار أنّ مستقبل سوريا يحتاج لمن يجيد فن الحرب ويتقن لعبة السلام، يبقى أن السلم المنشود يبدأ من هذه المصالحات التي تجري في حي من هنا ومنطقة هناك، ليتدرج وصولاً الى اتفاق شامل بين الفرقاء يوقع على طاولة الحل عاجلاً ام آجلاً، منهياً مرحلة دموية من تاريخ سوريا.
علي ملحم – موقع النشرة الإخباري