العراق يقرّب المسافة ما بين إيران والسعودية أكثر!
موقع الخنادق:
في إطار جهوده ووساطته لتسوية العلاقات ما بين الجمهورية الإسلامية في إيران والسعودية، زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منذ يومين كلا البلدين، بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية النشطة في المنطقة، وما يجري من تحضيرات واستعدادات لزيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن المرتقبة.
ووصل الكاظمي إلى طهران الأحد، على رأس وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين لبحث القضايا الإقليمية والثنائية، وذلك بعد زيارة خاطفة له إلى مدينة جدّة، والتي التقى فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقد أفضت لقاءات الكاظمي في إيران، الى جملة مواقف مهمة ولافتة للطرفين:
_ اتفاق الدولتان على السعي من أجل تحقيق الاستقرار والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط، وفي السياق أشار رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي أن الحوار مع المسؤولين في المنطقة، يمكن أن يحل المشكلات دون تدخل أجنبي، والذي يتسبب بخلقها أيضاً.
_ اعتبار السيد الرئيسي أن العلاقات الثنائية والإقليمية بين العراق وإيران، يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في المنطقة والقضايا الدولية.
_التأكيد على دعم الهدنة في اليمن، وتعزيز جهود إرساء السلام فيه ورفع الحصار عنه، وكذلك التأكيد على أن الحل السلمي للأزمة يكون نابعاً من الإرادة الداخلية لليمنيين.
_ الاتفاق على بذل جهود مشتركة لمواجهة التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي، جراء تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
_ دعوة السيد رئيسي الى توثيق العلاقات بين إيران والعراق أكثر، عبر توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، لافتاً أنه تم الاتفاق على تسريع مشروع ربط السكك الحديدية بين ميناء البصرة ومنطقة شلمجة.
_ صرحت وزارة الخارجية الإيرانية أن الرئيس الكاظمي نقل للحكومة الإيرانية رسالة من الرياض، وأنه قد تم النقاش في موعد الجولة المقبلة في بغداد التي ستكون على مستوى دبلوماسي (بعدما كانت تقتصر على الشق الأمني)، كاشفين بأنه سيتم الإعلان عن موعد الجولة المقبلة للحوار الإيراني – السعودي في الأيام المقبلة.
_ إعراب إيران من خلال وزير خارجيتها “حسين أمير عبد اللهيان” عن دعمها لفتح السفارات بشكل متبادل مع السعودية. وإشارة إيران إلى أن هناك قواسم مشتركة عديدة بين بلاده ومصر، وأن تعزيز العلاقات ما بينهما هو في صالح المنطقة والعالم الإسلامي. مما قد يشير الى وجود الى دور ما للعراق أيضاً في لعب دور صلة الوصل بين إيران ومصر أيضاً.
_ تخلل اللقاء مناقشة المستجدات في شمال العراق وسوريا، وتأكيد الطرفين على أن الحرب والعمليات العسكرية لن تؤدي إلى السلام (في إشارة ربما الى العملية التركية العسكرية في شمال العراق وشمال سوريا).
لا علاقة للزيارة برئاسة الحكومة العراقية المقبلة
أكدت مصادر مقربة من مكتب الرئيس الكاظمي لبعض الوسائل الإعلامية، أن السبب الحقيقي لزيارته إلى كل من السعودية وإيران، كان في إطار جهود الوساطة التي يرعاها العراق بين البلدين، ولم يرتبط بأي شكل من الأشكال بما يخص ملفات داخلية، وعلى رأسها ملف تشكيل الحكومة وإمكانية عودة الكاظمي إلى ولاية ثانية.
وهذا يشير الى أن كل المنطقة بصدد انتظار حسم العديد من المواضيع، أبرزها ما يتعلق بالمفاوضات النووية التي من المفترض أن تستأنف عما قريب في إحدى الدول الخليجية (قطر هي الأكثر ترجيحا)، وما يتعلق باستئناف الهدنة في اليمن، وما قد تحمله زيارة الرئيس الأمريكي بايدن من تداعيات.