العدوان على اليمن.. ست سنوات من القتل والإفقار
يدخل العدوان السعودي الأميركي على اليمن عامه السابع. آلة القتل لا تزال تحصد أرواح اليمنيين، أما الحصار فيحصدها جوعاً وفقراً وحرماناً. وبالرغم من فداحة الأرقام التي تقطع الطريق على كل من يشكك في الجريمة المستمرة بحق هذا الشعب، إضافة إلى الكثير من النداءات الإنسانية والحقوقية لرفع الحصار خصوصاً في ظل جائحة “كوفيد-19” التي زادت الوضع سوءاً، إلا أن أحداً من قوى العدوان لم يستجب، في محاولة مستميتة لحصد إنجاز ما قبل إنهاء العدوان، الذي يواجه بمقاومة تزداد شراسة وقوة.
نلقي الضوء على بعض الارقام والتقارير لمنظمات حقوقية وخبراء تظهر جوانب من فداحة الارتكابات العدوانية في اليمن وفظاعة الاوضاع التي يقاسيها ابناء اليمن..
في أحدث حصيلة له، أعلن مركز “عين الإنسانية” للحقوق والتنمية المعطيات التالية:
– عدد الشهداء والجرحى جراء القصف المباشر للعدوان على اليمن بلغ 43 ألفاً و593 شهيداً وجريحا
– عدد الشهداء المدنيين بلغ 17 ألفاً و97، بينهم 3821 طفلاً و2394 امرأةً، و10881 رجلاً
– بلغ عدد الجرحى 27 ألفاً و496 بينهم 4183 طفلاً و2815 امرأة
– في مجال البنى التحتية طيران العدوان استهدف 15 مطاراً، و16 ميناء، و4764 طريقاً وجسراً.
أما في التقرير الثالث للجنة التابعة لمجلس حقوق الإنسان لدى للأمم المتحدة، والتي تم تشكيلها عام 2017 لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، فقد أكدت الأخيرة أن “هناك أدلة معقولة على ارتكاب السعودية والإمارات جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان في اليمن”.
وفي تقريرها الذي شمل الأحداث في اليمن خلال الفترة الممتدة من يوليو/ تموز 2019 إلى يونيو/ حزيران 2020، ذكرت المنظمة معلومات عسكرية منها أن الإمارات قدمت الدعم لـ 90 ألف مقاتل يمني وأن قواتها الجوية نفذت أكثر من 130 ألف طلعة جوية وأكثر من 500 ألف ساعة طيران، في حين أن القوات البحرية الإماراتية شاركت في 3 فرق عمل بحرية عبر أكثر من 50 سفينة حربية وأكثر من 3 آلاف فرد”.
من جهة ثانية، وفي تصريح لقناة المسيرة، قال مدير عام الدراسات السكانية بقطاع الدراسات والتخطيط والتعاون الدولي سلامي مرشد السلامي إن “سنوات الحصار عصفت بالطبقتين الوسطى والفقيرة وتركت آثاراً كارثية”، موضحاً أن “الطبقة المتوسطة في اليمن تلاشت تحت ضغوط العدوان والحصار”..
يلفت الخبير إلى أن “مستوى الفقر في اليمن في ظل المرحلة الماضية من العدوان والحصار ارتفع بشكل مخيف جدا من 48 % في العام 2014 إلى 80 % من السكان بحلول العام 2021”.
هذه المؤشرات وضعت اليمن ثانيا في معدلات الفقر الدولية، ويتوقع معها أن تعاني البلاد من أكبر فجوة فقر (المسافة بين متوسط الدخل وخط الفقر ) في العالم.
ارتفاع نسبة الفقر في اليمن يرجع، بحسب الخبراء، إلى العدوان والحصار الأمريكي، وآثاره على الاقتصاد الوطني وما خسر من أنشطته منذ عام 2015، فضلاً عن تعطيل الأسواق والمؤسسات وتدمير البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي “فلا حل لوقف هذا التدهور والآثار الكارثية المترتبة عليه إلا بوقف العدوان ورفع الحصار بشكل كلي وعاجل والذهاب إلى مشاورات جادة تنجز اتفاقا شاملا وعادلا”، بحسب الخبراء.
“استمرار العدوان والحصار لا يضع في حسابه صناعة مجاعة مرعية دوليا فقط، بل يعمد لترسيخها لأمد طويل ولتأخير التعافي من ظاهرة الفقر وآثارها المرتبطة بحاضر ومستقبل التنمية المستدامة” كما تؤكد وزارة التخطيط وهو ما سبق ونص عليه تقرير سابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “أكثر من أربع سنوات من القتال أعاقت التنمية البشرية لمدة 21 عامًا!”.
هذه الاوضاع المأساوية تؤكد يوما بعد يوم صمودا اسطوريا للشعب اليمني ربما لم يسبق له مثيل في ظل تعدد اوجه العدوان والحصار ومداه الزمني، في وقت يواجه شباب اليمن تحالف العدوان عسكريا بصمود وثبات وتطوير استراتيجي وعسكري حقق الانتصارات التاريخية.