العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتصاعد في ظل صمت دولي مريب
تصاعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي حيث يواصل طيران الاحتلال ومدفعيته قصف مناطق متفرقة من القطاع المحاصر في ظل صمت دولي مطبق ومريب.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طائرات الاحتلال ومدفعيته لم تتوقف منذ ليل أمس عن قصف معظم أنحاء وبلدات القطاع ما أدى إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال وامرأة وجنينها وإصابة العشرات ليصل عدد الشهداء إلى 286 فلسطينيا وأكثر من 30 ألف مصاب بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقتها في الثلاثين من آذار 2018.
دوي الانفجارات لا يزال يسمع في قطاع غزة وسط تصاعد أعمدة الدخان واللهب من المناطق التي تتعرض للقصف الإسرائيلي العنيف فيما تسارع سيارات الإسعاف إلى أماكن القصف لانتشال الشهداء والجرحى.
ويقول المسعف ممدوح حلس لمراسل سانا: “جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال.. دخلنا إلى منزل يعود لعائلة أبو عرار شرق مدينة غزة وكانت الصدمة أن الأم وطفلتيها غارقون في دمائهم بعد قصف منزلهم” مشيرا إلى أن الرضيعة صبا فارقت الحياة على الفور بعد إصابتها بشظايا في رأسها وصدرها جراء القصف الذي استهدف منزلهم فيما فارقت والدتها الحامل الحياة لاحقا في مجمع الشفاء الطبي جراء إصابتها البليغة.
ولم تتوقف حكاية الموت واستهداف الأطفال الأبرياء من قبل الاحتلال عند هذا الحد فيروي محمود الزعانين تفاصيل نجاته من الموت في قصف للعدو الإسرائيلي استهدف محيط منزله شرق مدينة بيت حانون شمال القطاع فيقول: فجأة سمعت انفجارا ضخما وقع في محيط المنزل ثم تلته سلسلة من الانفجارات التي اهتز المنزل بسببها.. أسرعت نحو أطفالي الخمسة لأحاول نقلهم الى مكان آمن بعد أن تناثر زجاج المنزل بفعل الانفجارات فوجدت الدماء تسيل من وجه طفلتي الصغيرة إيناس التي لا تتجاوز أربعة أعوام.. أصبت بالصدمة وسارعت لإسعافها إلى المشفى رغم القصف.
وتابع الزعانين: هذا الاحتلال لا يفرق بين طفل وامرأة ويواصل إجرامه ولا يزال العالم يلتزم الصمت على جرائمه البشعة.. يجب أن يحاسب على جرائمه.
الملاعب الرياضية هي الأخرى لم تسلم من القصف الإسرائيلي فقد قصفت طائرات الاحتلال ملعب بيت لاهيا لكرة القدم ما تسبب بدمار كبير فيه كما طال القصف الهمجي العديد من المزارع والمنشآت الزراعية التي تعرضت للتدمير الكامل.
وفي إطار ردها على العدوان الإسرائيلي أطلقت المقاومة الفلسطينية اليوم نحو 150 صاروخا سقطت في مدينتي عسقلان وأسدود وفي عدد من المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وعلى الرغم من وحشية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس والصمت العربي والغربي المطبق حيال هذا العدوان يؤكد الفلسطينيون تشبثهم بأرضهم وتمسكهم بحقوقهم وإصرارهم على منع تمرير ما يسمى “صفقة القرن” واستعدادهم للتضحية في سبيل ذلك.