العالم ينتخب في سورية .. فماالذي سيقطع؟ رأس التاريخ أم يد الناتو؟؟
لاشيء يحيل القضايا العادلة الى قضايا مكروهة مثل أن ننافقها ونبالغ في قداستها ونطعم فمها لحم الأساطير ونسقيه النبيذ ليثمل ونكسو جسدها بثياب الخرافات .. ولكن لاشيء يسيء للانتصارات البشرية الكبرى التي تمضغ لحم الأساطير وتسفك دم الخرافات مثل أن نخلع عنها الدروع ونجردها من السيوف ونلبسها ثياب الدراويش والزاهدين والنساك المتصوفين ..ونطلب منها أن تسكت تواضعا ..
ما حدث في بلادنا هو اننا أدخلنا العالم كله في عهد جديد .. وسفكنا دم الأسطورة .. وووزعنا لحم الخرافة على أطباق الدراويش وموائد المظلومين .. ودحرنا مؤامرة كونية كانت تريد أن تمضغ لحم بلادنا وتوزعه على موائد الكبار أصحاب الأساطير .. ولذلك يستعد العالم هذه الأيام لخوض أكبر عملية انتخابية في القرن الواحد والعشرين على الأرض السورية .. انها انتخابات القرن دون منازع ودون أية مبالغة .. وعلى وزن “أم المعارك” التي خسرها صدام حسين فانها “أم الانتخابات” التي ستقصم ظهر النظام العالمي الجديد الذي أرساه جورج بوش الأب لأنه لايمكن أن تنتهي حرب عالمية وصراع كوني مكثف في بقعة الا بانتخابات لها مذاق العالمية ..
وبالطبع فان اللامبالاة التي يبديها بعض الساسة في العالم والمخلوطة بلغة التهديد والوعيد ولغة الاحتقار والاستخفاف بعملية الانتخابات الرئاسية السورية لاتستطيع أن تخفي حجم الغيظ والكمد والاستعداد الذي ينخرط فيه العالم كله لخوض هذه الانتخابات ولكن على طريقته المليئة بالنذالة والدناءة والديكتاتورية الرأسمالية التي لاتستطيع أن تعيش مع واقع مفروض عليها ..وتكاد تصاب بالهستيريا ..وبدأ العالم التصويت في الانتخابات السورية بقذائف الهاون والتفجيرات والتصعيد العسكري ومحاولة كسب الانتخابات عبر كسرها بأي ثمن ..
هذه الانتخابات هي رسالة في بريد العالم بأننا سنجري الانتخابات التي نقررها نحن رغم أنف جميع مؤسسات بان كيمون وفيلتمان التي انهمكت في عملية تدمير شرعية الدولة السورية على مدى ثلاث سنوات .. هذه انتخابات تقف على حدودها الفواصل بين القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين .. وهي أول مراحل التعبير عن انهيار النظام العالمي الذي أقيم بتقنية غزو الشعوب المباشر أو حقنها بمواعظ الحرية وثرثرة الديمقراطية والثورات المصنعة التي تسير على الريموت كونترول .. بدأت هذه التقنيات الرهيبة التي تغير من زمرة دم الشعوب ودقات قلوبها وتقوم بعملية التنويم المغناطيسي بتذويب الاتحاد السوفييتي .. ولكنها ذابت دون توقع في دمشق وتغيرت في دمشق دقات ساعة الزمن منذ هذه اللحظة .. والاختراع الذي صب فيه الغرب كل عبقريته منذ مئة سنة (أي تكنولوجيا الثورات الشعبية) لم تعد له قيمة على الاطلاق بعد أن شاهد العالم هذا الاختراع يتفكك ويتحطم .. وصارت الدنيا مدينة لنا بأننا فككنا شيفرة الثورات الشعبية الصناعية .. لأن ماسمي ثورة سورية لو انتصر لاستمرت الخديعة ووصلت الى الصين والهند وروسيا ..
الانتخابات الرئاسية السورية لم تعد تعني الشعب السوري وحده .. لأنها رسالة بريدية الى جميع شعوب العالم بأننا ندشن عصر الشعوب الحرة التي دمرت آليات عمل النظام العالمي الجديد وتدمير نظريات السطو على التاريخ والشعوب والجغرافيا التي أرساها جورج بوش الأب في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي حيث احتفل وأعلن عن وصول أنسام الحرية والنظام العالمي الجديد الى العالم .. وكان مذاق الحرية التي حملتها نوافذ النظام العالمي الجديد دما وحروبا استباقية وأشلاء ودموعا وأحزانا وانكسارا لأحلام الأمم بالحرية والحياة الكريمة .. وكان ذلك ايذانا بعودة الحضارة الانسانية الى عصر العبودية ولتصل الى العبودية الأقسى التي تتحول من استعباد الأفراد والجماعات الضعيفة في أسواق النخاسة الى نموذج الاستعباد الشامل لأمم بأكملها وشعوب واسعة واستعباد لثقافتها وتاريخها ومستقبلها أفقيا وعموديا كما هو حال شعوب الخليج العربي المحتل والجزيرة العربية وشعوب افريقيا ومعظم المجتمعات الاسلامية ..
بل ان في نظريتي صراع الحضارات ونهاية التاريخ ظهورا جليا وميلا لايخفى لدى المنظرين وصناع القرار الغربيين أنها نظريات تعني اطلاق العنان لعملية تطبيق النظام العالمي الجديد دون رحمة على أنه تطور طبيعي لمنطق صراع الحضارات .. وتوطئة لحتمية أن استبداد النظام العالمي الجديد هو من قبيل الواقعية والحتمية التاريخية للحضارات التي تفوز في الصراع .. وبمعنى آخر فان عملية السطو على الشعوب المهزومة هو من باب لعبة التاريخ في “تقاتل الحضارات” وتصارعها حتى الموت كما لو أنها في موسم تكاثر الحيوانات وصراع الذكور على الاناث .. على الرغم من أن مايحدث تاريخيا بين الأمم هو تداول الحضارات وتحرك مركز الثقل الحضاري من مكان الى آخر دون موت واندحار ..
فالحضارات البشرية لاتموت بل تتحول كما الطاقة .. لكن تداول الحضارات أعطي شكلا عنيفا واستبداديا فسمي (صراع الحضارات) بكل مايحتويه المعنى من سلبية وعنف وموت للآخر .. فالصراع ليس درجة عادية من التنافس ولاهو تداول لسلطة التاريخ والزمن كما يتم تداول السلطة في السياسة بل هو تعبير عن استحالة التعايش بين طرفين بحيث لايبقى أحدهما الا اذا صرع الآخر كما لو أنه صراع بقاء بيولوجي يترجم الداروينية البيولوجية الى داروينية حضارية وسياسية .. فهناك أنواع من الحضارات تموت كما تموت الحيوانات التي لاتقدر على حماية نفسها من حيوانات أفضل منها وأصلح للبقاء .. وكان النظام العالمي الجديد يعني أن الداروينية السياسية هي التي ستحكم العالم .. فمن لايقدر على حماية نفسه فقد خسر صراع البقاء .. وعليه ان يموت ليبقى الآخر ..
ومن هنا أخذ التغيير في العالم العربي والاسلامي شكل التحطيم والقتل المبرم لكل شيء حتى درجة الاستئصال التام للخصم الحضاري ثقافيا وأخلاقيا ودينيا وفكريا وعقائديا واقتصاديا لأنه صراع ينتهي بموت الطرف المهزوم وتحنطه ..
انها نظريات قامت لتبرير عملية السطو المسلح على حضارات الآخرين وبلغت ذروة الاستبداد الحضاري في التعبير العلني عن النية في “قتل التاريخ” والاستعاضة عن كلمة قتل التاريخ بعبارة (نهاية التاريخ) الشهيرة .. وكان النظام العالمي الجديد يقوم بعملية القاء القبض على التاريخ والجغرافيا وتقييد معصميهما وزجهما في السجن لمحاكمتهما على الطريقة البهلوانية في محاكمات الرؤساء العرب التي تنتهي بقتلهم بوحشية وسادية .. فقد كان التاريخ يموت في العراق ومعه تحتضر الجغرافيا القديمة لبلاد مابين النهرين .
ونجح النظام العالمي الجديد في أسر التاريخ والجغرافيا في وادي النيل من السودان الى ليبيا .. وبدأ يحاصر سورية ومصر واليمن وهذه الشعوب هي قلب التاريخ القديم والجغرافيا القديمة .. وبدا الآن أن الاجهاز على التاريخ القديم والجغرافيا القديمة باعلان تفكك بلاد مابين النهرين وبلاد الشام ومصر ووادي النيل هو موت للتاريخ والجغرافيا القديمين لان هذه الدول هي وعاء الشرق الذي سكبت فيه كل أحداث التاريخ وتموجات الجغرافيا وأمواج الثقافة القديمة .. وسيعني هذا ماهو أخطر من ذلك أي قتل الثقافة التي تحملها أعمدة التاريخ والجغرافيا في هذه المنطقة .. فتفكك المنطقة الى دويلات متناحرة سيفكك التاريخ لأن كل دولة جديدة ستقتطع حصة من التاريخ تلائمها لتمضغها أجيالها كما يتحدث ابناء سايكس بيكو عن اربعة نسخ من التاريخ (الذي هو اصلا تاريخ واحد) كما لو كانت أناجيل مقدسة بروايات وشخصيات مختلفة .. وصار لبنان مقدسا .. والأردن مقدسا .. والقرار الفلسطيني المستقل مقدسا ..ويوما ستصير غزة مقدسة .. وسيناء مقدسة ..
والأنبار مقدسة .. والبصرة .. والنوبة ..ووو
وانعكس ذلك التفكك الحالي في تاريخ وجغرافيا بلدان الشرق في ظهور الثقافة الدينية المريضة التي عبرت بدقة عن تآكل التاريخ والجغرافيا والثقافة الاسلامية كما لو أنها جسد ينهشه الدود الملتحي .. فانتشرت التيارات التكفيرية كتعبير عن ضعف جهاز المناعة الذاتي للاسلام كما يفعل الايدز بمناعة ضحاياه .. وانتشر اسلام جديد مريض متجرثم لاعلاقة له بالتاريخ القديم ولا الجغرافيا القديمة لأنه لم يعد ينتمي ثقافيا الى هذه المنطقة .. فهو مصاب بالجنون كما تصاب خلايا الجسم المناعية بالجنون أحيانا فتفتك بخلايا الجسد نفسه كما لو أنها خلايا عدوة وغريبة ..والسبب هو عملية قتل التاريخ والجغرافيا ..
الرسالة للعالم كله عبر الانتخابات السورية صريحة ومفادها بأن عملية انقاذ التاريخ والجغرافيا التي قام بها الشعب السوري والدولة السورية والجيش السوري قد نجحت وأن عملية تعطيل نظريات صراع الحضارات ونهاية التاريخ لن تتم الا اذا تحطمت ارادة النظام العالمي الذي يسير بمحركات صراع الحضارات وتدفعه مجنزات نهاية التاريخ .. ولذلك فان الاصرار على منع اسقاط الرئيس السوري أو تحديد هويته من قبل اصحاب النظام العالمي الجديد هو ايقاف لعجلة صراع الحضارات واحياء لصمود الحضارات وتماسك الثقافات.. وهي انعاش للتاريخ الذي ادخله منظرو النظام العالمي الجديد الى المحاكم العنصرية (التي تشبه الهيئات الشرعية للثورة السورية) أو غرفة الاعدام ..
وأول تحد سيكون لمسننات النظريات ومجنزرات النظام العالمي الجديد هو أنه لايمكن أن يقرر اسم رئيس سورية أو شرعية انتخابات سورية أو في أي بلد بعد اليوم الا مواطنو ذلك البلد .. وفي سورية بالذات فانه سيقرر من قبل المواطن السوري ومن قلب سورية وليس من قلب باريس ولندن .. كما أن الرئيس السوري سيكون هو الرئيس الوحيد في العالم الذي لا تقرره الانذارات والأيام المعدودة ولاصفقات مجلس الأمن ولا حفلات الشاي الديبلوماسي التي تعزل الملوك والأمراء وتعين اولياء العهد .. علاوة على ذلك فان الانتخابات الرئاسية السورية تعني أنه يستحيل أن يتم انزال الرئيس السوري بالمظلات وتزليق مروره الى الكرسي بعد نقعه بالزيت الأسود والباسه الطربوش العثماني أو غسيله في جامعات باريس وتنشيقه بمناشف الربيع والثورات الصناعية .. أنه أول رئيس في العالم يتجاوز النظام العالمي الجديد ويثقبه .. ويثقب معه نظريات صراع الحضارات والداروينية السياسية .. ويثقب نهاية التاريخ ..ويثقب مجلس الأمن والفصل السابع .. ويثقب الأيام المعدودة .. ويثقب الصدور التي نفذ صبرها ..وثقب شعار الشعب يريد اسقاط النظام ..ويثقب هنتيغتون .. ويثقب فوكوياما ..
وهذه ستكون في نظر دهاة السياسة الغربية وواضعي نظرياتها ظاهرة غير مسبوقة .. ولذلك تستعد كل أجهزة الاستخبارات الغربية والعربية مدعومة بتقنيات الغرف الاعلامية للتصويت على طريقتها في الانتخابات الرئاسية السورية .. وتتم عملية تصنيع شعارات المرحلة الانتخابية وتمثيليات الثوار وتشنجات المعارضة .. ويتم استدعاء الكتاب والصحفيين في عملية اشبه بعمليات الاستنفار للوحدات القتالية على خطوط النار .. للقيام بعمليات انزال لمقالات تتلوى بين اللامبالاة وبين البصاق .. وهناك مشاريع كثيرة اعلامية وحلقات بدأ الاعداد لها الى جانب حزمة من الشائعات المرتبة والمسرحيات والأدوار الموزعة سلفا والتي وصلت نسخ منها الى القصر الرئاسي السوري .. الا أن عمليات التصويت الحقيقية ستكون بعمليات تصعيد عسكرية ..
ويبدو لكثير من المهتمين أن الحدود السورية هي صناديق الانتخاب التي سيدلي بها العالم بصوته .. ويتوقع البعض أن تكون حلب صندوق بريد الرسائل الغربية الرئيسي .. فهناك اصرار على جعل الانتخابات ناقصة باخراج حلب بأي ثمن من الانتخابات لما تحمله من وزن سكاني ومعنوي .. ليقول من ينتقد الانتخابات بأنها لاتمثل الشعب السوري لأن حلب خرجت عن السيطرة .. ولكن الدولة السورية ستجعل في حلب يوم الزفاف السوري ..كما أن القرار الحاسم المتخذ هو أن اليد التي ستمتد على حلب لاقتطاعها فستقطع من جذورها وان كانت يد الناتو نفسه .. وهذا قرار محور كامل .. لاقرار عاصمة واحدة ..ومن ينتظر يدي اردوغان فعليه ان ينصحه بأن يحافظ على يديه من القطع .. واذا كان حزب الله يريد عبارة ردع تقول العاصمة بالعاصمة والمطار بالمطار .. فان شعار الجيش السوري وحلفاءه الحاسم ورسالتهم التحذيرية كما يقال هي أن حلب بمدينتين ..وربما يدلل على ذلك حجم ونوع السلاح الروسي الذي تدفق مؤخرا الى موانئ سورية حسب مطلعين موثوقين ..
الشعب السوري ينتظر العالم ماسيقوله لأن ماسيقوله سيتردد في تجارب شعوب العالم التي تريد الانعتاق من ربقة العبودية لنظريات النظام العالمي الجديد .. لأن العالم لايستمع الا لمن يتحداه وينتصر .. أذن العالم لاتسمع الاصوات الخفيضة وعينه لاترى القامات القصيرة ولا الشعوب البدائية وموائده لايجلس عليها العبيد .. لكن العالم يصيخ السمع للزئير .. ويعجب من الشعوب التي يضطر لرؤيتها الى النظر نحو الأعالي التي ترتفع فوق هامته ..
وفيما سيصوت الشعب السوري في الداخل فان الجيش السوري لديه مهام تصويت في غاية الأهمية في مجموعة من الصناديق الساخنة عسكريا .. وسيضع الجيش (كما تتوقع مؤسسات غربية عسكرية متابعة بدقة للأحداث واتجاهها) في صناديق الانتخاب القتالية مجموعة من العمليات الهامة جدا والمفاجئة جدا وهي من العيار الثقيل حسب مايتردد في بعض الكواليس .. ونستطيع القول بكل ثقة الآن أن الجيش السوري هو الذي سيدلي بصوت مسموع في صناديق المجموعات المسلحة .. والتي ستجعل الانتخابات السورية تنتهي بفوز ارادة الشعب السوري .. ويردد البعض وكأنه اليقين أن عملية تتويج الرئيس السوري “القادم” يجب أن تكون في عرس حلبي قبل نهاية العام ..وأتمنى من كل قلبي ان يكون يقين هؤلاء لايقبل الشك..
هذه الانتخابات ستحقق لي أمنية عمرها ثلاث سنوات .. وستطفئ لي نارا لم تخمد منذ ثلاث سنوات .. فكم وددت أن أصفع عبارة ” الأيام المعدودة” وأشدها من أذنيها .. وكم أثارت سخريتي أحلام الصلاة العثمانية في دمشق وتمنيت أن أركل قفا أردوغان وهو يسجد .. وكم رغبت في أن ألبس شعار “الشعب يريد اسقاط النظام” أكفانا لأدفنه في مقابر الرذيلة والخيانة ومقابر العائلة لآل برنار هنري ليفي التي ينتمي اليها هذا الشعار .. وكم تمنيت أن أبصق في وجه بان كيمون وفي فم أممه المتحدة ومبعوثيه .. وجها وجها ..وفما فما .. وبانكيمونا وراء بانكيمون ..
وكم حلمت في أن أنثر في حقول الكلام بذارا جديدا لينبت لغة حمراء لاتشبهها لغة .. وكم حلمت أن تخصب أرحام اللغة بعد أن أعلن زفافها على كلام جديد .. وتملأ الأفواه بسلالاتها الجديدة الطاهرة الوردية التي كان حبل السرة فيها يغذيها برحيق الياسمين الدمشقي الممزوج بدمنا السوري .. فلا تطفو على أجسادها بقع الزيت الأسود وبقع الجهل والجدري .. ولايقبل جسدها الرشيق عباءة مذهبة مفصلة من قماش البترودولار .. بل قميصا رقيقا من النعناع غزلته أصابع نزار قباني ..
ولكن هاهي “الأيام المعدودة” تمد وجهها الدميم الغربي الملامح مستسلمة لكي نصفعها جميعا ولندوسها بأقدامنا في يوم الانتخابات الرئاسية السورية .. وها نحن نطوي سجادة الصلاة العثمانية لنصنع منها سروجا لخيول تحملنا الى حدود حلب ومابعد حلب .. وهانحن اليوم نمسك سليلة عائلة برنار هنري ليفي “الشعب يريد اسقاط النظام ” ونلبسها الأكفان .. لتسقط في أعماق صندوق الانتخاب ليكون قبرها .. ليكتب الرئيس السوري ” الشعب السوري يسقط النظام العالمي” ..
في الانتخابات الرئاسية السورية سأذل هذا العالم الأرعن الصلف بورقة انتخاب أتحدى فيها العالم الذي أراد اذلالي .. وسأحتقر الأمم المتحدة وأمها الولايات المتحدة اللتين لم يعد لهما وظيفة الا احتقار الأمم قاطبة وصناعة الثورات الملونة ونهايات التاريخ والأمم والثقافات .. وسيتاح لأول مرة لكل مواطن سوري أن يصفع وجه باراك أوباما وأن يجول على رجال الكونغرس ليقفوا بالدور أمامه ليصفعهم واحدا بعد الآخر وخاصة جون ماكين .. وسيتمكن السوري من أن يركل الحلزون ديفيد كاميرون على قفاه بحذائه .. وأن يتجول على أكتاف حمار الاليزيه هولاند في ممرات الاليزيه .. وستكون هذه الانتخابات الرئاسية فرصة لامثيل لها ليقلع المواطن السوري عيني أردوغان اللتين نظرتا نحو الجنوب وتلصصتا كعيون الزعران والمجرمين ..
ولاتنس أيها المواطن السوري أن تدوس قذائف الهاون بحذائك كما تدوس أعقاب السكائر .. لأن التصويت بقذائف الهاون لايهزم جراحنا .. قذيفة الهاون قد تحدث جرحا في وجه مدينة قديمة مباركة .. لكن الهوان ليس بالهاون بل أن نقبل أن من يصوّت بالهاون يمكن أن يفهم الحرية وينتصر للحرية والانسان .. ومنتهى الهوان أن تهزم قذيفة هاون جرحا .. قذيفة الهاون تخاف الجرح الذي لايخشى الهاون ..والذي يلوك قذائف الهاون بين شفاهه الرقيقة الحمراء.. ويمضغ لحمها كما مضغنا يوما لحم الميركافاه .
نارام سرجون – سوريا الآن