الطفولة على أعتاب الطرقات.. بين أزمة النزوح والاتجار بالبشر
سلبتها الحرب مقعد دراستها. رماها الفقر في الأزقة. افترست الطرقات طفولتها. رغم صغر سنها تتجوّل في طرقات بيروت لتستعطف المارة علّهم يشتروا بضاعة أنهكت يديها. إنها طفلت تركت حضن الوطن لتبحث عن مأمن، فوقعت ضحية تجّار البشر. استُغلت أسوأ استغلال. حالها كحال الكثيرين من أقرانها. ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في زمن الحرب.
بهذه القصة، افتتحت جمعية “مجتمع المودة المدني” برعاية “مجموعة بسمة الدولية للمساعدة الانسانية” مؤتمرها الدولي تحت عنوان “النزوح ما بين حقوق الإنسان والاتجار بالبشر” في فندق الريفييرا في بيروت، حيث تخلل المؤتمر برنامج متكامل عن مفهوم حقوق الإنسان ضمن النطاق الدولي وضمن لبنان بشكل خاص ومفهوم الاتجار بالبشر، ودور الحكومة اللبنانية وقوى الأمن العام في ظل النزوح السوري، كما تضمّن دور المجتمع الدولي والمحلي والمدني في دعم قضايا حقوق الانسان والتعامل معها بالنسبة لأزمة اللجوء، وأثر واقع النزوح في قضايا العنف تجاه النساء والفتيات.
المدير العام لمجموعة “بسمة الدولية للمساعدة الانسانية”، غولشان صغلام، أكدت في حديث لموقع “العهد الإخباري” أنّ” هذا المؤتمر يسلّط الضوء على أهمية تطبيق مبادئ حقوق الإنسان عبر المواثيق والاتفاقيات التي وقّع عليها لبنان”، مؤكدة أن “الحكومة اللبنانية ملزمة تجاه المجتمع الدولي بتطبيقها”.
وأضافت صغلام “إنّ الواقع يعكس انتهاكا صارخا لقضايا حقوق الانسان فيما يتعلق بقضية “اللجوء” السوري خصوصاً حقوق الطفل والمرأة”، معتبرةً “أنهما الضحية الأولى ومن الواجب حمايتهم”.
وتابعت صغلام “تسعى مجموعة بسمة لايجاد أرضية مناسبة لعودة اللاجئين الى المناطق الآمنة وتأمين حياة كريمة لهم خصوصاً بعد انتهاء الحرب”، مشددةً على أن” الأمر يحتاج خطة وطنية ودراسة معمقة”.
بدوره، المدير العام لجمعية “مجتمع المودة المدني” عبد الفتاح الأحمد أكد أن” المؤتمر يتطرق الى قضية إنسانية عمرها ست سنوات، وهذا المؤتمر أقيم من منطلق المسؤولية تجاه المجتمع”.
وفي حديث لـ “العهد” أشار الى أنّ” الجمعية لم تهمل هذه القضية وقدمت الرعاية للاجئين، وحاولت قدر الإمكان الحفاظ على مستوى الوعي لديهم تجاه قضيتهم خصوصا في التعامل مع الدولة المضيفة”.
وتطرق الأحمد الى بعض المشاكل التي خلفها النزوح السوري، مشدداً على قضية عمالة الاطفال التي استفحلت بشكل كبير بعد الأزمة السورية.
في غضون ذلك، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي ورئيس مكتب مكافحة الاتجار بالاشخاص وحماية الآداب العقيد جوني حداد أفاد في كلمة له خلال المؤتمر أن” المديرية أحصت 19 ضحية اتجار بالبشر و13 موقوفاً بجرم الاتجار عام 2015، بينما ارتفعت هذه النسبة الى 87 ضحية و28 موقوفاً عام 2016، وحتى اليوم من عام 2017 أحصت المديرية 44 ضحية و31 موقوفاً”.
وفي هذا السياق، أشار ممثل “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان” ريشار عقيقي الى أن “في كل دقيقة يترك 42 شخصًا حول العالم منازلهم غصبًا، مضيفاً “إنه في لبنان يوجد قرابة المليون و11 ألف نازح سوري مسجل في المفوضية”.
ولفت عقيقي في كلمة له خلال المؤتمر الى “أن 71 % من “اللاجئين” يعيشون تحت خط الفقر أي بمدخول 114$ في الشهر”.
[ad_2]