الطائرات المعادية سلكت طريق الساحل السعودي في طريقها لقصف مصنع اليرموك السوداني
صحيفة المنار الصلدرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
هي ليست المرة الاولى التي تقوم فيها طائرات اسرائيلية باستهداف اهداف ثابتة واخرى متحركة على الاراضي السودانية، فالطائرات الاسرائيلية اخترقت في العام 2009 الاجواء السودانية وقامت بقصف قوافل للشاحنات وسيارات الدفع الرباعي كانت متجهة باتجاه الحدود السودانية المصرية، واعترفت جهات امريكية في حينه بأن اسرائيل متورطة بعمليات القصف وأن الهدف كان احباط عمليات تهريب للقذائف والصواريخ المتطورة باتجاه قطاع غزة عبر الاراضي المصرية. وفي شهر نيسان 2011 قامت طائرات مجهولة الهوية بمهاجمة سيارة خاصة بالقرب من ميناء بور سودان، وقتل في الهجوم تاجر سلاح كبير.
وفي شهر ايار من العام 2012 انفجرت سيارة في منطقة قريبة من ميناء بور سودان وقتل تاجر للسلاح ومساعد له.
دوائر سياسية مطلعة ذكرت لـ (المنـــار) أن عملية قصف مصنع “اليرموك” للتصنيع الحربي الواقع في منطقة “الشجرة” جنوب الخرطوم، تأتي في ظل رغبة القيادة الاسرائيلية وبالتحديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وايضا وزير دفاعه ايهود باراك في استغلال احداث امنية لرفع فرصهم في الانتخابات المبكرة التي ستجري بداية العام القادم. الا أن هذه ليست الغاية الوحيدة من عملية قصف المصنع الحربي في الخرطوم، وهو مصنع تابع للدولة السودانية، وليس مصنعا سريا أو معملا سريا يقوم بتصنيع الاسلحة غير التقليدية كما تحاول بعض الجهات ان تشيع. لكن على اية حال العملية لم تكون الاولى ولن تكون الاخيرة.
محللون اسرائيليون يحاولون النظر الى عملية قصف المصنع الحربي السوداني، على انها وسيلة لارسال رسائل الى ايران بان اسرائيل تمتلك القدرة على الوصول الى اهداف بعيدة عن الاراضي الاسرائيلية، وهذا يعني انها قادرة على الوصول الى منشآت ايران النووية. وفي حال صدقت الادعاءات بان المصنع يقوم بتصنيع القذائف الصاروخية بانواعها، فمن غير المستبعد أن تكون اسرائيل قد اختارت الرد على التصعيد على الحدود مع قطاع غزة، باستهداف المصادر وطرق الامدادات في اطار رسالة تحمل الكثير من المعاني وموجهة الى الكثير من الاطراف. لكن المسار الذي استخدمته الطائرات المقاتلة في طريقها لتنفيذ الهجوم هو ما بدأ خبراء ومحللون عسكريون في رسمه مؤكدين أن الطائرات الاسرائيلية حلقت بالتأكيد فوق الساحل السعودي مع البحر الاحمر قبل أن تدخل الى العمق السوداني وصولا الى الخرطوم. وان المسار الذي سلكته الطائرة في عمليات استهداف سابقة هو نفس المسار الذي سلكته الطائرات التي استهدفت المصنع الحربي.
يذكر أن هناك مكتبا للتنسيق الامني يضم عددا من دول المنطقة ومنها عبية من بينها اسرائيل باشراف أمريكي مهمته محاربة ما يسمى بتهريب السلاح في أعالي البحار.
مصادر دبلوماسية ذكرت لـ (المنـــار) أن عملية قصف مصنع السلاح السوداني تمت بتنسيق بين تل أبيب وواشنطن في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ، واشارت المصادر الى أن طائرات حربية أمريكية شاركت الطائرات الاسرائيلية في قصفها للمصنع المذكور، وجدير بالذكر أن هناك مناورات اسرائيلية أمريكية مشتركة منذ ايام كما أن رئيس المخابرات الامريكية قام بزيارة سرية الى اسرائيل سبقت عملية القصف.