الصهيونية عدوتنا الأولى ونحتاج الوقوف بوجهها
(دولة إسرائيل هي لشعب إسرائيل الذي اختاره الله ووعده دون سائر البشر بهذه الأرض. أرض الميعاد أو الأرض المقدسة )، هذا مايعتقده اليهود اليوم . وهكذا ينظرون وهي فكرة ليست دينية انما سياسية استمسكت بها اطرافها ونظرة شوفينية متطرفة بعيدة عن الدين تعتمد عليها الحركة الصهيونية لنشر افكارها.
وقد فندها القران الكريم (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) .
لان لا تمايز عند الله بين البشر والكل متساوون عنده مثل اسنان المشط و عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
و الصهيونية هي التي ابتدعتها ليتعاطف اليهود معها ولكي تصل العنصرية هذه إلى منتهاها عندما تنظر إلى بقية الشعوب على أنهم جميعا غوغائيون لا يستحقون الحياة. ولهذا فإن على اليهود أن ينعزلوا عن بقية الشعوب ليحموا أنفسهم ويصونوا جنسهم النقي من الاختلاط بالغوغاء والحشرات والأشرار من بقية شعوب الأرض والقران الكريم يقول ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) الذين يعتقدون انهم خلقوا على هيئة الإنسان لكي يكونوا في خدمة «الجنس اليهودي النقي»، حسبما ما تذكره معظم المراجع العلمية التي تبحث في جذور الصهيونية. ولعنهم القران الكريم :
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ)
نستطيع أن نقول مع الباحثين إن الكيان إسرائيل في حقيقته هو كيان استيطاني عنصري توسعي وهذا ما لمسناه خلال وجود الدولة اللقيطة على ارض فلسطين التي لا تقوم على فكرة المواطنة وإنما على أساس التمييز والفصل بين اليهود وغير اليهود وإن كانوا يحملون جنسية كيانهم الشاذة. وحتى العرب في فلسطين وهم السكان الأصليون – قبل 1948 – يخضعون لتمييز عنصري واضح ولا يتمتعون بحقوق المواطنة ويعانون من هذه الظاهرة التعسفية .
وقد خرجت اخيراً تظاهرات ليهود افلاشة الاثيوبيين في تل ابيب ضد التمييز العنصري التي تمارس ضدهم ، وقد ساعدهم النفوذ الواسع بين الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا وخاصة في مجال الإعلام والأموال ، في نهوضهم مادياً ومعنوياً . وعن طريق منظماتهم الاخطبوطية التي توغلت في جميع مفاصل الحياة هناك . هذه الخطوات ساعدتهم في الاطلاع على الكثير من خفايا الحضارة الغربية وأسرارها، وجعلهم يستفيدون بأكبر قدر ممكن في سبيل جعل هذه المؤسسات الغربية الهامة في خدمة الكيان الصهيوني في مجالات التربية والتعليم والتكوين والإعلام، وبذلك استطاعوا أن يعتمدوا الحضارة الغربية مصدر من مصادر فلسفتهم في التربية، بل وأن يسخروها في خدمة أهدافهم التربوية لبناء مجتمعاتهم على نمط الصيغة الغربية عن العالم الثالث، وهكذا فإن هذه المصادر تشكل ترابطاً وتشابهاً فيما بينها بحيث يشكل الدين اليهودي تجسيداً لمعتقدات اليهود وحاملاً لتراثهم عبر التاريخ، في حين تمثل الحضارة الغربية، “العقلانية العلمية عندهم “.
من هنا يعتقد أن الحركة الصهيونية هي خلاصة تاريخية للتفاعل بين (الدين اليهودي) و(الحضارة الغربية) وهي زائلة ، ” كما في سفر اللاويين “33وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحَشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً.” وفي سفر التثنية ” فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. 64وَيُبَدِّدُكَ الرَّبُّ فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا،”. وتمتزج هذه المصادر الثلاثة كما سبق وان ذكرناها لتشكل لنا صورة المصدر الرابع،وهو الكيان الاسرائيلي الذي يعتبرون وجوده مصدر من مصادر البقاء لهم.إذ لايمكن بدون تكوين مجتمع موحد من اليهود تحقيق أهداف تربوية صاغتها المصادر الثلاثة الأخرى”.وملامح الاجرام الذي نشاهده اليوم.من عمليات الإرهاب و القتل الجماعي و الاغتيالات والتصفيات التي يمارسها الصهاينة نابعة من هذا الفكر والعقيدة اليهودية المستمدة من خرافات وأساطير التلمود والتي أكدتها الصهيونية قولاً وعملاً، حيث مارستها على ارض الواقع في فلسطين المحتلة ، وكانت التربية اليهودية بخلفيتها الدينية والتوراتية التلمودية العنصرية، وبفلسفتها المستمدة من تعاليم الصهيونية العدوانية، هي الوسيلة الأولى والأهم التي استخدمت لتحقيق أهداف الصهاينة في إنشاء الكيان الصهيوني وبقائه. وقد صدر قرارمن الأمم المتحدة برقم 3379م باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وذلك بتاريخ 10/11/1975، وقد صوَّت لصالح القرار 73 دولة، بينما صوتت 35 دولة ضده ، وامتنعت 32 دولة عن التصويت.
إلا أن اللوبي الصهيوني ومن خلال نفوذه السياسي في الأمم المتحدة وبالتعاون مع حلفائه لا سيما أمريكا، وخلال 16 سنة من العمل المستمر، استطاع إجبار الجمعية العامة وفي خطوة غير مسبوقة، على إلغاء القرار واستبداله بالقرار رقم 8646 لتاريخ 16/12/1991 حيث صوت لصالح الإلغاء 111 دولة، وعارضته 25 دولة، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، وتغيبت 17 دولة عن الحضور، وجاء قرار الإلغاء في كلمات معدودة صاغها نائب وزير الخارجية الأمريكي آنذاك لورنس إيغلبرغ؛ “تُقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة نبذ الحكم الوارد في قرارها رقم 3379”. وتكلم الكثير من الباحثين عن الأيديولوجية الصهيونية وتطابقها مع العنصرية وانتقد الماركسيون لهما كفكرتين ينقضهما العلم. وفكرة اليهودي الخالص وفق التحديدات المهوية اليهودية تم صياغتها في إطار عنصري، وقد تحدث الباحث الامريكي الن تيلر، عن التطورات الأولى المعتدلة للحركة الصهيونية.
وأفولها أمام سياسات المنظمة الصهيونية فيما بعد، وخاصة بعد قيام (إسرائيل)، واعتمادها على التوسع والاستيلاء على حقوق العرب. لقد أثبتت دولة الكيان انها دولة عنصرية على مدار العقود والسنوات الماضية، وقد وصلت العنصرية في القوانين والمساواة بين مواطنيها فالأسود عندهم ليس كالأبيض والمتدين ليس كالعلماني والمسيحي ليس كاليهودي والروسي ليس كالغربي. وقد برزت العنصرية من خلال مشروع “الدولة القومية – اليهودية” الذي ناقشته الكنيست الصهيوني والذي تقدم به “ياريف ليفين” رئيس كتلة الائتلاف الحاكم في البرلمان بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- الذي يفترض أن يمنح نظام الفصل العنصري القائم حاليًّا في الكيان الصهيوني صبغة دستورية وقانونية. الكيان الاسرائيل الذي قام على جزء من فلسطين في 15/5/48 بتحالف بين الحركة الصهيونية وقوى التحالف الغربي واعتماداً على العنصر اليهودي وبتخاذل حكام العرب في ذلك الوقت ، يعتبر اليوم أحد مصادر فلسفة التربية عند اليهود نظرً لاعتماده على المصدرين السابقين، الصهيونية والدين ا ليهودي في مؤسسات التربية لعدد كبير من اليهود والذين هم يشغلون قسماً كبيراً من الاراضي المحتلة في فلسطسن حالياً والبالغ عددهم قرابة اربعة ملايين نسمة .
ولو القينا نظرة على مصادر الفلسفة التربوية القائمة عليها الصهيونية لوجدنا أنها تقوم على إعداد النشء اليهودي إعداداً يقوم على المعرفة والإلمام بالثقافة والتقاليد اليهودية التي تعاني منها اساساً.
الصهيونية هي عدوان وافة خطيرة ويحتاج من الامة الوقوف بوجهها . وان العصيان والعدوان قد يقعان في كل المجتمعات من الشريرين المفسدين المنحرفين . فالأرض لا تخلو من الشر ;والمجتمع لا يخلو من الشذوذ , ولكن طبيعة المجتمع الصالح لا يسمح للشر والمنكر أن يصبحا عرفا سائداً بين افراده كما هو عليه الان… وبعكسه عندما يصبح فعل الشر أصعب من فعل الخير في مجتمع من المجتمعات ; ويصبح الجزاء على الشرك رادعا وجماعيا يصعب نفوذه ; وعند ما تكون العقوبة الرادعة عليه . . ينزوي الشر , وتنحسر دوافعه . وعندئذ يتماسك المجتمع ولا تنحل عراه . لا يسمح للشربالسيطرة ; وعندئذ لا تشيع الصهيونية لتخلق افكار هدامة بين مجتمعاتنا مثل القاعدة وداعش وغيرها في سبي الاوطان ، وتنقضي عليها بوحدة الامة لابشتاتها ولابتمزقها كما نشاهده اليوم مع الاسف الشديد بعد ان اصبحوا اشداء على بعضهم ونسوا عدوهم . ان منظر الاشلاء والقتلى وضحايا الة الحرب بمشاركت بعض الحكومات العربية – الصهيونية – الامريكيه والتي تجد لها صدى وقبولاً من لدن بعض الانظمه العربيه اصبح مقززا. بعد سقوط اقنعة الادعاء بالاسلام والعروبه.