الصمود سرٌّ يفشل مخطّطات العدوان في اليمن
صحيفة المسيرة اليمنية-
أيوب أحمد الهادي:
صمود الشعب اليمني على مدى سبع سنوات من العدوان والحصار لعب دوراً بارزاً ومشرفاً في هذه المرحلة الحساسة التي عانى فيها المواطن اليمني أشد المعاناة فتمثل ذلك الصمود في الكثير من العوامل المجتمعية أهمها التكافل المجتمعي الذي انتهجه الشعب لتخفيف معاناة المواطنين وكذلك تفعيل المساهمات والمبادرات المجتمعية التي أسهمت بشكل كبير في تعزيز الصمود المجتمعي كما أن البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله كان له دور بارز في صمود المجاهدين في كُـلّ الميادين فمثلت هذه العوامل حصناً منيعاً في تحمل تلك المعاناة حتى أصبح تأثيرها سراباً لا يراه إلا العدوان.
وهذا النهج لا ينتهجه إلَّا شعب عظيم كعظمة الشعب اليمني لذلك كان العدوان يرى أن الانتصار في المعركة يبدو سهلاً يستحيل تحقيقه أمام شعب يمتلك تلك الثقافات بالرغم من امتلاكه أحدث الإمْكَانيات العسكرية.
فالسعوديّة والإمارات أرادوا بهذا العدوان أن يهيئوا الساحة اليمنية ليس لاستعادة ما يسمونه بالشريعة وإنما تمهيداً لدخول الخطر الأكبر المتمثل في أمريكا وإسرائيل مستخدمين سياسة التضليل والترويض، فعدوانه على اليمن كان يمثل خطوة تمهيدية؛ بهَدفِ الوصول لهدفهم المعلن في احتلال اليمن في سياق تمكين العدوّ الإسرائيلي وإزاحة كُـلّ ما يمثل عائقاً ومشكلة أمامه، بالرغم من إعلان هذا العدوان إلا أنهم وجدوا الأمر مختلفاً بشكل ليس في حسبان الكيان الأمريكي والإسرائيلي فالشعب اليمني لن يرضى بدخول تلك الفصائل إلى أراضيه؛ لأَنَّ ذلك يعني التمكين للعدو للانطلاق بشره ومؤامراته لكل أبناء اليمن، فمثل ذلك فشلاً لمخطّطات العدوان التي يستهدف بها الدولة قبل احتلالها، غير أن تلك المخطّطات نجحت وللأسف في بعض الدول العربية التي سارعت إلى تطبيع العلاقات مع الكيان والأمريكي وظهر من خلال هذا التطبيع المواطن الإماراتي والسعوديّ وهم يحملون راية النفاق ويتحَرّكون بها في المنطقة تحت عنوان التطبيع فأراد الكيان الإسرائيلي والأمريكي من خلال هذا التطبيع السيطرة التامة والمباشرة على ثروات الأُمَّــة ومقدراتها مستخدمين بذلك عناوين التضليل والخداع باسم الدين وتحت ما يسمى بمؤتمرات الأديان التي يستضاف فيها اليهود الصهاينة في الأراضي الإسلامية.
ومن خلال تلك المؤتمرات يظهر اليهود الصهاينة هم الذين يقودون بمؤامراتهم مجمل الأحداث التي تستهدف أبناء الأُمَّــة ومنهم الشعب اليمني، الذي وجد العدوّ نفسه غير قادر على الدخول إليه من خلال العدوان المباشر؛ لأَنَّ يرى في ذلك مغامرة خطيرة، فلجأ إلى سياسة العدوان غير المباشر تفادياً للخسارات المادية والبشرية التي لحقت به خلال سبع سنوات من العدوان، فالعدوّ لا يريد تحمل المزيد من الخسائر البشرية والمادية فدفع بالأغبياء المنافقين ليعتدوا على اليمن تحت عناوين أُخرى ويبذلون التكاليف مهما بلغ حجمها؛ لأَنَّ المنافقين يعملون كحراس لقواعد الأمريكيين ويضحون في سبيل خدمتهم ورضوا بهذا الدور الخسيس حتى بدا الإعلام السعوديّ والإماراتي يظهر كالإعلام الإسرائيلي لولا اختلاف اللغة، فكان تحَرّك الشعب اليمني في تلك المعركة هو تحَرّك جهاد في سبيل الله، لخوض معركة الحرية والاستقلال والكرامة وإسقاط كُـلّ تلك المؤامرات والانتصار للأُمَّـة العربية والإسلامية.
فأيقن العدوّ حينها أن أوراقه العسكرية والاقتصادية لم تعد نافعة أمام شعب قوي متماسك يستمد قوته من الجبار فأُصيب بحالة من التيه والخذلان فقام بخلط الأوراق باحثاً عما يخرجه من هذا المأزق الذي أحاط به عله يجد حلاً؛ لأَنَّ هذه الحرب التي تورط بها مع هذا الشعب وكان يراهن على حسمها خلال أسبوع بحد زعمه متجاهلاً عظمة وصلابة الشعب اليمني الذي صنع العديد من المعجزات منذ آلاف السنين ولا زال قادراً على صنعها في كُـلّ وقت وحين.