الصحف الاجنبية: جهات اميركية موالية لـ’إسرائيل’ تدافع بشدة عن السعودية
كشفت صحف اميركية معروفة أن السعودية تلعب دوراً ريادياً في البرنامج الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية لمساندة الجماعات المسلحة في سوريا، حيث تتولى السعودية المسؤولية الاساس فيما يخص التسليح والتمويل. وفي الوقت نفسه شدد باحث في احدى ابرز مراكز الدراسات الاميركية المعروفة بولائها لكيان الاحتلال على اهمية العلاقات الاميركية – السعودية.
من جهة اخرى، كشفت مجلة اميركية ان وزير الحرب الاميركي الاسبق دونالد رامسفيلد قام باخفاء تقارير اظهرت ثغرات بالمزاعم الاميركية عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق.
الرياض شريك اساس لـ”CIA” في سوريا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً كشفت فيه عن حجم دور السعودية في البرنامج الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـ”CIA” لدعم الجماعات المسلحة في سوريا. واوضح التقرير انه ومنذ ان اعطى الرئيس اوباما تفويضاً سرياً لبدء العمل بهذا البرنامج عام 2013، تقوم السعودية بتوفير السلاح والمال، بينما تلعب الاستخبارات المركزية الاميركية الدور الاساس بتدريب المتمردين على استخدام الاسلحة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات.
واكد التقرير ان السعودية دعمت بالمال البرنامج الاستخبارتي الاميركي هذا منذ لحظة بدئه، كما اكد على ان السعودية، وبفارق كبير، هي اكبر شريك مساهم لاميركا بهذا البرنامج. (شاركت دول عربية اخرى ايضاً ولكن بدرجة اقل بكثير من الرياض). واشار في هذا السياق الى التقديرات التي تفيد بان تكلفة هذه العملية تصل الى مليارات الدولارات.
ولفت التقرير الى ان الامير بندر بن سلطان كان يقود المساعي السعودية مع بدء العمل بالبرنامج، حيث اصدر التعليمات للعناصر الاستخبارتيين السعوديين بشراء آلاف الاسلحة من دول اوروبا الشرقية من اجل ارسالها الى الجماعات المسلحة في سوريا. واوضح ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ساعدت السعودية على شراء بعض هذه الاسلحة، مثل صفقة السلاح الكبيرة من كرواتيا عام 2012.
اخفاء الثغرات في المعلومات الاميركية عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق
من جهتها، نشرت مجلة “Politico” تقريراً كشف ان وزير الحرب الاميركي الاسبق دونالد رامسفيلد كان يدرك وجود ثغرات استخبارتية بشأن وجود اسلحة دمار شامل في العراق قبل عملية الاجتياح الاميركي لهذا البلد عام 2003.
التقرير اوضح انه في شهر آب/ اغسطس عام 2002، طلب رامسفيلد إلى رئيس مديرية الاستخبارات بهيئة الاركان المشتركة الاميركية اللواء “Glenn Shaffer” اعداد تقرير حول “ما لا تعرفه الولايات المتحدة عن اسلحة الدمار الشامل في العراق”. واضاف انه بتاريخ الخامس من ايلول/سبتمبر عام 2002، ارسل “Shaffer” تقريره الى رئيس هيئة الاركان المشتركة “Richard Myers” وقال فيه انه لا معلومات دقيقة حول “ما لا تعرفه الولايات المتحدة” عن اسلحة الدمار الشامل في العراق.
وحسب تقرير “Politico” وصلت هذه الوثيقة بعد ايام الى رامسفيلد الذي اعاد ارسالها بدوره الى رئيس الاركان “Myers”،حيث اعتبر رامسفيلد ان الوثيقة تضمنت نقاطا مهمة جداً. كما اشار التقرير الى ان الوثيقة قدرت بان معرفة الولايات المتحدة بجوانب عدة من برنامج اسلحة الدمار الشامل في العراق تتراوح بين 0% و 75%.
رغم ذلك، كشف التقرير ان رامسفيلد لم يشارك هذه الوثيقة مع كبار اعضاء الادارة الاميركية، مثل وزير الخارجية الاسبق كولين باول او كبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، وذلك استناداً لعدد من المصادر في وزارة الخارجية والبيت الابيض والـ”CIA” اشترطوا عدم كشف اسمائهم.
وقال التقرير ان الوثيقة، التي اشارت الى ان ربما 90% من المعلومات عن برنامج اسلحة الدمار الشامل في العراق كانت مبنية على تحليل معلومات غير دقيقة، قد اختفت عن الانظار. كما شدد التقرير على ان هذه الوثيقة سيكون لها اثر على الانتخابات الرئاسية الاميركية،خاصة المرشحين الجمهوريين الذين يأخذون الاستشارة في السياسة الخارجية من بعض مهندسي الحرب الاميركية في العراق.كذلك اضاف ان الوثيقة التي اصبحت غير سرية، قد تؤثر على حظوظ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون التي دعمت الحرب على العراق.
وفي الاطار ذاته لفت التقرير الى ان نائب وزير الحرب الاسبق “بول وولفوويتز”، الذي كان من كبار داعمي الحرب على العراق، هو احد مستشاري المرشح الجمهوري “Jeb Bush” (شقيق الرئيس الاسبق جورج بوش الابن).كما اشار الى ان “جون بولتون” (ايضاً من كبار داعمي الحرب على العراق) يعمل مستشاراً للمرشح الجمهوري “Ted Cruz”،بينما يدعم كل من “Elliot Abrams” و”William Kristol” (من كبار منظري تيار المحافظين الجدد) المرشح الجمهوري “Marco Rubio”.
دعم للسعودية
بدوره، نشر معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى الذي يعد من اكثر مراكز الدراسات الاميركية الموالية لاسرائيل (ربما الاكثر دعماً لاسرائيل بالمطلق)، نشر مقالة للباحث “David Pollock” دافع فيها الاخير بشدة عن السعودية. وشدد الكاتب على ان واشنطن لا تزال تحتاج النفط السعودي من اجل استقرار الوضع الاقصادي العالمي وكذلك من اجل استدارة امركيا نحو آسيا، والتي تعتمد بشكل كبير على النفط السعودي برأي الكاتب.
كما قال الكاتب ان “البترودولار” السعودي ساعد على تمويل شركاء اساسيين لاميركا في المنطقة، مثل مصر والاردن والسلطة الفلسطينية، ولفت إلى ان ايران هي الضامن “لاعدائنا”: مثل الرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله وحركة حماس وغيرها، على حد قوله.
وزعم الكاتب ان كافة التقارير الرسمية الاميركية تفيد بان ايران وليس السعودية، تبقى الدولة الاولى “الراعية للارهاب على صعيد العالم”. وتحدث بهذا السياق عن مزاعم بان كبار مبيضي الاموال لصالح داعش متواجدون في ايران.
وتحدث الكاتب ايضاً عن ان السعودية لطالما كانت شريكا دبلوماسيا واقتصاديا وامنيا لاميركا، وزعم ان الحكومة السعودية لا تمول ولا تساعد داعش و القاعدة و النصرة او غيرها من الجماعات المتطرفة. وادعى ان السعوديين يحاربون هذه الجماعات في الداخل والخارج.
كما اعتبر الكاتب ان السعودية لم تعطّل المبادرات الاميركية الدبلوماسية في اماكن مثل سوريا واليمن، مضيفاً ان ايران هي التي تعطل الحل في سوريا بسبب رفضها رحيل الاسد، حسب زعمه. و ادعى كذلك ان الحوثيين و”على ما يبدو بمباركة ايران” هم الذين انتهكوا اولاً وقف اطلاق النار الاخير و تخلوا عن مفاوضات المصالحة الوطنية.
و وضع الكاتب السياسات السعودية في اماكن مثل البحرين في اطار رد الرياض على رفض الولايات المتحدة حمايتها،مشيراً الى ان استطلاعات الرأي تفيد بان الاغلبية الساحقة من المواطنين السعوديين يدعمون الموقف الصارم ضد ما يعتبرونه تهديد وجودي: الذي يشكله كل من داعش و القاعدة و ايران.