الصحف الأجنبية: السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن
اتهم باحثون في منظمة العفو الدولية السعودية بارتكاب جرائم حرب في اليمن، وشددوا على ضرورة وقف الدول الغربية تسليح السعودية واجراء تحقيق بالانتهاكات التي ارتكبتها الاخيرة في حربها على اليمن.
هذا فيما اعرب سياسيون بريطانيون عن سعادتهم بعد استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر، مشددين على ان تنظيم داعش هذا يشكل خطرًا أكبر بكثير من نظام الاسد.
السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن
الباحثة بالملف اليمني في منظمة العفو الدولية رشا محمد كتبت مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي” بتاريخ الخامس والعشرين من آذار/مارس الجاري حملت عنوان “السعودية ترتكب جرائم حرب في اليمن”، وقد شددت فيها على ان ضحايا الحرب في اليمن هم في الغالب مدنيون، رغم ما تقوله السعودية وحلفاؤها ان هدف الحرب هو ضرب الحوثيين والجماعات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
واشارت الكاتبة الى ان مئات المدنيين قتلوا اثناء نومهم او خلال ممارسة نشاطهم اليومي اثر الغارات الجوية، بينما تواصل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية اخرى تزويد السعودية والتحالف الذي تقوده في اليمن بالاسلحة والدعم اللوجستي.
وشددت الكاتبة على انه ورغم مرور عام على الحرب، فمن غير الواضح من هو الطرف الذي ينتصر. وقالت ان السعودية وحلفاءها “يزعمون” بانهم استعادوا السيطرة على ما يزيد عن ثمانين بالمئة من اراضي البلاد، لكنها اضافت ان الحوثيين لا زالوا يسيطرون على معاقل اساسية مثل صنعاء واب وتعز.كذلك لفتت الى ان جماعات متطرفة مثل القاعدة وداعش تتقدم في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية وتستغل الفراغ الامني من اجل تعزيز وضعها. وعلى ضوء كل ذلك شددت على ان المدنيين اليمنيين هم “الخاسر الاكبر”.
ولفتت الكاتبة ايضاً الى الغارة الجوية السعودية الاخيرة التي استهدفت سوق الخميس في شمال اليمن، والتي أدت الى مقتل 106 مدنياً بينهم 24 طفلاً. على ضوء ذلك اعتبرت ان الحقائق تتحدث عن نفسها وبالتالي لا يمكن اعتبار الادلة على ارتكاب انتهاكات لقانون حقوق الانسان الدولي بانها مجرد اشاعات. وقالت ان الهجمات مثل تلك التي استهدفت سوق الخميس اصبحت امراً اعتيادياً للمدنيين في اليمن.
الكاتبة اشارت الى ان رد التحالف الذي تقوده السعودية على التقارير التي تتحدث عن قتل المدنيين بشكل غير قانوني دائماً ما يكون بتكرار القول ان الضربات الجوية تستهدف المواقع العسكرية فقط. الا انها شددت على ان الوضع على الارض يقدم رواية مختلفة تماماً، مضيفة انه ومع كل ضربة جوية “غير قانونية” يتضح اكثر فاكثر ان السعودية وشركاءها في التحالف اما أنهم لا يبالون باحترام القانون الانساني الدولي، او هم غير قادرين على الالتزام بالقواعد الاساسية المتعلقة بهذا القانون.
واشارت الكاتبة الى انه وعلى الرغم من كل ذلك، تواصل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ابرام صفقات بيع السلاح مع التحالف الذي تقوده السعودية – وعلى ما يبدو “دون ان يرف لهما جفن”. ولفتت الى ان وزارة الحرب الاميركية ومنذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي سمحت بابرام صفقات سلاح مع السعودية بقيمة ما يزيد عن 35.7 مليار دولار.كما اوضحت ان ذلك يشمل اعلان صفقة بيع سلاح اميركي بقيمة 1.29 مليار دولار في شهر تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي تحصل بموجبه السعودية على 18,440 قنبلة و1,500 رأس نووي.كذلك اضافت ان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ومنذ توليه منصبه قد اشرف على بيع سلاح الى السعودية بقيمة ما يزيد عن 9 مليارات دولار، بما في ذلك قرابة 4 مليارات دولار منذ بدء الحرب على اليمن، حسب ما افادت احدى المنظمات غير الحكومية البريطانية.
وقالت الكاتبة انه وبغض النظر عما اذا كانت السعودية وحلفاؤها حصلوا على هذه الاسلحة التي تستخدم في اليمن قبل بدء الحرب هناك، فان الدول التي قامت بتزويد هذه الاسلحة هي امام مسؤولية الضمان بان الاسلحة هذه لا تسهل ارتكاب الانتهاك في مجال القانون الدولي.
كما شددت على وجوب المحاسبة حتى في حال كانت العمليات العسكرية في اليمن توشك على الانتهاء. واضافت انه يجب وضع اولوية لحماية مصالح المواطنين اليمنيين العاديين على المدى الطويل، وكذلك على ضمان وقف الاعمال المروعة التي تحصل منذ بدء الحرب، اضافة الى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. وقالت ان الوفيات بين المدنيين لن تنتسى، حتى اذا ما انتهت هذه الحرب.
كذلك حثت كافة الدول على التحرك فوراً لضمان عدم تزويد اي من الاطراف المتحاربة في اليمن على السلاح والتجهيزات العسكرية،سواء بشكل مباشر او غير مباشر.كما حثت هذه الدول على بذل قصارى جهدها من اجل ضمان اجراء تحقيق دولي مستقل بكافة الانتهاكات.
استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر
من جهته، كتب عمدة لندن “Boris Johnson” وهو من اشهر السياسيين البريطانيين، مقالة نشرتها صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية بتاريخ السابع والعشرين من آذار مارس الجاري، اعرب فيها عن ابتهاجه باستعادة الجيش السوري لمدينة تدمر الاثرية.
الكاتب اشار الى ان موقفه هذا يعود الى سببين: الاول هو ان تنظيم داعش هو اسوأ بكثير من نظام الاسد. فيقول انه وعلى الرغم من ان الاسد هو ديكتاتور، على حد تعبيره، الا ان داعش هي مشوهة الى حد يكاد يفوق الخيال، مذكرا بممارساتها مثل حرق الناس وهم أحياء، وعمليات الابادة الجماعية بحق اقليات كما فعلت بالايزيديين.كما شدد على ان داعش تشكل تهديداً لاوروبا، وعلى انها كابوس للشعب السوري.
اما السبب الثاني يقول الكاتب، فهو لان انتصار الاسد في تدمر هو انتصار لعلم الآثار ولكل المهتمين بالآثار القديمة في المدينة الاثرية. واضاف ان ضيق فكر داعش يجعل عناصرها يعتقدون بان اي هيكل اثري يعود الى ما قبل الاسلام يعد تجديفًا.
وفي الوقت نفسه، قال الكاتب انه من الصعب الادعاء بان نجاح قوات الاسد جاء نتيجة سياسة بريطانية او غربية معينة، مشدداً على ان المساعي الغربية لبناء معارضة لا تتكون من داعش لم تحقق النجاح حتى الآن.
كما اكد الكاتب على ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين هو الذي ساعد على قلب مسار المعركة في سوريا، وان هذا “يحسب للروس”، مضيفاً ان موسكو جعلت الغرب يظهر وكانه غير فاعل. بالتالي قال انه حان الوقت ليلعب الغرب دوراً ويبرز نقاط قوته.
وهنا اشار الكاتب الى ان لدى بريطانيا اهم الخبراء في مجال علم الآثار في العالم، وعليه امل بان تمولهم الحكومة كي يذهبوا الى سوريا ويساعدوا باعادة اعمار ما تدمَّر في تدمر. وقال ان ذلك سيكون اقل كلفة بكثير من عمليات القصف، ومن المرجح اكثر ان يؤدي الى ازدهار اقتصادي على المدى الطويل.كما اكد ان مستقبل سوريا سيكون مجيداً يومًا ما، لكنه اضاف ان ذلك يعتمد جزئياً على قدرة العالم على الاستمتاع بتاريخ سوريا المجيد، مختتماً بالتشديد على ان يكون الخبراء البريطانيون في طلعية مشروع اعادة اعمار الآثار في تدمر.
بدوره، الكاتب البريطاني المعروف “Robert Fisk” كتب مقالة نشرت بصحيفة الاندبندنت البريطانية بتاريخ السابع والعشرين من شهر آذار مارس الجاري ايضاً، والتي قال فيها ان هزيمة داعش في تدمر تعد الهزيمة الاكبر التي تلقتها الجماعة منذ ما يزيد عن عامين. الا انه لفت الى صمت الغرب رغم حجم الحدث.
ولفت الكاتب الى ان سبب هذا الصمت الغربي يعود الى ان من يصفهم الغرب بالاشرار (الجيش السوري،حزب الله،ايران وروسيا) هم الذين انتصروا في المعركة، والا كيف لا يحتفل الغرب بهذا الانتصار، خاصة بعد تفجيرات بروكسل الارهابية.
وذكّر الكاتب بان الغرب وعندما سقطت مدينة تدمر العام الفائت توقع سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، مشيراً بالوقت ذاته الى ان الجميع بقي صامتا ولم يجب على السؤال الكبير الذي كان يطرح من قبل الجيش السوري: وهو لماذا لم يقصف الاميركيون مواكب الانتحاريين الذين اخترقوا الخطوط الامامية للجيش السوري اذا كانوا فعلاً (الاميركيين) يكرهون داعش الى هذا الحد؟
كما نبه الكاتب الى صمت الغرب حيال المجازر التي ارتكبتها داعش لدى دخولها مدينة تدمر، من قطع رؤوس الى غيره من الممارسات.
وأشار الكاتب الى ان الطائرات الحربية الروسية هاجمت داعش بشكل لم تقم به الطائرات الحربية الاميركية، اذ تحرك الطيران الروسي تمهيداً لدخول الجيش السوري.كما قال ان اميركا تريد القضاء على داعش، لكنها في الوقت نفسه لا تريد القضاء عليها بالكامل.
كذلك اكد الكاتب انه فيما لو استعاد الجيش السوري الرقة ودير الزور، فان الغرب سيكون صامتاً ايضاً.
أما مراسل الشرق الاوسط فكتب لصحيفة الاندبندنت “Patrick Cockburn” مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت ايضاً بتاريخ السابع والعشرين من آذار مارس الجاري، شدد فيها على ان تقدم الجيش في مدينة تدمر يعد انتصاراً هاماً للرئيس السوري بشار الاسد. وقال ان تغير مسار المعركة لصالح الاسد يعود الى بدء الحملة الجوية الروسية التي بدات اواخر شهر ايلول سبتمبر الماضي، اضافة الى تعزيز الدعم من قبل ايران وحزب الله والوحدات العراقية.كما اشار الى ان الطيران الجوي الروسي “لعب دوراً مركزياً” واضحاً باستعادة تدمر رغم الانسحاب الروسي المعلن.
الكاتب ذكّر بان عناصر داعش تمكنوا من السيطرة على تدمر في شهر ايار/مايو العام الماضي دون ان يتعرضوا لاي قصف جزي اميركي، وذلك لان واشنطن لم تكن تريد ان تتهم بانها تقوم باي عمل يساعد حكومة الاسد. كذلك وصف المزاعم الاميركية بان الجيش السوري لا يحارب داعش بانها دعائية، مشيراً الى ان شرائط الفيديو التي تظهر عناصر داعش وهم يقومون باعدام جنود سوريين تم اسرهم خلال المعارك.
هذا ورأى الكاتب ان داعش ربما خسرت معركة لكنها لم تخسر الحرب، معتبراً انه سيكون من الصعب للجيش السوري ان يتقدم شرقاً من تدمر. وقال ان الجيش السوري سيكون عرضة لهجمات حرب العصابات في المناطق الواقعة شرق تدمر، اضافة الى المناطق الواقعة في ريف ادلب وشرق حلب.
كذلك رأى الكاتب ان الوضع السياسي والعسكري في سوريا والعراق يبقى غير مستقر حيث يتبع اللاعبون المحليون والاجانب استراتيجيات مختلفة، وعليه استبعد ان تنتهي الحرب في سوريا خلال وقت قريب.
[ad_2]