الصحافة اليوم 14/2/2015 الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الحريري
رصدت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم في العاصمة بيروت آخر التطورات على الساحة اللبنانية، لا سيّما ملف مجلس الوزراء والعمل على وضع آليّة جديدة لعمل الحكومة، كما كان هناك رصد ومتابعة للأوضاع في الذكرى العاشرة لرحيل رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري.
أما على المستوى الإقليمي فكان هناك متابعة دقيقة للتطورات على الساحة السورية سياسيا وعسكريّا.
السفير
رفيق الحريري في غيابه العاشر: لا بديل للحوار
كتب المحرر السياسي:
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والستين بعد المئتين على التوالي.
لرفيق الحريري أن ينام مطمئنا. حياته كمماته. حكاية لا تنتهي.
عشر سنوات كأن الرجل سقط شهيداً بالأمس. تداعيات الجريمة، وهي ليست الأولى التي تستهدف رئيساً أو سياسياً أو رجل دين، منذ الاستقلال حتى الآن، هي المستمرة، نظراً لما اختزل الرجل في شخصيته من عناصر لبنانية وعربية ودولية، جعلته نسخة غير قابلة للتكرار.
عشر سنوات ولبنان يرزح تحت وطأة شرخ مذهبي غير مسبوق في تاريخه الحديث. هذا الانقسام كان قد اتخذ قبل الحرب الأهلية وخلالها وبعدها طابعاً إسلامياً ـــ مسيحياً.. برغم وجود عناصر خارجية مؤثرة وأحياناً مقررة.
قرابة الواحدة إلا خمس دقائق من تاريخ 14 شباط 2005، انفجرت العبوة التي لا يمكن حصر شظاياها وأضرارها. سقط رفيق الحريري وسقط معه مشروع كان قد بلغ مرحلة متقدمة بالشراكة بين المقاومة ممثلة بالسيد حسن نصرالله والإعمار مجسداً بالحريري نفسه.
كان القرار 1559 هو فتيل انفجار «السان جورج». قالها السفير الروسي الأسبق الراحل سيرغيه بوكين في أول تقرير أرسله من بيروت إلى وزارة الخارجية الروسية، بعد أقل من أسبوع من اعتماده في العاصمة اللبنانية في ربيع العام 2004: لبنان على عتبة انفجار كبير.
عشر سنوات كانت كفيلة بوضع لبنان على الفالق الزلزالي السني ـــ الشيعي الممتد من لبنان حتى باكستان. الأثمان تدفعها شعوب كثيرة، والتطرف الخارج من عقاله لا يوفر أحداً، غير أن المعادلة في لبنان تبدو محكومة بقواعد مختلفة.
«تيار المستقبل» قدم ويقدم نفسه قوة اعتدال. «حزب الله» قدّم ويقدّم نفسه فصيلاً إسلامياً متنوراً. عينه على فلسطين برغم الاختبارات التي خضع ويخضع لها، ولعل أقساها في سوريا اليوم، وفي حرب تموز في الأمس القريب.
احترب هذان الفصيلان بالسياسة والأمن. بالمال والتحالفات والانتخابات والحكومات. بالإعلام والأعلام والساحات. بالخارج والداخل، وفي النهاية، لم يتمكن أحدهما من إلغاء الآخر.. وثمة قناعة مشتركة لدى الطرفين بأن أحدهما لن يكون قادراً على شطب الآخر من المعادلة الداخلية.
دفع لبنان واللبنانيون كبير الأثمان من جراء هذا الصراع. ساحة «8 آذار» أنتجت ساحة «14 آذار» والحبل على الجرار. تمكن اللبنانيون من هزيمة تواريخ كثيرة وتجاوزوا محطات كثيرة، لكن هذين التاريخين طبعا حياتهم منذ عشر سنوات حتى الآن. تقلص حضور اللاعبين في هذه الساحة وتلك. انتقل ميشال عون مبكراً من ساحة الى أخرى. دار وليد جنبلاط دورات كثيرة ليجد نفسه أخيراً في تلة كليمنصو يراقب الساحتين.
تغيرت صورة المنطقة. مات ملكان سعوديان. تغيرت المملكة التي كان يعرفها رفيق الحريري وابنه سعد. تغيرت سوريا وصارت الدولة العربية المركزية مشروع دويلات. ضاعت فلسطين أو تكاد تضيع. ثوار مصر الشباب وأرباب الميدان، صاروا محكومين إما بالسجن أو الصمت والإحباط والانكفاء أو الهجرة الى الخارج. العراق كما سوريا واليمن، مشاريع حروب أهلية. البحرين يفتقد المبادرات، فيكون المخرج تجنيس الآلاف بدل تقديم تنازلات بسيطة لأبناء البلد الأصليين.
تتغير الحدود وتنشأ دويلات وإمارات. يجري الحديث عن «سايكس بيكو» جديد سيُرسم هذه المرة بالدم والحديد والنار. جوهره إعادة تقاسم نفوذ بدل إعادة ترسيم حدود الدول.. لكن النفوذ لمن سيكون؟
سيكون أولا لإسرائيل التي تتفرج وتحصد من دون أن تزرع.
لتركيا التي قرر سلطانها العثماني الجديد أن يستعيد مجداً غابراً، ولو على أنقاض آخر بيت في سوريا.
أما إيران، فإنها قررت أن تهزم تحدي الحصار والعقوبات، وهما من عمر ثورتها، بأن تبسط أذرعتها حتى شاطئ المتوسط، من دون إغفال حجم تغلغلها في المنطقة من العراق حتى فلسطين مروراً بمضيق هرمز وصولاً الى باب المندب.
أما لبنان، فإنه محكوم بمعادلة «لا بد من صنعاء ولو طال السفر».
لا بد من لقاء المكوّنين السني والشيعي، مهما طال الفراق بينهما، ولا بد للاثنين معاً أن يحميا بأهداب عيونهما باقي المكوّنات اللبنانية، وخصوصا المكوّن المسيحي والمكوّن الدرزي.
ومن كبير الأسف أن لبنان وحتى إشعار آخر، محكوم بلغة الطوائف والمذاهب ما دامت هي المتحكمة بالأرض والناس. لبنان كما رفيق الحريري والسيد حسن نصرالله، يقف في نقطة التقاء بين خطوط تماس إقليمية ودولية حساسة واستراتيجية. هذا هو معنى الاستقرار اللبناني اليوم، بالرغم من كل الحرائق التي تحاصر حدود لبنان الشمالية والشرقية وحتى الجنوبية.
اذا اتفق «حزب الله» و «المستقبل» يضمن الاثنان استقرار البلد، حتى لو شاءت كل الأمم إشعاله. اذا اختلفا يصبح الخراب خياراً يومياً وهو كذلك، لولا أن القرار الاقليمي والدولي يقضي بعدم المس باستقرار لبنان.
صار الدور المسيحي حاجة وضرورة حتى لا يصبح لبنان مشروع «داعش» أو بلداً مقفلاً على الحريات بكل مسمياتها. صار الدور المسيحي مطلوباً حتى لو تكتل المسيحيون وقرروا خلاف رأي المسلمين في الرئاسة والسياسة وقانون الانتخاب..
لا أفق لتحالف «ثلاثي» أو «رباعي» أو «خماسي» أو «سداسي»، وعبثاً رهان «المستقبل» على «خيار شيعي ثان وثالث ورابع»، وبالمقابل أثبتت التجربة أن رهان «حزب الله» على خلق بدائل سنية لـ «الحريرية السياسية» هو رهان خاسر.
«لا بد من صنعاء مهما طال السفر»، بدليل الحوار الذي تم تدشينه في نهاية العام الماضي بين «حزب الله» و «المستقبل»، برعاية الرئيس نبيه بري، وما يزال مستمراً، وهو فضلاً عن مفاعيله النفسية، باحتوائه جزءاً كبيراً من الاحتقان المذهبي، وهذا من بين أبرز وظائفه، قد لامس بعض المحظورات على شاكلة الخطة الأمنية المستمرة في البقاع ونزع الصور واللافتات واقتحام «المبنى ب» في سجن روميه، وتحريم إطلاق الرصاص العشوائي في المناسبات السياسية..
ولتكن الخطوة الثانية سريعة بحماية الحكومة من نفسها ومن بعض الأعراف المستجدة، وذلك عبر إعادة النظر في آلية اتخاذ القرارات داخل مجلس الوزراء.
ولتكن الخطوة الثالثة بإعادة فتح أبواب مجلس النواب حتى يلعب دوره ما دام قد مدد لنفسه وهو متهم بالبطالة ثم البطالة.
أما الرئاسة الأولى، فإن الحديث الجدي بشأنها يبقى مؤجلا، حتى يتفق المسيحيون. ألم يتبلّغ الفرنسيون موقفاً محدداً من كل من طهران والرياض: ليتفق المسيحيون على خيار والكل يسير به؟
لقد جعل «داعش»، وهذه من حسناته، اللبنانيين يقتربون بعضهم من بعض أكثر من أي وقت مضى.. ولا ضير أن يُستثمر هذا التقارب لأجل تحصين المؤسسة العسكرية وباقي المؤسسات الأمنية في ظل المهام الاستثنائية التي تضطلع بها في الداخل وعند الحدود.
وليستمر الضغط بكل مستوياته من أجل استكمال برنامج تسليح الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية، برغم علامات الاستفهام التي ترسمها القيادة العسكرية التي تبلغت، أمس، عبر القنوات الديبلوماسية، أن الكونغرس الأميركي قرر في إحدى لجانه خفض المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بقيمة 150 الف دولار أميركي للعام 2015، وهو الأمر الذي يرسم علامات استفهام حول أسبابه وعلاقته بمعطيات سياسية وأمنية بينها قرار لبنان الرسمي بمقاطعة قمة واشنطن ضد الإرهاب على خلفية مشاركة الاسرائيليين في أعمالها. (ملف خاص في المناسبة ص 2 و3 و4)
الأخبار
نحو انتخابات حزبية عونية: ولّى زمن الــتعيينات
غسان سعود
لا يصدق عونيون كثر، بعد، أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون حاسم ونهائي في قراره إجراء انتخابات حزبية خلال ثلاثة أشهر، تنبثق منها قيادة حزبية جديدة على مختلف المستويات. مع ذلك، «قام» عونيون كثر، في الأيام القليلة الماضية» من بين «الأموات»: في جزين والزهراني وبعبدا وزحلة والمتن وكسروان وعكار، وسائر الأقضية، بحثوا عن بطاقات حزبية لم يستخدموها يوماً لتجديدها، اتصلوا ببعضهم بعضاً يسألون عمّن جدد بطاقته وعمن لم يعد يبالي، وعقدوا الاجتماعات لبلورة التحالفات واختيار الأشخاص الأنسب للفوز بالمنسقية، سواء على مستوى البلدات أو القضاء.
الإيجابية الثانية، بعد تفعيل التيار، هي عدم بروز ما ينبئ بحصول انقسام حزبي خطير بين مجموعتين؛ واحدة تخص الوزير جبران باسيل والأخرى تناصر نعيم عون. لا شيء من هذا أبداً: لا باسيل لديه مرشحون محسوبون عليه في مختلف القرى والأقضية، ولا عون كذلك. بالطبع، هناك من هم أقرب إلى باسيل منهم إلى عون، أو العكس، وهناك من هم مقربون من الاثنين معاً.
لا أحد في المناطق يحسب حساب المرحلة الثانية من الانتخابات: هموم الناشطين تتراوح بين حفاظ غالبية المنسقين على مناصبهم التي عينوا فيها قبل بضع سنوات، ورد الآخرين لاعتبارهم. ولكل قضاء ظروفه الانتخابية التي تختلف عن غيره: لعل كسروان ستشهد التنافس «الأجمل» بين ناشطين قديمين في التيار لهما باع كبير في العمل العوني. جزين قد تفرز معركة مماثلة، مع حدّية أكبر. أما في جبيل فتجتمع كل التناقضات لإسقاط المرشح المحسوب على النائب سيمون أبي رميا، مفترضة أن إظهار عجز أبي رميا عن إثبات حضوره في انتخابات القرى والقضاء يمهد لإبعاده عن النيابة. وهناك في بعبدا من يسعى الى إثبات وجوده عونياً ليتقدم أكثر في ترشيحه النيابي. أما في عكار فلا معركة اليوم بعدما كان التوتر على أشده في معظم البلدات قبل بضع سنوات. وفي البترون، أيضاً، لا معركة حتى الآن، رغم الشكوى الدائمة لبعض الناشطين من الممسكين بالتنظيم العونيّ الصغير. عاليه تتجه صوب التوافق. في الأشرفية قد يتنافس الأصدقاء في مجموعة واحدة لتنشيط القاعدة الحزبية ومواكبة المناطق الأخرى. وفي زحلة هناك فرصة كبيرة لأن يفوز بالمنسقية شاب ثلاثينيّ يقدم نموذجاً جديداً لشخصية مثقفة مسيسة لديها تجربتها الجامعية والمركزية في العمل الحزبي. أما أكثر ما يلفت الانتباه في المتن الشمالي، فهو عجز بعض النواب عن تأمين الفوز للمرشحين المقربين منهم، حتى في بلداتهم، وعدم وجود انقسام حقيقي على مستوى القاعدة رغم تجاذبات النواب ومشاكلهم.
اليوم تجري الدورة الأولى لإعداد منسقي الأقضية التي يفترض بالمرشح إلى موقع منسق القضاء أن يجريها ليقبل طلب ترشيحه. وخلال بضعة أيام، ستصدر لوائح الشطب الأولية التي تحدد أرقام الملتزمين وأسماءهم في كل قرية، قبل أن يفتح باب الترشيح، فيأخذ التنافس مداه.
الخطر الوحيد الذي يهدد هذا «الكرمس» العونيّ الممتع هو تضخيم إحدى الحالات (المفتعلة ربما) للقول إن هناك خطراً مرعباً يهدد وحدة التيار، ما يستوجب تعليق العمل مجدداً بالنظام الداخلي وإطفاء الماكينات والاستعاضة، مرة أخرى، عن الانتخابات بتعيينات توافقية من فوق.
آلية العمل الحكومي: عودة إلى الاتفاق الأوّلي
يحيي تيار المستقبل اليوم الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويلقي الرئيس سعد الحريري كلمة في المناسبة، يُتوقع أن يؤكّد فيها سياسة الانفتاح التي انتهجها التيار أخيراً، والمضي في الحوار مع حزب الله لتنفيس الاحتقان. غير أن اللافت في احتفال اليوم، هو مشاركة ممثّلين عن الرئيس نبيه برّي والتيار الوطني الحر. وعلمت «الأخبار» أن الوزير جبران باسيل كان مقرراً أن يحضر الاحتفال، إلا أن عدم حضور الحريري شخصياً دفع الى استبداله بنائب عوني، على أن تصدر اليوم إشارات ايجابية في المناسبة عن العماد ميشال عون وباسيل.
سياسياً، وبعد الشلل الذي بدأ يتسرّب إلى مجلس الوزراء، دخلت مسألة تعديل آلية العمل مسار البحث الجدي عند مختلف الأفرقاء. وتدخل حركة الزيارات أمس، التي تولّى جزءاً منها أعضاء في تكتّل التغيير والإصلاح، في سياق البحث عن بديل للصيغة الحالية، بعد الاتصالات بين الرئيسين تمام سلام ونبيه برّي. وعلمت «الأخبار» أن زيارة الوزير وائل أبو فاعور إلى الرابية أمس، اتسمت بـ «الإيجابية».
وحمل أبو فاعور إلى عون ثلاثة عناوين، إلى جانب النقاش في الملفّ الحكومي واحتمالات تعديل الصيغة الحالية، و«كان الحوار إيجابياً لجهة إصرار الطرفين على ضرورة معالجة الوضع الحكومي، وضمان استمرارية جلساتها». وأكد أبو فاعور لعون أن «كلام النائب وليد جنبلاط عن الاستحقاق الرئاسي، لم يكن استهدافاً للمسيحيين، ولا لعون، بل كان من باب تأكيد الشراكة»، كما جرى البحث في «ملف المرفأ، وملف الدواء، والعلاقة مع نقابة الأطباء».
وفي السياق، نقل زوار سلام عنه أمس، «قلقه على الوضع الحكومي، لأن التركيبة الحالية المتعلقة بآلية العمل استنزفت نفسها». ونقل هؤلاء عنه أن «الأمور مش ماشية»، وأن «على الجميع المساعدة لتسيير عمل الحكومة».
وعلمت «الأخبار» أن البحث يدور في أوساط القوى الأساسية المشاركة في الحكومة، حول «ضرورة العودة إلى الاتفاق الأولي، أي ضرورة توافق ممثلي الكتل الأساسية فقط على المواضيع المطروحة على جلسة مجلس الوزراء، لتسهيل عمل الحكومة». ويقتصر بذلك الاتفاق على ممثل عن كل تكتل أو حزب أو تيار، و«من يرغب لاحقاً في توقيع القرارات والمراسيم، فلا ضرر في ذلك».
من جهة أخرى، كشفت مصادر حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لـ «الأخبار» أن اللقاءات بين الطرفين «ستُستأنف بعد عودة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع إلى لبنان». وأكدت المصادر أن اجتماعاً سيعقد اليوم في الرابية بين عون والنائب كنعان وموفد جعجع إلى الرابية ملحم رياشي، لـ«استكمال البحث في ورقة إعلان النوايا». وأكدت مصادر الطرفين أن «ملف رئاسة الجمهورية لن يقارب في ورقة إعلان النوايا، إلا من باب تحديد الرئيس، الذي يجب أن يكون قوياً. وكل ما يقال بشأن هذا الموضوع هو تكهنات».
من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن «الحوار بين حزب الله والمستقبل جيد وإيجابي ومفيد، ولمسنا الجدية عند الطرفين، وقرار الطرفين أن يستمرا في الحوار، وألّا يردا على حرتقات المتضررين من الذين لا يرغبون في الحوار. والحمد لله ظهرت بعض الآثار لهذا الحوار من تخفيف الاحتقان، وإن شاء الله يكون هناك المزيد من النتائج الإيجابية».
النهار
دو ميستورا: الأسد جزء من الحلّ مقاربة أوروبية جديدة لأزمة المنطقة
في موقف أثار ردود فعل سلبية لدى المعارضة السورية، رأى المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا امس ان الرئيس بشار الاسد يشكل “جزءا من الحل” في هذا البلد، في أول ربط منه بين دور للاسد وانهاء النزاع المستمر منذ نحو اربع سنوات.
وصرح في ختام لقاء ووزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس في فيينا، وبعد زيارة الى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري، قال دو ميستورا بأن “الرئيس الاسد جزء من الحل”، مضيفا: “سأواصل اجراء مناقشات مهمة معه”.
وأعرب عن اعتقاده مجدداً بأن “الحل الوحيد هو حل سياسي”، وأن “الجهة الوحيدة التي تستفيد من الوضع” في غياب اتفاق هي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الذي “يشبه وحشا ينتظر ان يستمر النزاع ليستغل الوضع”.
أما كورتس، فقال انه “في المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، قد يكون من الضروري الكفاح الى جانب” دمشق، وان يكن “الاسد لن يصير يوما صديقا أو شريكا”. ويفترض ان يرفع دو ميستورا تقريرا عن وقف النزاع الى مجلس الامن الثلثاء المقبل.
وسرعان ما رد “المجلس الوطني السوري” المعارض على تصريحات دو ميستورا بلسان سمير النشار الذي قال لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان الاسد “المشكلة وليس الحل … يبدو ان دو ميستورا لم يسمع عن المجازر في دوما”.
وقال المعارض محمد صلاح الدين: “نحن نعتبر فعلا ان الاسد جزء من الحل ولكن بطريقة مغايرة لما يراه دو ميستورا… نحن نعتقد ان الاسد سيساهم فعلاً في الحل اذا ما طالب جيشه بوقف القصف العشوائي للمدنيين، واعطاه الامر بفك الحصار عن الغوطة كخطوة اولى قبل ان يتنحى عن منصبه الذي دمر لاجله سوريا وشرد شعبها”.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة “العربي الجديد” عن مصدر مطلع داخل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أن “دو ميستورا، اتصل قبل ساعات برئيس الائتلاف خالد خوجة، ليؤكد له ان المقصود بهذا التصريح جر الأسد الى دائرة الحل وتوريطه ببداية حل سياسي، وليس المقصود منه حرفية التصريح”، لافتا إلى أن “الائتلاف بدأ يتوجّس من خطة المبعوث الأممي، وأن أي حل سياسي في سوريا يجب أن يستثني الأسد، وتلك خطوط عريضة يتمسك بها الائتلاف الوطني، وفقاً لما أقره بيان جنيف”.
المستقبل
خطة البقاع تنطلق.. وحصيلة يومها الأوّل «10 مطلوبين و18 سيارة مسروقة»
مجلس الوزراء: طفح كيل «الآلية»
بعدما راكمت تجارب مريرة على مستوى انتاجية المؤسسة التنفيذية، ها هي الآلية المبتغاة أساساً لتسيير العمل الحكومي في زمن الشغور الرئاسي تُدخل مجلس الوزراء في «إجازة» قسرية تحت وطأة قيودها التي كبّلت في أكثر من محطة عجلات المجلس وأوصلته أمس إلى حيث طفح الكيل مع رئيس الحكومة تمام سلام معلناً رفع الجلسة حتى إشعار آخر، في وقت استبعدت مصادر وزارية لـ»المستقبل» أن يعود مجلس الوزراء إلى الالتئام مجدداً «قبل وضع الحلول الناجعة لمسألة الآلية».
وفي التفاصيل كما نقلتها المصادر الوزارية، أنّه وإثر انتهاء الاستهلالية السياسية لرئيس مجلس الوزراء بادر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى طلب الكلام فأعلن أنه مع الوزيرين أشرف ريفي وأليس شبطيني لن يوقعوا على أي مرسوم حكومي بعد اليوم ربطاً بعدم تعيين مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة طرابلس على الرغم من صدور القانون والمراسيم ذات الصلة بالمجلس منذ العام 2008. ثم ولدى وصول المجلس إلى بند قبول استقالة إحدى الموظفات من التعليم الثانوي تمهيداً لتعيينها أستاذة في الجامعة اللبنانية، أبدى درباس اعتراضه مذكّراً بأنه لن يوقّع على أي مرسوم قبل حل موضوع طرابلس، فحاول رئيس الحكومة معالجة الأمور مع تسجيل انزعاجه من تعطيل الانتاجية الحكومية إلا أنّ درباس نفى نفياً قاطعاً أن يكون بصدد تعطيل عمل المجلس مذكّراً سلام بأنه سبق أن أعطى الحكومة «إجازة» حتى تم التوصل إلى اتفاق في ملف النفايات الصلبة وأردف: «طرابلس أهم يا دولة الرئيس من النفايات الصلبة… ربما أنا الأقل شأناً بينكم في هذه الحكومة إنما من أمثّلهم ليسوا أقل شأناً أبداً».
وأضافت المصادر أنّ الوزير محمد المشنوق طلب حينئذ الكلام وحين توجّه إلى درباس قائلاً: «نحن معك يا معالي الوزير لكن هذا النزق..» سارع وزير الشؤون إلى مقاطعته معترضاً على هذا التوصيف وبادر إلى مغادرة الجلسة من دون أن تُفلح محاولات الوزراء في إعادته إلى داخل القاعة. وعلى الأثر أعرب المشنوق قبل استئناف المناقشات في الجلسة إلى إبداء اعتذاره عن التعبير الذي استخدمه مؤكداً أنه لم يقصد الإساءة إلى «الصديق» درباس.
حرب ـ بوصعب
من ناحية أخرى، أفادت المصادر الوزارية أنّ وزير التربية الياس بو صعب علّق على اتهام وزير الاتصالات بطرس حرب وزراء «التيار الوطني الحر» بعرقلة الملفات الحكومية فطالبه بدوره بعدم عرقلة المراسيم، مذكراً حرب في هذا السياق بأنه سبق أن بقي مدة شهرين ونصف الشهر رافضاً توقيع المراسيم في مجلس الوزراء قبل أن يعود فيوقّع عليها «بسحر ساحر». فرد حرب على إثارة بو صعب مسألة ترفيع موظف من الفئة الثالثة الى الثانية مشدداً عل وجوب اعتماد الشفافية في عرض هذه المسائل وسأل: «لديّ في وزارة الاتصالات مراكز شاغرة كثيرة فهل ندع كل وزير يتصرف على هواه أم نلتزم القوانين؟«.
إزاء هذا الأخذ والرد، حسم سلام الجدل متوجهاً إلى أعضاء مجلس الوزراء بالقول: «لا نستطيع الاستمرار على هذا النحو، ولا يمكننا الاستمرار بهذه الآلية»، ثم عمد إلى رفع الجلسة.
وتعليقاً على المستجدات الحكومية، أكد الوزير حرب عقب انتهاء الجلسة لـ«المستقبل» أنه اتخذ قراراً نهائياً لا رجعة عنه بعدم تسهيل الأمور قبل إيجاد حل جذري للمسألة، قائلاً: «هيك ما بيمشي الحال».
أما وزير العمل سجعان قزي فاستبعد لـ«المستقبل» إمكانية إعادة النظر في الآلية الحكومية المعتمدة راهناً في ظل الفراغ الحاصل في سدة رئاسة، موضحاً أنّ ذلك «يتطلب المرور بكافة أطراف الحكومة لنيل موافقتها على تعديل الآلية وهذا الأمر يبدو أنه لا يحظى بقبول كل الأطراف في هذه المرحلة».
خطة البقاع
أمنياً، انطلقت أمس مفاعيل الخطة الأمنية في البقاع وسط تأكيد مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ هذه الانطلاقة لم تحظَ بالزخم المتوخى من الخطة بعد تحت وطأة العاصفة التي تضرب المنطقة. وأعلنت قيادة الجيش أنّ حصيلة اليوم الأول من تنفيذ الخطة أسفرت عن «توقيف 10 أشخاص مطلوبين بعدة وثائق، إضافة إلى ضبط 18 سيارة مسروقة»، موضحةً في بيان أنه «في إطار ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة البقاع، ومكافحة الجرائم المنظمة وملاحقة المشبوهين والمطلوبين الى العدالة، باشرت قوة مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام تنفيذ خطة أمنية واسعة تستمر لعدة أيام، وشملت بتاريخه تنفيذ عمليات دهم وإقامة حواجز ثابتة وظرفية، وتسيير دوريات في مختلف البلدات والقرى في المنطقة المذكورة».
وأفاد مراسل «المستقبل» في البقاع نضال صلح أنّ الخطة الأمنية انطلقت في البقاع فجراً بتنفيذ آليات القوى العسكرية والأمنية عمليات انتشار ميداني واسعة عند مداخل بلدتي بريتال وحورتعلا وفي محيطهما. ونقل عن مصدر أمني في المنطقة تأكيده وجود «العشرات من المطلوبين بجرائم مختلفة في البلدتين»، ولفت في المقابل إلى «إقامة حواجز عند كافة المداخل المؤدية إليهما، وحتى في الأراضي الزراعية، منعاً لفرار أي مطلوب».
اللواء
سلام بذكرى الحريري: نأمل وصول العدالة الدولية لاكتشاف القتلة
نستعيد تجربته ونتطلّع لترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار
رأى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام «ان لبنان فقد برحيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، زعيما استثنائيا وضعه على الخارطة العالمية، وأعاد اليه موقعا متميزا في قلب العالم العربي، فبذل نفسه حتى الرمق الأخير ليحقق له السلام والأمن والعزة والرفعة والسيادة والاستقلال».
وقال سلام، في بيان لمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري «قبل عشر سنوات امتدت يد الغدر الى قلب بيروت لتنال من قامة لبنانية وعربية كبيرة، طبعت الحياة السياسية في لبنان بطابع استثنائي على مدى سنوات طويلة، وقدمت نموذجا فذا في الأداء الاقتصادي والعمل الإنساني والتنموي. إننا، في مناسبة مرور عشر سنوات على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ننحني احتراما لذكرى من كان لبنان شغفه الأول والأخير، فبذل نفسه حتى الرمق الأخير ليحقق له السلام والأمن والعزة والرفعة والسيادة والاستقلال.
في هذه المناسبة الأليمة، ومن قلب واقعنا المأزوم، نستعيد تجربة رفيق الحريري ونتطلع الى تعميم وترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار، التي اعتمدها في ادائه السياسي باعتبارها بحق الأعمدة الرئيسية للحكم الرشيد في بلد متنوع مثل لبنان.
لقد شكل رفيق الحريري دائما النموذج المعاكس لكل أشكال التطرف، وأدرك مبكرا معنى الصيغة اللبنانية ودقتها، فأظهر طيلة مسيرته السياسية داخل السلطة وخارجها، حرصا شديدا على حفظ التوازن وصون العيش المشترك بين مكونات المجتمع اللبناني وفق الأسس التي رسمها اتفاق الطائف الذي كانت للرئيس الشهيد مساهمة كبيرة في ولادته.
آمن رفيق الحريري بأن لا خلاص لأي فئة خارج إطار الدولة، حاضنة اللبنانيين بمختلف توجهاتهم، وعمل على تعزيز المؤسسات وآليات العمل الديموقراطي المنصوص عنها في الدستور. كما سعى إلى تقوية القوى والأجهزة الأمنية الشرعية التي اعتبر على الدوام أنها وحدها المسؤولة عن أمن لبنان واللبنانيين.
لقد فقد لبنان، برحيل رفيق الحريري، زعيما استثنائيا وضعه على الخارطة العالمية، وأعاد اليه موقعا متميزا في قلب العالم العربي كانت قد أفقدته إياه سنوات الحرب المشؤومة.
إننا في هذه اللحظة الحزينة، نتوجه بكل مشاعر التضامن إلى عائلة الرئيس الشهيد ومحبيه، آملين أن تصل العدالة الدولية الى اكتشاف القتلة والاقتصاص منهم، لوضع حد نهائي لجريمة الاغتيال السياسي في لبنان. رحم الله رفيق الحريري».
وفي نشاطه، استقبل الرئيس سلام سفيري تركيا إينان أوزيلديز، وأرمينيا آشوت كوتشريان، فوزير العمل سجعان قزي، والنائب العام التمييزي القاضي سمير حمود. ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر. ووفدا من جمعية شراكة النهضة اللبنانية -الأميركية التي تقوم بدعم نشاطات عدة في لبنان.
ثم التقى أمين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان الذي قال بعد اللقاء: «تداولنا في بعض الملفات، منها ملف المرفأ، ووضع اللجنة المؤقتة وما يحكى عن ردم الحوض الرابع وكل تداعياته، وقد نقلت وجهة نظر التكتل بعد دراسات مستفيضة قمنا بها على الصعيد القانوني وعلى الجدوى الاقتصادية، وتبادلنا الآراء وكان هناك كلام حول العودة في الكثير من المسائل الى الوضع الدستوري والقانوني واستكمال البحث في موضوع الجدوى الاقتصادية».
أضاف: «بحثنا أيضاً في ملفات أخرى تعنى بشؤون اجتماعية ومناطقية وبلدية، منها عائدات البلديات من الخلوي والتنمية المحلية وما يحصل اليوم على صعيد المناطق، ولمسنا تصميما عنده بإعطاء التوجيهات اللازمة الى كل الاجهزة المعنية والمختصة بالوزارات القيام بواجبها في مجال اضرار العاصفة».
ولفت «كان التركيز واضحا بضرورة الارتكاز الى الوضع الدستوري والسياسي، اضافة الى التسريع في مسار التفاهمات التي تحصل من خلال الحوارات التي ترخي بظلالها على الوضعين الداخلي والخارجي، وبالتالي يجب إحداث خرق وعدم استمرار الوضع على ما هو عليه، وأعتقد انه ستكون هناك ترجمة فعلية لهذه المسارات الإيجابية في وقت قريب».
[ad_2]