الشيطان – جبهة النصرة
موقع إنباء الإخباري ـ
دمشق ـ المحامية سمر عبّود:
جبهة النصرة، أو الكتيبة الفلانية التابعة لذراع من أذرعة الجيش الحر القابع تحت مظلة القاعدة، تعددت الأسماء والمضمون واحد أنه الشيطان.
سؤال يلح عليّ مؤخراً وهو من هو الله؟؟؟
هل هو نفس “الذات الإلهية” في جميع الكتب السماوية؟؟ أم أن هناك من يعاني من انفصام في الشخصية، فيراه تارة يحث على عمل الخير والمحب والتسامح في دين وفي حين آخر يحث على الذبح والقتل؟؟
هل هو الخير والمحبة ؟؟؟ أم الجلاد والحاكم؟؟ وواضع العقوبات؟؟
بعد تفكير واستغفار الله أقول إنه يا سادتي الإنسان الذي يقرّر في نهاية المطاف، وبعد تفكير مليّ أي كفة يرجّح، هل كفّة الخير والمحبة والتسامح أم كفة الشيطان؟؟
بعض البشر اتخذوا الدين ملجأً يعلقون عليه تعاليمهم المشوّهة، وليقنعوا من ضعفت نفوسهم وضعف إيمانهم، يدّعون أن الله يحثّنا على هذا وذاك، وأن الله يحب الانتقام والقتل.
منذ بداية الأزمة السورية طفت على السطح عقول مشوّهة وديانات غريبة وتعاليم عجيبة ونداءات من عالم الشيطان.
هناك من يقول: الله أكبر.. اذبح، الله أكبر.. اقتل، الله أكبر.. اخطف واسحل، الله أكبر.. دمّر واهدم.
هذا الـ “إله” لا أعرفه، ولد جديداً منذ قرابة السنتين، أو إنه مولود ولكنه لم يجد البيئة الحاضنة له، حتى طفت تلك الرؤوس المليئة بالحقد، بكره الآخر، بتكفير الغير، وتأليه بعض الفئات.
ظهر بعض الشيوخ ممن ركبوا الموجات التي تدر مالا وفيرا وابتدأوا باصدار فتاوى تحرّم معايدة المسيحي لأنه كافر، وإصدار فتاوى تجيز ذبح المسيحي إذا رفض إن يسلم (ليس من كلمة سلام أو إسلام )، المقصود أن يسلم عقله للباري ويلحق بالقطيع، فإن رفض، حكم عليه بالقتل. لكنهم، والحق يقال، ابتدعوا طرق قتل جديدة يجب أن تسجل براءة اختراع، إنها يا أعزائي السواطير التي تنزل على رقبة الانسان، فتفصل رأسه عن جسده.
هذه تعاليم الـ “إله” الجديد، “إله” جهله “المنحبكجيي” و”الشبيح” والوطني، “إله” يعرفه جيداً السلفيون والوهابيون.
“إله” قاتل مجرم
يحث كل من يتبعه على تطوير غريزة الشر ووأد غريزة الخير.
يحث على إبطال قوانين المحبة والتسامح واتّباع طقوس الشيطان.
بلغ بهم الحد أن يدخلوا الأطفال أحباب الله إلى ميدان القتل فألبسوهم ثوب الحقد ووضعوا في أيديهم السلاح والسواطير، وقالو ا لهم: هذه تعاليم الله فاتبعوها.
قاموا بتهجير قرى يقطنها المسيحيون، ومن رفض الاستسلام وبقي يواجه. هياكل تبدو للوهلة الأولى آدمية، ولكن إن أمعنت النظر، ترى سمة الشيطان على جباههم.
دخلوا قرى في الأرياف، حاصروها وأثقلوا كاهلها بالتجويع، حتى وصل الحد إلى ارتكاب مجازر لن أقوى على ذكرها كلها، فلقد فاقت حدود عقلي البشري.
ولكن لم تقتصر حربهم على المسيحيين فقط، فكل من هو “آخر” معرّض للقتل والذبح، إن كان سنيّاً أو شيعياً أو علويّاً أو نصيريّاً أو أيّا كان.
هذا هو إلههم وهذه هي تعاليمهم.
راس العين، حمص وريفها، قطنا، يبرود، داريا..
بعض الأمثلة، ليس من باب الحصر، إنما على سبيل المثال فقط.
كل من هو “آخر” في سوريا معرّض للقتل، لا يهم كم يبلغ من العمر، إن كان “آخر”، فهو عرضة للخطف والقتل والذبح والتقطيع.
هذه سنّتهم.
اليوم وأنا أهمّ بكتابة هذا المقال رأيت نداءً لطفل يبلغ من العمر 14 عاماً، خُطف، طلبوا في البداية فدية ثلاثة ملايين ليرة، ومن بعد ان اكتشفوا ان عائلته غير ميسورة الحال ابتدأت المناقصة حتى وصلت إلى مئة وخمسين ألف ليرة، فإما أن يدفعوا المبلغ أو يودعوا طفلاً آخر، آمل أن يكون الأخير، لكنه لن يكون ذلك.
هنالك رجل آخر، تزوج حديثاً، يدعى آندريه ارباشي، ينتظر مولوده الأول، كل جريمته أنه مسيحي، قطع جسده ورمي به إلى الكلاب كطعام،
وآخرون جنود يحملون صلبان التضحية في أعناقهم، صوّروا من قبل جبهة الشيطان قبل إعدامهم. آخرون يصرخون: نحن سنيّون ومن درعا، جنود، حرّاس على الوطن، لم يسعفهم حظهم أيضاً وأعدموا ميدانياً.
وغيرهم وغيرهم الكثيرون
قلمي تعب، وسالت منه الدموع، فلم يعد يقوى على مواصلة الحديث وتعداد القتل والذبح
نحن اليوم على اعتاب سنة جديدة
آمل أن تكون مختلفة عن تلك التي مرت
فلقد مرت سنة الرؤوس..
فهناك من قُطِعت رؤوسهم، فتقطعت أوردة الفرح في عروقنا لغيابهم، هناك من فقدوا رؤوسهم لأنها هشة وبالكاد معلّقة على جسد تخلخلت به المزادات السياسية، وكذبوا على عقولنا وأوجعوا لنا رؤوسنا.
هناك من لا روؤس لهم فخرجت أصواتهم من أجهزتهم “إله”ضمية، قيء من السم، وسببوا لنا الدوار والغثيان. وهناك من غُسلت رؤوسهم بمبيدات الأخلاق والمنـطق، فتحوّلوا إلى سواطير لقطع رؤوسنا، وهناك رؤوس السوريين الشامخة تراهن على انخماد العاصفة، وستبقى هذه الرؤوس، فالمجد لها وهنا رأس قلمي يراهن على سنة جديدة مليئة بالأمل.
إن الله معنا، فمن علينا؟
http://www.theaustralian.com.au/news/world/syrian-rebels-beheaded-christian-and-fed-him-to-dogs/story-fnb64oi6-1226545322022
كل مايحدث لنا بذنوبنا فلقد أسأنا كثيرا لأنفسنا وللأخرين وحتى لدينانا العظيم