الشرعية الحقيقية والشرعية الشكلانية
صحيفة المنار الفلسطينية-
حمدي فراج:
بعقد المجلس المركزي اجتماعه الاسبوع القادم على الشاكلة التي اعلن عنها ، تكون القيادات الفلسطينية قد ذهبت الى منعطف اعمق وابعد في الارتداد و الانقسام والتمزق والتشرذم ، ويكون “الامل” في التوحد بين اجنحتها قد تبخر تقريبا ، بما في ذلك المحاولة الصادقة والنصوحة التي اعلنت عنها الجزائر الشقيقة . وبغض النظر عن المؤيدين لعقد المركزي ، او المعارضين ، وبغض النظر عن اهداف الانعقاد ، المعلنة او المخفية ، لهؤلاء و اولئك ، وبغض النظر عن الطعونات التي سيوجهها هؤلاء لأولئك ، و اولئك لهؤلاء ، من تعطيل الشرعية او حرف البوصلة او الاستمراء في النهج التساوقي ، او او او ، فإن هذه الحالة ليست جديدة على التاريخ الفلسطيني قديمه وحديثه ، لكن بعد كل هذا الخلاف الذي وصل في بعض الاحيان حد التصادم والاحتراب ، فيبدو الان انه يصل مرحلة الانفجار بين نهجين ضدين ، يدعي كل منهما انه الشرعية التي تمثل الشعب وتطلعاته . وهنا يجدر القول ، ان مقاومة المحتل ، هي الشرعية الحقيقية التي يحتاجها الشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال والعدوان ، ومن هنا جاءت شرعية حماس والجهاد رغم انهما غير ممثلتان في الممثلة الرسمية منظمة التحرير ، وقبلها جاءت شرعية فتح والجبهات الشعبية والديمقراطية والنضال والتحرير والصاعقة … الخ ، بمعنى ، ان المقاوم والمناضل والمجاهد ، لا ينتظر الحصول على شرعية احد باستثناء شرعية مقاومته ونضاله ، حتى لو كان فردا واحدا ، فيصبح شهيدا عند شعبه عندما يقتل او أسيرا لدى السجان ، وفي كلا الحالتين يحظى بالدعم والتأييد والتضامن المحلي والعالمي كمقاتل من أجل الحرية “Freedom Fighter”.
نقول ذلك لمن يحاول تسويد و تشويه المشهد الفلسطيني اكثر مما هو أسودا و مشوها ، او من يحاول تيئيس الناس ،”استدخال الهزيمة” وفق الدكتور عادل سمارة . الحالة القيادية الرسمية في الاعلى ، هي هكذا منذ البواكير ، منذ الانشقاقات الداخلية حتى اصبحنا اكثر من ثلاثين فصيلا ، بمن فيهم الذي قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، منذ “انتم قولوا ما تشاؤون وانا افعل ما أشاء” ، منذ “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية” ، فأين وصلنا مع هذه الدول ، ومنذ اقامة الدولة على اي جزء من فلسطين ، حتى اصبحت هذه الفلسطين لا تتعدى الخمس او حتى السدس ، ومنذ ان استبدلنا الثورة بالسلطة ، فلا على دولة حصلنا و لا على ثورة ابقينا . لكن نضال الشعب لم يتوقف ، و لهذا ابقت اسرائيل على التجنيد الاجباري و على “البسطار” العسكري في قدم ابنائها ، اولادا وبنات ، ثمانين سنة ، لم تنخدع بأي اتفاقية “سلام” مع مصر او الاردن او حتى السلطة الفلسطينية ، فخاضت حروبا أكثر عددا من تلك التي خاضتها قبل توقيع اوسلو ، آخيرها وليس آخرها “سيف القدس” ، و مع مطلع السنة الجديدة 2022 ، تزامنا مع المجلس المركزي “التوحيدي/ التشرذمي” “المقاوم / المساوم” يخرج الشعب البدوي من عقاله ، ما وصفه مسؤولون اسرائيليون بالانتحار القومي .