السيد نصرالله: لن يسمح لـ’إسرائيل’ والسعودية وتركيا وكل الطواغيت أن يسيطروا على سوريا
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله على أن قادتنا هم جزء من معركتنا المفتوحة مع العدو والمشروع الاميركي الصهيوني، وهم باقون معنا بأسمائهم وأرواحهم وعطاءاتهم، معنا في الفكر والوعي والعمل والجاد والميدلان والثأر الذي لم ولن ينسا، مشيراً إلى أننا “نحيي ذكرى القادة كل عام لنستمد منهم الصبر والثبات في مواجهة التحديات القائمة والقادمة، ونحن ببركة قيادتهم وتوجيهاتهم وجخادهم وتضحياتهم ودمائهم انتقلنا من نصر الى نصر وذقنا طعم العزة والكرامة، والقدرة على اسقاط المشاريع الكبرى التي تستهدف وطننا”.
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله
وفي إحتفال نظّمه حزب الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في مجمع سيد الشهداء في ضاحية بيروت الجنوبية، تابع أنه “في كل سنة تعقد مجموعة مؤتمرات بالكيان الاسرائيلي ويحللون تطورات المنطقة ويطرحون تقديرات ويقدمون توصيات للحكومة لتعمل على اساسها بما يخدم مصالح “اسرائيل”، نتائج الخلاصات هذا العام متقاربة ومن هذه الخلاصات: الاسرائيليون يعتبرون أنهم أمام فرصتين وتهديدين، الفرصة الاولى هي تشكل منلاخ مناسب لاقامة علاقات والدفع بتحالفات مع الدول العربية السنية وهذا وفق تعبير “الاسرائيليين”، تكتل الدول السنية والدفع بتحالفت معها تكون في مصلحة “اسرائيل” ومستفيدين من تفاقم المواجهة بين الدول العربية السنية وايران، الفرصة الثانية هي امكانية تغيير النظام في سوريا، بالتعبير الحرفي: “سقوط النظام في سوريا سينزل ضربة قاسية بمحور المقاومة والجيش السوري سيصبح من المشكوك بقدرته المشاركة بأي مواجهة عسكرية مع اسرائيل”.
وأضاف أن “التهديد الاول للإسرائيلي هو ايران، والثاني هي حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ويصنف حزب الله بالتهديد العسكري الاساسي، لذلك عندما يصلون الى التوصيات يكثرون الحديث عن حرب لبنان الثالثة بعد حرب تموز والغزو الاسرائيلي عام 1982. “الاسرائليون” ومعهم حكومات عربية يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي والتصوير أن كل ما يجري بالمنطقة هو صراع سني شيعي، هو صراع سياسي كما في اليمن والبحرين وسريا والعراق ولبنان، العنوان الطائفي يخدم مصالحهم”.
وسأل الأمين العام لحزب الله الحكومات العربية هل تقبلون صديقا ما زال يحتل أرضا سنيا، هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر في التاريخ بحق أهل السنة. من الذين يمنع عودة ملايين الفلسطينيين الى ديارهم؟ هؤلاء الصهاينة صادورا الحرم الابراهيمي وينتهكون حرمة المسجد الاقصى وهي أوقاف سنية، وفي كل يوم كم حرب شن على غزة وعشرات آلاف الشهداء وفي كل يوم قتل لشباب وشابات وأطفال وشيوخ فلسطين أمام مرأى العرب والمسلمين وامام الحكام الذين يقولون زورا أنهم سنة.
وأردف: “الفلسطينيون يتعرضون للمهانة في كل ساعة أليسوا من أهل السنة؟ كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم “اسرائيل” على أنها صديق وحامي ما هذا لاخداع الذي يمارسه الاعلام العربي ويخترعون أعداء آخرين. مستغرباً كيف للبعض أن يتخذ اسرائيل صديقا وحليفا وحاميا وهي التي فعلت ما فعلت. كل الذين قتلوا واستشهدوا واعتقلوا من أبناء الشعوب العربية ألم تكن أغلبيتهم الساحقة من أهل السنة. هذا الامر يجب أن يواجه بجدية. وللأسف فإن يعالون ونتانياهم يقدومن أنفسهم بأنهم حاميون أهل السنة، وهذه مسؤولية العلماء والناس أن يرفضوا التضليل والتأمر، والا فلسطين ستضيع الى الابد، المقدسات الاسلامية والمسيحية ستضيع الى الابد.
وأشار السيد نصرالله إلى أن “اسرائيل تعاطت مع الاحداث السورية بأنها فرصة لتغيير النظام وحلقة الفصل الاساسية وعامود خيمة المقاومة، واذا كسر هذا العامود، محور المقاومة سيتلقى ضربة قاسية جدا، فمن زاوية مصلحة “اسرائيل” ، والآن هناك شبه اجماع “اسرائيلي” بأن اي خيار اخر غير بقاء نظام الرئيس الاسد مقبول به لأنهم يعتبرون أن هذا النظام كان ومازال وسيبقى يشكل خطرا من خلال موقعه على مصالح “اسرائيل” في المنطقة، لذلك هم من اليوم الاول كانوا جزء من المعركة على سوريا استخباراتيا ولوجسيتيا، وتسهيلات عبور في أكثر من مكان بلبنان والاردن، وكانت “اسرائيل” من خلف الستار تحضر كل ما يمكن أن يحرض ضد سوريا.
جانب من الحضور خلال الإحتفال
ورأى سماحته أن “اسرائيل تلتقي بقوة مع السعودي والتركي على أنه لا يجب ولا يجوز أن يسمح بأي حل يؤدي الى بقاء الاسد ونظامه حتى لو حصل تسوية ومصالحة وطنية سورية سورية، هذا الامر مرفوض سعوديا وتركيا واسرائيليا لذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون ذهاب الوفود، ويضعون شروط مسبقة ويرفعون الاسقف التي لم تعد قبولة اوروبيا وأميركيا، ولا مشكلة لهم باستمرار الحرب، ويعتبرون أي مصالحة وطنية خطرا يرفضونه وخصوصا على “اسرائيل”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن الاسرائيليين في هذه المؤتمرات الاخيرة سلموا بواقع أنه لا يمكن اسقاط النظام، لذا يدعون وبكل وقاحة الى تقسيم سوريا على اساس عرقي وطائفي، معتبرين انه اذا تم تقسيم سوريا الى دويلات يمكن التفاهم والتواصل مع هذه الدويلات وصولا الى مرحلة التحالف، لذلك هو يرفضون حصول مصالحة وطنية سورية ويتعبرون أن الافضل أن تقسم سوريا من أي يحصل تسوية تبقي النظام والرئيس.
وشدد السيد نصر الله على أن اسرائيل فشلت في سوريا حتى الآن لان هدف “اسرائيل” كان إسقاط نظام الرئيس الاسد ولم يتحقق، كما فشلت بإيصال سوريا الى مرحلة التقسيم، مشيراً أيضاً إلى أن المشروع السعودي في سوريا فشل ولم يجن الا الخيبة وهو يتجرع اليوم كأس أحقاده، لافتاً إلى أن الجيش السوري والقوى الشعبية ومن معهم من حلفاء يقاتلون على امتداد الاراضي السورية ما يعني ان القرار الوطني في سوريا هو منع التقسيم.
وجدد السيد نصرالله القول إننا أمام انتصارات كبيرة في محورنا، ولا أتحدث عن نصر كامل بل عن تطورات ميدانية هائلة وضخمة، في ريف اللاذقية هناك قريتين قبل حسم المعركة، وفي ريف حلب الشمالي هناك انهيارت كبيرة للجماعات المسلحة والجيش السوري يدخل الى بعض المدن دون قتال، وهذا يدل أن هناك مسار جديد موجود في سوريا والمنطقة، وهذا فتح باب أمام مستجد جديد له انعكاس على سوريا والعالم.
وأضاف سماحته أن هذه الهزائم دفعت بالسعودية وتركيا الى الحديث عن تدخل بري لمحاربة “داعش” وضمن الائتلاف الدولي بقيادة أميركا، وهذا تطور مهم جدا سواء حصل أو لم يحصل، قائلاً إن رهان السعودية وتركيا على التدخل البري ليس لمواجهة “داعش” بل لتكون متواجدتين على طاولة المفاوضات حول سوريا أو لمواصلة تسعير الحرب السورية.
وانتقد السيد نصرالله السعوديين والاتراك، معتبراً أنهم جاهزون لأن يأخذوا المنطقة الى حرب اقليمية وعالمية وليسوا جاهزين على الاطلاق بان يقبلوا بتسوية حقيقية في سوريا وهذا ما يظهر مستوى الحقد الاعمى.
هذا وبارك سماحته في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية للقائد الإمام الخامنئي ولاخواننا في ايران رئيسا وحكومة وشعبا بهذه المناسبة ونتمنى لهذه الجمهورية المزيد من العز والقوة والتطور.
وأضاف أنه “في الذكرى الـ11 لاستشهاد الحريري الي نرى من واجبنا الاخلاقي رغم الخصومة السياسية مع بعض ورثته أن نتوجه بتجديد التعزية والتعبير عن مشاعر المواساة في هذه الذكرى التي نتأمل أن يأتي يوما وتجمع اللبنانيين. وفي الذكرى الـ10 لتفاهمنا مع التيار الوطني الحر الذي تطور الى تحالف. وفي الذكرى الـ5 لانطلاق الثورة البحرينية والتي تواصت رغم القمع والقتل والتي أثبتت أنها ما زالت تملك الارادة والعزم والتوهج”. تابع أنه “على مقربة انتهاء عام من العداون الاميركي السعودي على اليمن، والذي ما زال الجيش واللجان الشعبية يسطران أعظم الملاحم بصد العدوان، التحتية لكل اليمنيين الصامدين الثابتين الذين يعبرون عن مظلومية الانسان والتاريخ”.
وتابع سماحته أنه في ذكرى قادتنا الشهداء، شيخ المقاومة الشيخ راغب حرب وسيد شهداء المقاومة عباس الموسوي الذي استشهد مع زوجته وطفله، وذكرى القائد الجهادي الكبير عمادمغنية، أشكركم على هذا الحضور في مثل هذه المرحلة التي نحتاج فيها أن نستلهم من الشهداء القادة الكثير.