السيد علي الخامنئي: ضخ الیأس و الاحباط فی اوساط المجتمع هو ما یفعله العدو
رأى الامام السيد علي الخامنئي أن الذین یضخون الیأس والاحباط في المجتمع “من المحتمل الا یكونوا اعداء الا ان عملهم هذا هو نفس عمل العدو”. وحول عقبات تحقیق الاهداف الرسالیة قال، “ان البعض یقولون لماذا یلقی القائد السبب فی جمیع المشاكل علي عاتق امیركا وبریطانیا الخبیثة، لكني ازاء ذلك اقول بأن هذا الكلام استنباط خاطئ لانني اعتبر ان غالبیة المشاكل والعقبات داخلیة المنشأ الا ان الاعداء یستغلونها”.
و في كلمة له خلال استقباله عصر الاثنین حشداً من الطلبة الجامعیین ومندوبي التنظیمات الجامعیة المختلفة، اعتبر السيد الخامنئی “عدم الفهم الصحیح لقضایا البلاد والثورة، وعدم معرفة المحیط، والالتباس في تمییز الصدیق عن العدو، من ضمن العقبات امام تحقیق التحرك نحو الأهداف الرسالیة”، محذراً من “الالتهاء بقضایا وذرائع مثیرة للفتنة والخوض فی القضایا الهامشیة”. كما حذر سماحته “ضخ العجز والاحباط فی صفوف المجتمع الایراني، والایحاء بان السیادة الشعبیة الحقیقیة في ایران على انها دكتاتوریة، وفبركة الاكاذیب وتحریف الحقائق التاریخیة، وتحجیم الانتصارات وتضخیم نقاط الضعف، ووضع العقبات والحظر من العوامل الخارجیة المعیقة للتحرك نحو الاهداف ارسالیة”. وقال “ان الذین یثیرون الشبهات حول النظام وأسسه وقیمه هم في الحقیقة یمارسون التهدیم ولیس الثوریة.” واعتبر قائد الثورة “ضرورة المطالبة بنمط الحیاة الاسلامیة – الایرانیة ومواجهة الكسل وانعدام الهویة ومناهضة الدین، من ضرورات الحركة الثوریة الجامعیة”.
من جهة ثانية، رأى سماحته أن “الروح الشبابیة والشعور بالهویة المؤثرة والحوافز الایمانیة والرسالیة للتیارات الجامعیة والمناداة بالاهداف الرسالیة، تبعث الأمل بالمستقبل”. وقال السيد إن النتیجة الأهم والأبرز لهذا اللقاء هو “بروز الروح والحركة المفعمة بالنشاط والحیاة والحوافز في صفوف الجامعیین بمختلف التوجهات وأن هذه الأجواء الحقیقیة هي على النقیض مما یوحي به الاعداء والاجانب وبعض العناصر المحلیة حول الیأس والاحباط فی الجامعات”. واضاف السيد الخامنئي أن “وجود مثل هذه الروح یجعل الجامعي یشعر بالتأثیر وأن یتحدث ویطالب بناءً على هذا الشعور”.
واعتبر الامام “احد التمهیدات اللازمة لتحقیق الآمال هو تواجد الشباب المتحمس والمتحفز فی الساحة وفكرهم وجهودهم لمعالجة المشاكل”. واكد أن “حركة البلاد والنظام ماضیة الي الامام بلا شك”، مضيفاً “لقد قلت دوما أن المستقبل سیكون افضل من الیوم ومتعلق بالشباب، الا ان الضرورة لذلك هو استمرار السیر على الصراط المستقیم والحركة المستمرة والدؤوبة بلا كلل”. وبیّن الامام المراحل الخمس للثورة، مضيفاً “لقد كان هنالك تصور خاطئ فی بدایة انتصار الثورة الاسلامیة وهو ان الثورة ستنتهی بعد تأسیس النظام، هذا التصور یرى الثورة توتراً ونزاعاً وأعمالاً غیر قانونیة”.
واعتبر سماحته تأسیس ‘النظام الثوري والاسلامي” بأنه یشكل المرحلة الثانیة، مضيفاً، أن “النظام الثوري والإسلامي له اهداف وطموحات وقیم یحتاج تحقیقها الى المرحلة الثالثة أي بلورة “الحكومة الثوریة” حكومة تؤمن بأركان النظام الاسلامي”. وأكد أنه “وفي ظل الأداء الصحیح للحكومة الإسلامیة والثوریة وتحقیق الأهداف الرسالیة تتبلور المرحلة الرابعة أي ‘المجتمع الإسلامي والثوري”، مضيفاً أن “النظام الإسلامي والحكومة الإسلامیة والمجتمع الإسلامي، توفر كلها الأرضیة للمرحلة الخامسة أي بناء “الحضارة الثوریة والاسلامیة”، لذلك فإن الثورة لا تنتهی ابدا ومتواصلة على الدوام”.
واشار قائد الثورة الى “الأهداف الرسالیة للنظام الإسلامي والثوري”، مضيفاً أن “أحد هذه الأهداف وهو مهم جدا یتمثل بـ ‘العزة الوطنیة’ یعنی الشعور بالفخر الوطنی المبنی علي حقائق المجتمع ولیس المرتكز علي الاوهام والتصورات”. واعتبر آیة الله الخامنئی “الثقة بالنفس الوطنیة والاستقلال السیاسی والاقتصادی والثقافی سواء حریة الفكر والتعبیر والعمل من الاهداف الرسالیة للنظام الاسلامي”، مؤكداً على أنه “إن لم تكن الحریة متوفرة لن یتحقق النمو المعنوي وتقدم المجتمع، إلا أن هذه الحریة بحاجة الى قانون واطار وفي غیر هذه الحالة ستؤدي الى التحلل وهو ما نشاهد أمثلة له فی عالم الغرب”.
وأكد القائد أن “الثورة من دون هذه الأهداف الرسالیة تكون في الواقع مجرد تغییر ادارة البلاد من افراد الى آخرین لذا ینبغی مواصلة الحركة نحو الاهداف الرسالیة”، مضيفاً “انني مطلع على قضایا المجتمع من مختلف القنوات ومع الأخذ بعين الاعتبار جمیع هذه القضایا اعتقد بأن النظام الاسلامي حقق التقدم فی جمیع هذه الاهداف الرسالیة على مدى الاعوام الاربعین الماضیة”. واضاف أنه “حتى فی مجال العدالة، ورغم اننا متخلفون عن المتوقع، نلاحظ تحقیق انجازات جیدة، مقارنة مع الخراب والتخلف اللذین كانا فی عهد الطاغوت.” وقال إن “الحریات المتوفرة الآن فی الأجواء الاجتماعیة والسیاسیة والإعلامیة والافتراضیة لا تقارن مع حالة القمع التی كانت سائدة في عهد نظام الظلم الملكي”. كما نوه الى “التقدم والانجازات الملموسة فی مجالات العمل والتكنولوجیا”، واضاف، “لقد حققنا فی مجال الاهداف الرسالیة مثل هذا التقدم ایضا ولكن لا ینبغي القناعة بهذا الحد بل یتوجب مواصلة هذه الحركة الزاخرة بالفخر والاسراع بها في ضوء امكانیات وطاقات البلاد.” واعتبر سماحته “الشرائح المؤثرة ومنهم الجامعیون والحوزویون والفنانون والعلماء من العوامل الاخرى المسرعة في التحرك نحو الاهداف الرسالیة”.