السيد حسين افتتح الملتقى الأكاديمي اللبناني الصيني
افتتح رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين اليوم أعمال الملتقى الأكاديمي اللبناني – الصيني الثالث بعنوان “تجارب التحديث في الصين وأثرها على العلاقات العربية -الصينية”، في حضور السفير الصيني وو زيغيان، نائب وزير خارجية الصين السابق يانغ فوشانغ، ممثل الرئيس سليم الحص رئيس هيئة الإسعاف الشعبي عماد عكاوي، الأمين العام لجمعية الصداقة الصينية – العربية هو جيانهو، منسق المؤتمر عميد كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج كلاس، رئيس الرابطة اللبنانية – الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر وحشد من العمداء والمديرين والأساتذة في الإدارة المركزية للجامعة في المتحف.
بداية النشيد الوطني فنشيد الجامعة ثم النشيد الوطني الصيني، تحدث بعده كلاس الذي لفت الى ان “هذا المؤتمر يتناول قضايا عميقة ومواضيع جادة، تبحث في جوهر العلاقات الناظمة لحركية التفاعل الفكري، بين المؤسسات العلمية وجمعيات الصداقة في لبنان والصين، والتي أسهمت في زمن قياسي بتقعيد ركائز التعاون بين الفعاليات الفكرية، بما يخدم شعبي البلدين، ويضع آلية مستقبلية من أجل مزيد من التواصل والإنتصار لقضايا الحق، في زمن تغييب حقوق الشعوب الحرة بالحياة، ومحاولة استعمارها من جديد، ومصادرة قرارها، ووضع اليد على أحلامها، والتحكم بمستقبلها، وتقييد حريتها، وإلغاء وجودها، كرمى لعيون الأعداء الطامعين، ومستثمري الشر”.
وقال: “لبنان الدولة الصغرى وتراث العراقة وصلابة التاريخ، لبنان الشعب الكبير بتنوعه ونوعيته، يقول للصين العظمى، من خلال سعادة السفير وجمعية الصداقة، اننا نعتز بهذا التعاون الإنفتاحي والتبادل العلمي، ونقول لكم: “شكرا على دعمكم للبنان.. شكرا لاتخاذكم وضعية الدفاع عن حق شعبنا بأن نجاهر.. بحقنا بحريتنا.. وحقنا بأرضنا، وحقنا بالدفاع عن كيانيتنا المطلقة وسيادتنا غير المنقوصة، وكرامتنا الأغلى من دمنا”.
وختم: “لأننا نرتقي بالكرامة الى مصافي القدسيات ومراتب العز، نفتخر بهذا اللقاء الأكاديمي، الذي نقدمه من حرم رئاسة الجامعة اللبنانية، نموذجا للتلاقي بين الشعوب والحضارات والثقافات، مؤكدين ان لبنان، هو هذه الإضمامة الحلوة من الجماعات الكيانية التي تتنوع لتشكل باقة عطرية، فيها من بخوريات الأرز، وعنبريات الصخر، وأصالة الإنتماء وصلابة الإلتزام، ما يجعلها، هذه الجماعات نكهة هذا الوطن وطعم الحرية فيه”.
زيغيان
بدوره نوه زيغيان بالمشاركة في مؤتمر يعقد في “جامعة عريقة، هي الجامعة اللبنانية، وبعلاقات التعاون بين الجامعة اللبنانية ومختلف الجامعات الصينية، وتحديدا جامعة بكين، والتي تمثلت في السنوات المنصرمة زيارات متبادلة للوفود بين الجانبين وأساتذة وطلاب وتعاون أكاديمي وثقافي”، وتوقف عند “أهمية هذا التعاون في توطيد العلاقات الثنائية بين لبنان والصين”. ونوه “بانفتاح الجامعة اللبنانية ومسؤوليها وبالدور الذي تلعبه رابطة الصداقة اللبنانية – الصينية ضمن إطار أكاديمي وثقافي وبتطوع من أفرادها في سبيل تقوية الصداقة بين لبنان والصين”، شاكرا للجميع تعاونهم معه طيلة فترة وجوده في لبنان”.
ضاهر
أما ضاهر فقال: “انه لحلم جميل يتحقق على أرض لبنان، فقد باتت الجامعة اللبنانية، أكبر جامعات لبنان من حيث عدد الأساتذة والطلاب، رائدة الحوار الأكاديمي المستمر بين لبنان والصين، وبفضل الدعم المشترك الذي قدمته لنا جمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم. وجمعية الصداقة الصينية – العربية، والجامعة اللبنانية أنجزت رابطتنا أعمالا ثقافية متميزة كان لها الدور البارز في تعزيز العلاقات الثقافية والفنية والشبابية بين الشعبين اللبناني والصيني”.
أضاف: “نشهد اليوم تتويجا لقفزة نوعية في تلك العلاقات بفضل الدعم الكبير الذي قدمه لنا معالي الدكتور عدنان السيد حسين، فهو في طليعة نخبة متميزة من أبناء الجامعة اللبنانية الحريصين دوما على تطويرها في الداخل، وتعزيز علاقاتها مع أرقى جامعات العالم، ومنها جامعة بكين التي نستضيف اليوم نخبة من أساتذتها”.
وتابع: “لقد أثمر التعاون الأكاديمي المشترك بين الجانبين اللبناني والصيني نشاطات عدة خلال عامي 2011-2-12 أبرزها انعقاد المؤتمر الأكاديمي اللبناني – الصيني الأول في المعهد العالي للدكتوراه بالجامعة اللبنانية في الأول من حزيران 2011، وإرسال وفد من شباب لبنان الى ملتقى شانغدونغ الدولي بالصين في تموز 2011، وانعقاد الملتقى السياحي الأكاديمي اللبناني – الصيني الأول ببيروت في تشرين الثاني 2011، ثم الملتقى السياحي الأكاديمي اللبناني – الصيني الثاني ببكين في نيسان 2012، وأخيرا وليس آخرا، الملتقى الأكاديمي اللبناني – الصيني الثاني ببكين في تشرين الأول 2012. ونحن نعقد اليوم الملتقى الأكاديمي اللبناني – الصيني الثالث في رحاب الجامعة اللبنانيةن مقرونا برغبة مشتركة في أن يعقد الملتقى الأكاديمي اللبناني – الصيني الرابع في النصف الثاني من تشرين الأول 2013، ويستعد وفد من شباب كلية السياحة بالجامعة اللبنانية يضم 11 عضوا لزيارة الصين في نيسان 2013، وأرسلنا عددا متزايدا من الأكاديميين والإداريين اللبنانيين للمشاركة في دورات تدريبية في الصين بلغ عددهم ستة عشر متدربا”.
وقال: “لم يكن بإمكان رابطتنا التي لا تملك أي موارد مالية، أن تقوم بتلك النشاطات لولا الدعم الكبير الذي حظيت به من جانب رئاسة الجامعة اللبنانية والأصدقاء الصينيين.
لذا أتوجه بتحية خاصة لمعالي الدكتور عدنان السيد حسين، على رعايته المستمرة لنشاطاتنا الأكاديمية المتنامية مع الصين، وحرصه على تغطية نفقات هذا الملتقى رغم الإمكانات المادية الضئيلة التي بحوزة الجامعة. كما أتوجه بالشكر العميق لممثلي جمعية الصداقة للشعب الصيني مع شعوب العالم، ولجمعية الصداقة الصينية – العربية، فبفضل تعاونكم مع الجامعة اللبنانية ودعمكم لمشاريعنا الأكاديمية والفنية والثقافية والشبابية والسياحية تعززت العلاقات بين الشعبين اللبناني والصيني بصورة جلية”.
السيد حسين
بدوره، رحب رئيس الجامعة الدكتور السيد حسين بالحاضرين، متمنيا لملتقى اليوم “كل النجاح وأن تتوثق العلاقات اللبنانية – الصينية الأكاديمية والثقافية من أجل الجامعات في كلا البلدين، ومن أجل العلاقات على مختلف الأصعدة بطبيعة الحال”.
وقال: “ان السفير الصيني الموجود اليوم بيننا والذي سيغادرنا في نهاية الشهر الجاري كان له دور كبير في تعزيز هذه العلاقات، وقد زار جامعتنا أكثر من مرة فله منا التحية والشكر. كما ان الصين العظيمة بحضارتها وثقافتها توثق علاقتها مع هذا البلد الصغير ومع شعبه، فتحية للسفير ولأعضاء الوفد الصيني”.
أضاف: “ان الدول لا تقاس بأحجامها فقط، بل بآثارها الحضارية وعلاقات الصين مع غيرها من الدول ليست جديدة أو مستجدة، فقد نشأت منذ نالت الصين استقلالها بعيد الحرب العالمية الثانية، ولبنان بدوره كان دائما على انفتاح بسياسته الخارجية ليس فقط بحكم موقعه وإنما للبعد الإنساني الذي يرعاه في هذا المشرق العربي. وأنا على يقين بأن الجامعة تستطيع أن تطور هذه العلاقات مع الخارج الثقافي وخاصة مع المجال الآسيوي. وفي الإطار عينه بدأت الجامعة اللبنانية تطور مناهجها، لذلك أخذت تلحظ مراكز الثقافات والحضارات في آسيا، إننا مدعوون لتركيزها مع الشرق بشكل متوازن مع الغرب، ونحن نتابع نهضة الصين في العلاقات الثقافية والأكاديمية، وهذا ما يعنينا في الجامعة. لذلك ستستمر الوفود المتبادلة بين جامعة بكين والجامعة اللبنانية، ونتابع تعليم اللغة الصينية وآدابها، وغيرها من اللغات القديمة والحديثة، وهذا موضوع تتولاه كلية الآداب والعلوم الإنسانية”.
وتوقف عند “أهمية توثيق المعالم الحضارية في لبنان والصين لتكون معروفة من الشعبين ليس فقط في الكتب إنما في ذاكرة الشباب والأجيال”.
وختم: “مصرون على التعاون الدائم معكم الى أقصاه وفي حدوده احترام السيادة والكرامة الوطنية”.
فوشانغ
بدوره لفت نائب وزير خارجية الصين السابق الى “خصائص لبنان ومميزاته ما جعله يستحق عن جدارة لقب سويسرا الشرق”، متناولا “الخطوات التي اتبعتها الصين في التحديث تحت شعار “الإستقرار والإصلاح- والتنمية” فبذلت جهدا للمعالجة الصحيحة طوال ال35 سنة الماضية بمبدأ التوازن بين العناصر الثلاثة”.
وقال: “بالنسبة الى الإصلاح ركزت الصين في سياستها على الإنفتاح والإصلاح، فللتحفيز على التقدم المستمر لا بد من الإصلاحات في المناطق كافة. ولجهة الإستثمار والتصدير والإستهلاك الداخلي كنا في السابق نعتمد على التصدير فغزت البضائع الصينية دول العالم إضافة الى الإستثمار. أما حاليا فنحاول التركيز على الإستهلاك المحلي لرفع الإنتاج، فالأسواق الصينية كبيرة وعدد مستهلكيها يقارب المليار والمليون نسمة، لذلك نسبة النمو بلغت حاليا 7,5 بالمئة ونتمنى ان ترتفع في نهاية العام الجاري، في حين نسبة البطالة بلغت 4,6 بالمئة”.
ونوه بالعلاقات الثنائية بين الصين ولبنان “التي ترتكز على الإحترام المتبادل للسيادة، الأمر الذي تتبعه الصين مع دول العالم العربي حيث لم تتغير علاقاتها معها بالرغم من الأحداث التي حصلت في السنتين الأخيرتين فحافظت على شكلها الودي ولم تتأثر بالإضطرابات، اذ بلغت قيمة التبادل التجاري بين الصين ودول العالم العربي 222 مليار السنة الماضية في حين كانت 195 مليار في العام 2011 و145 مليار في العام 2010”.
وبالنسبة الى الأزمة السورية قال: “لم نكن نصوت بفيتو في مجلس الأمن من أجل مصلحة الصين كون علاقاتها مع دول الخليج العربي أعمق مقارنة بتلك مع سوريا فعلى سبيل المثال قاربت قيمة تبادلها التجاري مع دول الخليج العربي 133 مليار في العام 2011 في حين لم تتجاوز 2,4 مليار مع سوريا، إذن صوتت الفيتو من اجل مبدأ السيادة والكرامة، فلا بد من أن تحترم السيادة ولا يمكن أن نمسها أو نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كان مثلما لا نسمح للآخرين بالتدخل في الشؤون الصينية، فموضوع سوريا متروك للشعب السوري الذي له الكلمة الأخيرة، وهذا هو الموقف الصيني”.
وفي الختام نوه بأهمية التبادل الأكاديمي بين الجامعة اللبنانية والجامعات الصينية وتحديدا جامعة بكين، متمنيا للملتقى النجاح.