السياسة الخارجية لمرسي: الهـرم المقلـوب
صحيفة السفير اللبنانية ـ
حسام مطر:
ليست الكتابة الآن عن السياسة الخارجية المصرية الحالية من باب الاستعجال أو «تسجيل النقاط»، بل محاولة لاستكشاف مسارها المستقبلي، وهذا أمر ضروري كونه متعلقاً بمصر تحديداً. في سياق محاولة الاستكشاف هذه، يجب العمل على معرفة ما هي المحددات الرئيسية ذات الأولية التي تتحكم بالسياسة الخارجية لدى القيادة المصرية الحالية، هل هو الأمن؟ الدين؟ الاقتصاد؟ الدور الاقليمي؟ التقرب من الغرب؟ أم الصراع مع اسرائيل؟
الأنظمة الناتجة عن عملية انتقال ثورية للسلطة عادة ما تميل نحو تبني سياسة خارجية ثورية، ويعزو الباحثون هذا النمط الى جملة عوامل: الصراع على الشرعية بين القوى الثورية، الحماسة والاندفاع وانعدام خبرة السلطة والحكم لدى هذه القوى ، سعي هذه القوى الى اظهار الالتزام بخطابها الثوري المعلن قبل اسقاط النظام القديم كون هذا الخطاب لا يزال حياً ونشطاً في أذهان العامة والاعلام، قوة الأصوليين والمتشددين داخل القوى الثورية في تلك المرحلة المبكرة باعتبارهم النواة التي تحملت العبء الأكبر في تحقيق النصر، محاولة تشتيت الانتباه عن الأزمات والتحديات الداخلية وشد العصب الداخلي حول النظام الجديد من خلال التركيز على عدو خارجي وتضخيم الاخطار المحدقة، وأخيراً تلعب عقيدة القوى الثورية ورؤيتها للعالم ولدورها فيه ومستوى الجرعة الثورية والايديولوجية في فكرها وتنظيرها دوراً جوهرياً في تحفيز العوامل الأخرى.
الا أن البارز حتى اللحظة، أن السياسة الخارجية لـ«لاخوان المسلمين» ليست ثورية الا ببعض الخطابة والخطوات الرمزية: موقف منفتح على واشنطن والمؤسسات الدولية، مداهن للخليج وتركيا، احتوائي لحركة «حماس»، متهرب من موقف واضح من الكيان الاسرائيلي، ملتزم بـ«كامب ديفيد»، بارد اتجاه ايران وع%
التعليقات مغلقة.