السودان: إنقلاب عسكري متكامل
موقع العهد الإخباري:
إعتقل الجيش السوداني صباح اليوم الاثنين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ومعظم أعضاء حكومته والعديد من المسؤولين والعاملين بقطاع الإعلام في إنقلاب عسكري تامّ.
وأعلنت وزارة الإعلام السودانية أنّ “ما حدث في السودان اليوم هو إنقلاب عسكري متكامل الأركان”، داعية “الجماهير لـ “قطع الطريق على التحرّك العسكري حتى إسقاط المحاولة الإنقلابية”، وإلى إطلاق سراح المعتقلين.
وأشارت وزارة الإعلام السودانية إلى إعتقال أعضاء في مجلس السيادة الإنتقالي من المكوّن المدني وعدد من وزراء الحكومة الإنتقالية، وقالت إن القوات العسكرية المشتركة تحتجز رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في منزله، وتمارس ضغوطًا عليه لإصدار بيان مؤيد “للإنقلاب”.
ونقلت وزارة الإعلام السودانية رسالة عن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك من مقرّ إقامته الجبرية يطلب من السودانيين التمسّك بالسلمية. وأوضحت الوزارة أنّ “حمدوك طلب من السودانيين إحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم”.
وقد انقطع بثّ عدد من الإذاعات السودانية بينها الإذاعة الرسمية على موجات إف إم.
ورداً على إستهداف وسائل الإعلام، قال مدير تلفزيون السودان إن “الشعب الذي أبهر العالم بثورته سيبهره مرة أخرى بصونها”، وأضاف “أتينا لخدمة بلادنا لتحقيق الإنتقال الديمقراطي الذي تقوده سلطة مدنية ولن نقبل بغير ذلك”.
وبعد كلام حمدوك، أكّدت وزارة الإعلام السودانية أنّ “قوّة من الجيش اعتقلت رئيس الوزراء ونقلته إلى مكان مجهول”.
كذلك، أعلنت وسائل إعلام سودانية عن “إجتماع عاجل لقادة الجيش لبحث التطورات الجارية”، مؤكدةً “اعتقال أغلب قيادات الصف الأول في الأحزاب السياسية”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مصدرٍ في عائلة المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السوداني فيصل محمد صالح أن قوة عسكرية إقتحمت منزله وقبضت عليه.
وأكّدت الوكالة “اعتقال أغلبية أعضاء مجلس الوزراء السوداني وعدد كبير من قيادات الأحزاب المؤيدة للحكومة”، وأشارت إلى أن “الاعتقالات طالت عضوًا في المجلس السيادي السوداني”.
كما ذكرت “رويترز” نقلاً عن شهود عيان أن “الجيش السوداني يقيّد حركة المدنيين في العاصمة السودانية الخرطوم”.
تفاصيل الاعتقالات
وكانت مصادر متعددة قد أكدت اعتقال عدة مسؤولين وسياسيين فجر اليوم الاثنين.
وقالت ابنة وزير الصناعة إبراهيم الشيخ لقناة الجزيرة إن قوة مشتركة اعتقلت والدها من منزله فجر اليوم.
كما ذكرت زوجة والي الخرطوم أيمن نمر للجزيرة أن قوة مسلحة اعتقلت الوالي من منزله.
وتحدّثت الجزيرة عن اعتقال محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة، وكذلك وزير الإعلام حمزة بلول، ووزير الاتصالات هاشم حسب الرسول، ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري.
قطع طرقات واحتجاجات
وبحسب وكالات الأنباء، قُطعت شبكة الإنترنت، كما تأثرت الاتصالات في بعض المناطق بالعاصمة، وأضافت أن قوات من الجيش أغلقت جسورا وأنفاقا في الخرطوم.
في الوقت نفسه، قام محتجون بقطع بعض الطرق في العاصمة الخرطوم وأضرموا النار احتجاجًا على الاعتقالات.
بالموازاة، ذكرت “وكالة الصحافة الفرنسية” أنَّ متظاهرين قطعوا طرقات في العاصمة السودانية احتجاجًا على اعتقال مسؤولين، موضحةً أن مسلّحين يعتقلون عددًا من المسؤولين في السلطة التنفيذية السودانية من أماكن إقامتهم.
من جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان الإضراب العام في المستشفيات باستثناء الحالات الطارئة وقررت النقابة الانسحاب من المستشفيات العسكرية، وطالبت القطاعات المهنية بالنزول إلى الشارع.
وكذلك، أعلن تجمع المصرفيين السودانيين أن موظفي القطاع دخلوا في إضراب وعصيان مدني مفتوح احتجاجًا على الاعتقالات.
من جهته، قال تجمع المهنيين السودانيين إن هناك أنباء عن تحرك عسكري يهدف “للاستيلاء على السلطة”، ودعا جماهير الشعب السوداني إلى الاستعداد لمقاومة أي انقلاب عسكري.
وأضاف التجمع في بيان: “نتوجه بندائنا لجماهير الشعب السوداني وقواه الثورية ولجان المقاومة في الأحياء بكل المدن والقرى والفرقان، للخروج إلى الشوارع وإحتلالها تمامًا، والتجهيز لمقاومة أي انقلاب عسكري، بغض النظر عن القوى التي تقف خلفه”.
وفي بيان لاحق، قال التجمع “تتوارد الأنباء عن تجهيز الانقلابيين لقطع خدمة الإنترنت بعد أن تم اعتقال أغلب أعضاء مجلس الوزراء والمجلس السيادي، وهو ما يعني اتجاههم للتعتيم على ممارسات القمع والإرهاب”.
وتابع البيان: “نهيب بلجان المقاومة والقوى الثورية المهنية والنقابية والسياسية والمطلبية والشعبية الإستعداد وتفعيل أدوات الإتصال والتنسيق والتشبيك الأرضي المجربة”.
وقال حزب الأمة القومي “ندين بأقوى العبارات الإعتقالات والإنقلابات، وهي تشكل إنتهاكاً للوثيقة الدستورية”.