السنيورة.. أوهام القضاء على المقاومة
السنيورة وتهمة العمالة.. لماذا الانزعاج؟
موقع العهد الإخباري –
بثينة عليق:
لا يبدو انزعاج الرئيس فؤاد السنيورة من تهمه العمالة التي وجهها إليه النائب عاصم قانصو مقنعة. الرجل وفريقه لديهم منظومتهم الخاصة من القيم والافكار المرتبطة بالمقاومة والعمالة والصراع العربي الاسرائيلي. فالمقاومة عند السنيورة مغامرة وعمل محرج وفعل لا جدوى منه، أما اذا خابت توقعاته وأمنياته وأنتجت المقاومة تحريراً ونصراً فهذا عند السنيورة سابقة خطيرة يفترض مواجهتها ومحاربتها بكل الاساليب والطرق الممكنة.
لأجل هذا الهدف، عمل السنيورة بوعي كامل ضمن فريق محلي يشكل امتداداً لمحور إقليمي ودولي لهدم عوامل صمود المقاومة في وجه “اسرائيل”.. آخر المحاولات كانت الرسالة التي وجهها السنيورة للرئيس الاميركي وفيها يطلب رئيس التكتل “الازرق” من باراك أوباما توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
يدرك السنيورة أن صمود النظام والرئيس بشار الاسد يعني نصراً للمقاومة. لم يوفر السنيورة أسلوباً أو طريقة أو آلية في سبيل تحقيق هدفه. لغوياً يستخدم السنيورة تعابير التغيير والحداثة والتطور والاعمار والميثاق الوطني والسيادة والشرعية وقيام الدولة، يدعم خطابه بدموع تذرف عند الضرورة لإضفاء البعد العاطفي. لا يملّ ولا يكفّ السنيورة عن تكرار قصيدته الهجائية للمقاومة. الاخيرة تعطي التبريرات لاعتداءات وحروب “اسرائيل”. يحمّل السنيورة المقاومة مسؤولية كل جرائم “اسرائيل” البشرية والمادية. يمتنع السنيورة خلال حرب تموز عن القيام بالحد الأدنى من واجباته لإيقاف الحرب.
العدوان كان مناسبة ليتخلّص فريق 14 اذار ومحوره الاقليمي من عبء المقاومة. الموقف الاسرائيلي الحريص على السنيورة أثناء الحرب يؤكد هذا الامر. لقد دعا مائير داغان رئيس جهاز الموساد السابق وأثناء تولّيه لمهمته تأمين الدعم لحكومة السنيورة. قبل ذلك، يصر الأخير على محو كلمة المقاومة من أحد بيانات الجامعة العربية.
يخوض السنيورة معركة سياسية لتحقيق هدفه، لا يتوقف عن إدانة المقاومين. هؤلاء مرتكبون متهمون لا بل مدانون بأسوأ الجرائم وأفظعها بدءاً من جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وصولاً الى الوزير محمد شطح. ما هي الاثباتات؟ لا ضرورة لوجودها. المطلوب تشويه صورة رموز المقاومة في الامة وعلى رأسهم رموز حزب الله. أما الاثباتات فليست ضرورية.
وعند هذه الفكرة يبرز السبب الثاني الذي يجعل استياء السنيورة من تهمة العمالة في غير محلها. ألم يؤسّس السنيورة وفريقه في لبنان لمنهج الاتهامات دون اثباتات؟
لم يتردد السنيورة لحظة في توجيه اتهامات قتل لفئة من اللبنانيين لحزب، لطائفة، لمكون أساسي من مكونات المجتمع اللبناني. يشكك السنيورة بلبنانية هؤلاء. وآخر انجازات السنيورة الكلام عن ثورة ومقاومة لما يسميه “احتلالاً إيرانياً للبنان”. أين هو الاحتلال الايراني؟ ما الذي يثبته ويؤكده؟ أين هي الارض المحتلة؟ وأين هم جنود الاحتلال الذين سيثور عليهم السنيورة ويحرر الارض منهم؟
أليست تهمة العمالة الموجهة ضد السنيورة وهي تهمة تتضمن بنفس القدر احتمالي الصحة وعدمها، أخفّ وطأة من توجيه تهمة احتلال لا وجود له إلّا في عقول تضجّ بأوهام القضاء على المقاومة وشيطنتها؟ أليس انزعاج السنيورة من تهمة العمالة في غير محلّه وغير سياقه الطبيعي؟