السعودية أوجدت بيئة متطرفة في اندونيسيا
تزامناً مع الزيارة التي يقوم بها الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الى اندونيسيا، سلط كتّاب غربيون الضوء على ما يشبه الغزو الثقافي الذي تقوم به السعودية في اندونيسيا منذ عقود. وشرح هؤلاء الكتاب كيف أنشأت السعودية “شبكة من النفوذ لها” داخل اندونيسيا نتيجة ذلك، مشيرة الى ان النشاط السعودي هذا أدى الى نشوء بيئة من التطرف. وأشارت مجموعة بارزة تعمل في مجال الامن والاستخبارات الى تكثيف الولايات المتحدة لغارتها العسكرية في اليمن ضد أهداف تابعة لتنظيم “القاعدة”، وقالت ان ذلك يؤكد بان الحرب في اليمن أدت الى تقوية هذا التنظيم الارهابي.
* السعودية نشرت التطرف في اندونيسيا
كتبت “Krithika Varagur” مقالة نشرتها مجلة “The Atlantic” تطرقت فيها الى زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الى اندونيسيا والتي تستمر تسعة ايام. واشارت الكاتبة الى ان السعودية ومنذ عقود تستثمر في اندونيسيا بغية التأثير على الثقافة والدين في البلاد.
الكاتبة قالت ان السعودية ومنذ عام 1980 خصصت ملايين الدولارات من أجل تصدير الفكر السلفي الى اندونيسيا، لافتة الى ان الرياض قامت ببناء ما يزيد عن 150 مسجدًا، اضافة الى جامعة مجانية. كما اضافت بان السعودية قامت ببناء عدد من المؤسسات الناطقة باللغة العربية، وتجهيز المدارس بالكتب والاساتذة. واشارت الى ان الرياض ارسلت ايضاً رجال الدين الى اندونيسيا ووزعت آلاف المنح الدراسية الى طلاب اندونيسيين من أجل الدراسة في السعودية، لافتة الى أن كل ذلك يشكل ما وصفتها “بالشبكة العميقة من النفوذ السعودي” داخل البلاد.
ونقلت الكاتبة عن الخبير الاندونيسي بملف السلفية المدعو “Din Wahid” بان “مجيء السلفية” الى اندونيسيا جزء من “مشروع السعودية العالمي لنشر اسلامها في جميع انحاء العالم الاسلامي”. كما أوضحت بان معقل السلفية في اندونيسيا يتمثل بمعهد دراسة “الاسلام واللغة العربية”، وهو عبارة عن جامعة تمولها السعودية في جنوب العاصمة جاكرتا.
كذلك، نقلت الكاتبة عن المسؤول في وزارة الشؤون الدينية في الحكومة الاندونيسية المدعو “Muhammad Adlin Sila” تخوفه من ان بعض الخريجين من هذه الجامعة هم انصار لما يسمى “دولة الخلافة” التابعة لتنظيم “داعش” الارهابي.
ونقلت الكاتبة ايضاً عن المدعو “Ulil-Abshar Abdalla” وهو خريج من هذه الجامعة يدير الآن “شبكة الاسلام الليبرالي”، قوله بان “نظام التدريس الديني بالجامعة المذكورة متشدد وان من يدرّسون الدين بهذه الجامعة هم فقط وهابيون”، كما قال ان “ايديولوجية الوهابية تتناقض مع الاسلام التقليدي في اندونيسيا الذي يعتبر أقل تشدداً بكثير من الوهابية”، حسب تعبيره.
وأشارت الكاتبة الى ان “الخريجين الاندونيسيين سواء من الجامعات السعودية او من تلك التي تمولها السعودية داخل اندونيسيا اصبحوا يتمتعون بنفوذ داخل البلاد. أحد أسباب امتناع اندونيسيا عن مواجهة ما تقوم به السعودية على هذا الصعيد هو موضوع عديد الحجاج الاندونيسيين سنوياً، اذ ان 221,000 مواطن اندونيسي يسمح لهم سنوياً بأداء مناسك الحج، وهو الرقم الاعلى في العالم“.
الكاتبة قالت ان “الجماعة الارهابية الاندونيسية التي تدعى “الجماعة الاسلامية” حصلت على تمويل مما يسمى “مؤسسات خيرية” سعودية منذ سنوات. كما أصبحت القنوات السلفية و”اليوتيوب” ووسائل التواصل الاجتماعي تشكل أرضًا خصبة للنساء المتعاطفات مع “داعش” خلال الاعوام القليلة الماضية، وذلك بحسب تقرير صدر عن معهد التحليل السياسي والنزاعات”، وفق تعبير الكاتبة.
وشددت الكاتبة على أن “المعطيات تفيد بان لدى السلفية انصاراً داخل اندونيسيا”، معتبرة أن “السعودية تجني ثمار استثماراتها بهذا البلد“.
* الحرب في اليمن أدت الى تقوية تنظيم “القاعدة“
مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخباراتية أشارت في تقريرها اليومي الى تسارع وتيرة ما يسمى بـ”عمليات مكافحة الارهاب” التي تشنها الولايات المتحدة في اليمن، وقالت ان تصعيد الضربات الاميركية في اليمن يشكل اعترافاً ضمنياً بان الحرب المستمرة في البلاد ساعدت على نمو الجماعات الارهابية.
وأضافت المجموعة انه “بينما تركز السعودية وحلفاؤها على قصف جماعة “انصار الله”، فان الولايات المتحدة أصبحت قلقة أكثر فاكثر من ان تنظيم “القاعدة” في اليمن بات في وضعية افضل نتيجة الحرب الدائرة“.
المجموعة لفتت الى أن “الجيش الاميركي وقبل يومين (بتاريخ الثاني من آذار مارس) شن اكبر عملية قصف جوي له ضد اهداف تابعة للقاعدة في اليمن منذ سنين، حيث بلغ عدد الضربات الجوية الاميركية 25 عبر الطائرات المأهولة وغير المأهولة. ورجحت حصول “المزيد من العمليات البرية من قبل قوات العمليات الخاصة الاميركية في اليمن، سواء عمليات احادية ام مشتركة مع القوات التابعة لدولة الامارات“.
كما شددت المجموعة على ان “الحرب المستمرة في اليمن تؤدي الى تدمير هذا البلد وأن القصف العشوائي يلحق أضراراً جسيمة بالمدنيين”، لافتة الى أن “الولايات المتحدة ستكون مضطرة الى التركيز على التهديد الارهابي في اليمن لاعوام مقبلة، حتى بعد ان يتم التوصل الى اتفاق لوقف الحرب“.
الى ذلك، أشار تقرير نشره موقع “McClatchy DC” الى أن مسؤول بوزارة الحرب الاميركية البنتاغون رفض الكشف عن اسمه قدّر بان عدد عناصر تنظيم “القاعدة” في اليمن يبلغ بالآلاف، وأن اغلبهم يمنيين وهو ما يسمح لهم بالاندماج داخل المجتمع”، بحسب تعبير هذا المسؤول .كما لفت الى ما قاله المصدر بان “البنتاغون يعتبر ان تنظيم “القاعدة” في اليمن يبقى عازماً على مهاجمة الغرب وخاصة الولايات المتحدة“.
* أميركا تدرس تمركزاً طويل الامد للقوات الاميركية في سوريا والعراق
نشر معهد “Stratfor” للاستخبارات تقريراً أشار فيه الى أنه ما تبين حتى الآن من استراتيجية مكافحة الارهاب التي سيقدم عليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب يفيد بان جوهر هذه الاستراتيجية سيبقى كما كان في ادارة اوباما السابقة، بحيث سيعتمد على “القوات المحلية” للعب الدور الاكبر في ميدان القتال.
وأضاف التقرير إنه “بناء على تصريحات صدرت عن وزارة الحرب البنتاغون وكذلك المعلومات التي سربت، فان الخيارات التي قدمها وزير الحرب “جيمس ماتيس” يوم الاثنين الفائت تمثل تكثيف الجهود الحالية بدلاً من تحول كبير بالاستراتيجية المعتمدة”. وفيما تابع بان الولايات المتحدة قد تسعى الى تعزيز تواجدها العسكري في ساحات مثل سوريا واليمن والصومال، رجح ان يبقى اي تواجد عسكري اميركي بهذه الدول محدوداً.
كذلك اشار التقرير الى ان الجيش الاميركي أكد أنه ينوي تقوية “الشركاء المحليين” (على حد تعبير التقرير) في العراق وسوريا وغيرها من الدول، من خلال التدريب والتسليح والدعم، بدلاً من ان تتولى القوات الاميركية الدور الابرز بالقتال.
ولفت التقرير الى ان الخيارات الاخرى تذهب ابعد من العمل العسكري المباشر، وأن مسؤولين مطلعين على المراجعة التي اجراها “ماتيس” (وزير الحرب الاميركي) تحدثوا عن الاهمية المتزايدة التي اعطيت للعناصر الدبلوماسية للحملة، بما في ذلك التصدي لمساعي “داعش” في مجال تجنيد العناصر وكذلك قطع تمويل التنظيم الارهابي. وشرح بان الولايات المتحدة وكي تحقق ذلك سيكون عليها الاعتماد على شركاء اقليميين ومحليين من أجل ضبط تدفق المال الى المنظمات الارهابية.
كما نبه التقرير الى ما قاله رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي الجنرال “Joseph Dunford” الاسبوع الفائت بان الولايات المتحدة تدرس امكانية تمركز قوات اميركية في العراق لتبقى “بعد فترة طويلة” من استعادة الموصل من “داعش”، واضاف بان “ذلك يطرح امكانية تواجد اميركي طويل الامد اكثر في سوريا الى جانب الشركاء المحليين“.
وفي الختام قال التقرير انه ومهما كانت الاستراتيجية التي ستعتمدها ادارة ترامب، فمن الواضح ان المعركة من اجل القضاء على “التهديد الارهابي العالمي لن تكون سهلة او سريعة“.
* ترامب يحاول تغيير السياسة التقليدية الاميركية
مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخباراتية نشرت تقريراً آخر اعتبرت فيه ان ادارة ترامب تبدو وكأنها تغير السياسة الاميركية المعتمدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي تستند على ما يسمى “قيادة اميركا للعالم الحر” وللدور الاميركي الريادي “بالنظام العالمي“.
وذكّرت المجموعة بان ترامب شدد مراراً على انه يرى بانه تم استغلال الولايات المتحدة في السياسات التجارية والاتفاقيات “الدفاعية”، ووعد بانهاء ذلك.
كما رأت المجموعة ان خطاب ترامب أمام الكونغرس قبل أيام عن حالة الاتحاد انما جاء ليؤكد الانتقال نحو مقاربة تجارية في المسائل الدولية. واعتبرت ايضاً ان نظرة ترامب الى السياسة الخارجية على اساس العلاقات الثنائية (وليست العلاقات المتعددة الاطراف) و مقاربته للاتفاقيات على اساس انها صفقات تجارية ظهر جلياً بخطابه. ولاحظت انه لم يتطرق الى ذكر مصطلح “الديمقراطية” طوال خطابه، كما انه لم يذكر مصطلح “العالم الحر“.
وتابعت بان ترامب وعندما تطرق الى قضايا السياسة الخارجية حاول ان يوازن ما بين التعبير عن دعم الحلفاء ومطالبتهم بدفع مستحقاتهم. واشارت الى انه لم يذكر ما حصلت عليه الولايات المتحدة من مكاسب جراء ضمان الاستقرار والامن لدى “الحلفاء”. كذلك سلطت الضوء على ما قاله في الخطاب بان وظيفته تقتضي “تمثيل الولايات المتحدة وليس تمثيل العالم“.