الرئيس روحاني: لا يمكن حل أزمات المنطقة خاصة السورية واليمنية إلا عبر الحلول السياسية
اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي خلال استقباله رئيس جمهورية جنوب افريقيا على ضرورة التصدي للعراقيل التي تضعها الدول الاستكبارية امام تعاون الدول المستقلة.
واكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي عصر اليوم الاحد خلال استقباله رئيس جمهورية جنوب افريقيا “جاكوب زوما” ، على ضرورة تطوير مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي.
وقال : يتعين على الدول المستقلة تعزيز التقارب ، وتنمية التعاون فيما بينها بالرغم من العراقيل التي تضعها بعض القوى الاستكبارية.
وكان الرئيس “زوما” قد وصل العاصمة طهران فجر أمس واجرى محادثات ثنائية مع نظيره الدكتور حسن روحاني، وترأسا المحادثات بين وفدي البلدين، ومن ثم شاركا في مؤتمر صحفي مشترك .
وبحضور الرئيسان روحاني و”زوما”، وقعت الجمهورية الاسلامية في ايران وجنوب افريقيا عصر الاحد على ثماني وثائق للتعاون المشترك.
ومن وثائق التعاون، مذكرة التفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة وتشكيل فريق عمل مشترك للاستثمار وكذلك التعاون في المجال الزراعي.
كما وقعت طهران وبريتوريا على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال ادارة المياه وبرنامج تعاون في المجال الثقافي والفني والتعاون في مجال التأمين .
ووقع البلدان على مذكرة التفاهم لتبادل المعلومات الوطنية المتعلقة بغسيل الاموال والتعاون بين مركز ابحاث الصناعة وشركة بتروسا الجنوب أفريقية.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، وصف الرئيس روحاني جنوب افريقيا بالبلد الهام وقال: ان زيارة الرئيس “جاكوب زوما” لطهران تهدف الى تمتين العلاقات بين البلدين.
واضاف: إن الشعب الايراني وقف الى جانب الشعب الجنوب افريقي خلال كفاحه ضد نظام الفصل العنصري.
وتابع قائلا انه منذ انتصار الثورة الاسلامية اوعز مؤسس الثورة الاسلامية الامام الخميني /قدس سره/ بقطع العلاقات مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وتم وقف جميع مشاريع التعاون الاقتصادي معه.
واوضح انه وبعد ما تولى المؤتمر الوطني الافريقي زمام الامور في جنوب افريقيا اقامت الجمهورية الاسلامية في ايران علاقات ودية مع هذه الجمهورية واصفا “نيلسون مانديلا” بانه احد ابرز الزعماء في جنوب افريقا وقال انه حظي باحترام كبير بين أبناء شعبه و كذلك بين الايرانيين.
واشار رئيس الجمهورية الى مكانة جنوب افريقيا، واضاف: ان بامكان هذا البلد ان يكون حلقة وصل بين ايران وافريقيا كما انه يمكنه استخدام الموانئ الايرانية لربط افريقيا بآسيا الوسطى و القوقاز و روسيا و كذلك اوروبا الشرقية.
واضاف: ناقشنا ايضا التعاون السياحي لما لدى البلدين من معالم تاريخية وسياحية ونرغب ايضا في تسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين.
وشدد رئيس الجمهورية: ان الدول المختلفة تتنافس لعقد اتفاقيات تعاون مع ايران، لكننا في نفس الوقت، لن ننسى اصدقاءنا المخلصين الذين وقفوا معنا في فترة الحظر.
واشار الى الاجواء والظروف المناسبة المتاحة لايجاد التحرك في العلاقات التجارية والاقتصادية بين ايران وجنوب افريقيا ولفت الى تجارب التعاون الطيبة مع الشركات الجنوب افريقية في مختلف المجالات سيما الاتصالات والطاقة، وقال ان حجم التبادل التجاري بين ايران وجنوب افريقيا ليس بالمستوى المطلوب حاليا، لكن الامكانيات متوفرة للاستفادة من الطاقات والامكانيات المتاحة وان تصبح جنوب افريقيا أحد اهم الشركاء التجاريين لايران.
وتاكيدا على أهمية وضرورة مكافحة الارهاب والعنف وخطر ظاهرة الارهاب للمنطقة والعالم، دعا الدكتور روحاني الى التعاون والتنسيق في المجالين الامني والسياسي بين ايران و جنوب افريقيا.
وتابع قائلا إن الازمة في سوريا واليمن والعراق هي ايضا ضمن القضايا التي تحدثنا حولها معلنا بذلك ان البلدين يؤكدان على الحل السياسي للازمة في اليمن كما يدعوان الى الحل السياسي للازمة في سوريا لاعادة الامن والاستقرار اليها الى جانب تقديم الدعم للحكومة العراقية في حربها ضد الارهاب.
من جانبه قال رئيس جمهورية جنوب افريقيا “جاكوب زوما”: ان المواضيع التي تناولها مع الرئيس روحاني كانت ايجابية وناجحة واضاف: ناقشنا الاهداف المشتركة وتحويل العلاقات الثنائية الى شراكة استراتيجية واساسية.
وصرح: ان الجمهورية الاسلامية في ايران تحظى بمكانة مهمة جدا في تاريخ نضال شعب جنوب افريقيا .. ايران كانت في مقدمة الدول المناهضة لنظام الفصل العنصري، واعلنت منذ البداية تضامنها مع جنوب افريقيا وقطعت علاقاتها مع نظام الفصل العنصري .
واضاف ان الثورة الاسلامية في ايران، اثبتت لنا في عام 1979، انه يمكن التحرر رغم كل المشاكل والصعاب، في عام 1994وعندما اندحر نظام الفصل العنصري، بدأت الجمهورية الاسلامية في ايران وجمهورية جنوب افريقيا علاقاتهما الرسمية الدبلوماسية وشهدنا ازدهار العلاقات بين البلدين.
واشار رئيس جنوب افريقيا الى الوفد الاقتصادي الكبير الذي يرافقه في زيارته الى طهران، وقال: ان هذا الامر يعد مؤشرا على حرص المجتمع والتجار الافارقة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع ايران.
وعبر رئيس جمهورية جنوب افريقيا عن ثقته في ان هذه اللقاءات ستؤسس لعلاقات متينة بين الحكومتين والشعبين الايراني والجنوب افريقي، وقدم الرئيس زوما الدعوة الى الرئيس روحاني لزيارة جنوب افريقيا.
وقدم الرئيس “زوما” التهنئة لايران حكومة وشعبا للتوصل الى نتيجة ناجحة من خلال المحادثات النووية التي أدت الى خطة العمل المشترك ورفع الحظر النووي والأحادي، وقال: انني وبالنيابة عن حركة عدم الانحياز أجدد التأكيد على ان ايران لها الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
وأكمل: اننا مسرورون لرفع الحظر، لأن ايران ومن الآن فصاعدا يمكنها التعامل اكثر فأكثر مع المجتمع الدولي اقتصاديا، وهذا ما سيؤدي الى التطور والإعمار ليس فقط للشعب الايراني وانما لشعبنا ايضا.
وقال الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما اننا اتفقنا مع الرئيس روحاني على رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الى 8 مليارات دولار حتى عام 2020.
[ad_2]